ظُلِمتُ..وظُلمُ الناسِ قد مَلأ الثرى * * * كأنِّ القلوبَ اليومَ لحمٌ تحجرا
كانَّ قلوبَ الأصفياءِ دماؤها * * * شرابٌ لهُ سوقٌ يُباعُ ويُشترى
وكم بسهامِ الغدرِ فاضت مدامعي * * * ولكنَّ غدرَ الصحبِ أدهى إذا اعترى
وإن شاءَ طمسَ الحقِّ واشٍ, بكيدهِ * * * فإنّي رأيتُ الحقَّ أقوى وأكبرا
فما حبسَ الأمطارَ مثلُ منافق ٍ, * * * مددتُ لهُ الكفين ورداً وعنبرا
يكدّرُ صفوَ الحبِّ غلُّ بقلبه ِ * * * على كلِّ حبٍّ, شعَّ في اللهِ مُزهرا
عَرَضتُ على الأصحابِ صدقَ مشاعري* * * تكادُ بنور ِالحبِّ أن تتجوهرا
فأعرضَ جلٌّ الصحبِ عنها تكبّراً * * * فحظي منَ الأصحابِ باتَ مُحيرا
تزاحمتِ الآراءُ في نقدِ صورةٍ, * * * لعلَّ بها معنىً نراهُ مُكرّرا
فيا صحبَ عُمري هل أُجازى ببسمةٍ, * * * يكونَ لها صِدقُ المودَّةِ مظهرا
أردتُ لفكري أن يخوضَ جهادهُ * * * على كلِّ جهلٍ, في العقولِ تسمرا
أردتُ لشعري أن يكونَ كفارسٍ, * * * وسيفٍ, عنِ الأقصى يزودُ مظفرا
خذوا أيّها الأصحابُ وهج َقصائدي* * * فإنَّ لوهجِ الحرفِ طيباً مُنشرا
بقلبيَ أناتٌ ينوءُ بحملها * * * دعوني أُريحُ القلبَ منها ليزهرا
ففي كلِّ حرفٍ, من قصيدي كناية ٌ * * * تُقوِّمُ من أوزانها ما تَعثرا
إذا ما جفاني الصحبُ لستُ بيائسٍ, * * * وفي القلبِ إيمانٌ منَ اليأس ِ طهِّرا
تعالَ أخي نحي القلوبَ بصحوةٍ, * * * وندفنُ بركانَ الخيانةِ في الثرى
فإن جابهتنا في الطريق ِ مصاعبٌ * * * نشقٌّ لها في ساحةِ الفكر ِ معبرا
ونحنُ معَ التيار ِ نُرخي عِنانهُ * * * فيجري.. ونلوي بالعنان ِ فيقصرا
فثمة َ بركانٌ منَ الغدر ِ شاخصٌ * * * على أمتي قد كادَ أن يتفجرا
سألتكَ ربي أن تُنيرَ بصيرتي * * * إذا ما ظلامُ الليلِ حوليَ عسكرا
فما سجدت يوماً لغيركَ جبهتي * * * ولا كنتُ يوماً عن حدودكَ مدبرا