الأمــل القادم

4.3k
3 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

أنى تغيب ونور وجهك ساطع *** وضباء حبك في الفؤاد رواجع

أنى تغيب وأنت في عيني ضحى *** يزهو وبرق في خيالي لامع

أنى تغيب وأنت بين جوانحي *** شمس وفي الظلماء بدر طالع

أنى تغيب وأنت ظل عندما *** تشتد رمضائي إليه أسارع

حاصرتني في نصف دائرة الهوى *** وأنا بحظي من حصارك قانع

من أين أخرج والسياج يحيط بي *** من كل ناحية وأمرك قاطع

وأنا أقول لظبية الشعر التي *** ربيتها إن المسافر راجع

يا ظبية الشعر اطمئني إنني *** ما زلت في كتب الحنين أراجع

في القلب شيء قيل لي هو لوعة *** وأنا أقول هو الحريق اللاذع

وبمقلتي نهر سينقص قدره *** لو قلت هذي في العيون مدامع

وأمام أبواب المشاعر نبتة *** في غصنها ثمر المودة طالع

يا ظبية الشعر المؤجج في دمي *** تيهي فصيتك في فؤادي ذائع

عاقبتني لما شكوت وإنما *** أشكو لأن الحق فينا ضائع

ولأن جدران الكرامة هدمت *** في أمتي والذل فيها شائع

ولأنني أبصرت ثعبان الهوى *** في نابه المشؤوم سم ناقع

ولأنني أبصرت ما لم تبصري *** فهناك ذئب عند بابك قابع

إني أقول لمن يعاتبني أفق *** فأنا بسيف الشعر عنك أقارع

أنظر إلى لون السلام وطعمه *** مر مذاقته ولون فاقع

قالوا السلام أتى فتابعنا الذي *** وصفوا فبان لنا الكلام الخادع

قلنا لهم أين السلام فما نرى *** إلا أكف الواهمين تبايع

شتان بين مسالم ومتاجر *** إن المتاجر للكرامة بائع

في كف داعية السلام مزاهر *** وبكف تجار السلام مقامع

أرأيت في الدنيا سلاما عادلا *** تدعو إليه قنابل ومدافع

إني لأخجل حين أضحك لاهيا *** وقد ارتمى في الأرض طفل جائع

إني لأخجل حين أشغل بالهوى *** وعفاف ليلى البسنوية دامع

إني لأخجل حين أبصر أمتي *** تهفو إلى أعدائها وتوادع

ما زلت أدعوها ويجمد في فمي *** صوت المحب ولا يجيب الخاضع

ما زلت أدعوها وألف حكاية *** تروى عن الأهل الذين تقاطعوا

عن إخوة ركبوا الخلاف مطية *** وإلى سراديب الشقاق تدافعوا

يا أمة يسمو بها تاريخها *** ويسوقها نحو الضياع الواقع

يا أمة تصغي إلى أهوائها *** وتسد سمعا حين يصدع صادع

يا أمة ما زلت أسأل حالها *** عنها فتنطق بالجواب فواجع

ما لي أراك فتحت أبواب الهوى *** وقبلت ما يدعو إليه الطامع

يممت غربا والحقائق كلها *** شرق وفي يدك الدواء الناجع

ما لي أراك مددت للمال الربا *** جسرا وفي القرآن عنه قوارع

أنسيت حرب الله وهي رهيبة *** أوما لديك من العقيدة رادع

أو غاية الإسلام عندك أن يرى *** لك في الوجود معامل ومصانع

أنسيت أن الناس فيك معادن *** أنسيت أن الأرض فيك مواضع

لا تخدعي بعض الوجوه قبيحة *** وتزينها للناظرين براقع

وإذا أراد الله نزع ولاية*** عمي البصير بها وصم السامع

يا أمتي عوتبتُ فيك وإنما *** خشي المعاتب أن يسوء الطالع

قالوا تدافع بالقصائد قلت *** بل بيقين قلبي عن حماك أدافع

شبت عن الطوق الحروف فما *** بها حرف يزيف رؤيتي ويخادع

أسلمت للرحمن ناصيتي فما *** تلهو القصائد أو يغيب الوازع

إني أتوق إلى انتصار عقيدة *** فيها لأنهار النجاة منابع

قالوا: تروم المستحيل؟ فقلت *** بل وعد من الرحمن حق واقع

والله لو جرف العدو بيوتنا *** ورمت بنا خلف المحيط زوابع

لظللت أؤمن أن أمتنا لها *** يوم من الأمجاد أبيض ناصع

هذي حقائقنا وليست صورة *** وهمية فيها العقول تنازع

أنا لن أمل من النداء فربما *** أجدى نداء من فؤادي نابع


أضف تعليق