حتَّـــــام تصمُتُ مسكوناً بكلَّ أسى *** والسٌّـهد يغفو على جفنيك والأرقُ
تـــظلٌّ في زحمةِ الأحداثِ مبتعدًا *** وأنــــت لا عاجز كــلاًّ ولا فَرِقُ
لا شـيءَ كالدَّين تحيـــينا نســائمه *** نفسي الفداءُ له ما دام بي رَمَـــقُ
أعزر عليـــــنا بأن يقتاتَ مُجتَرئ *** على الهُدى وحُمَاةُ الحقَّ ما نطقوا؟!
هيــهات أن ندع الحق المبينَ لما *** يُلقـــيهِ من شُبَـــهٍ, شكَّـــاكة تَزِقُ
أفكـــاره لُفقـــت مِن ها هنا وهنا *** ففيه تجتــــمع الأضداد والفِرقُ!!
ضخم"الأنا"وإذا فُلَّت مضاربه *** عجـــــزًا تَنصَّل مما كان يعتنقُ
ما عابَ خصمًا بوصفٍ, في محاورةٍ, *** إلا وكان علـيه الوصف ينطبقُ
لم يأتنا بـــجديدٍ, في مزاعــمـــه *** وأينَ مَن يزدهيه الجورَبُ الخَلِقُ؟!
كل الدعاوى التي ما انفكَّ يرفعُها *** تدوسُها قدماه حــــين يخــــــتنق
يبكي على كل موتورٍ, وبدعـــته *** باسم التسامُح، وهو الحاقد القِلقُ
وكيــــف يهدأُ من في نفسه دَغَلٌ *** وقلـــبُه في أتونِ الــحقدِ يحترقُ
يـظل يفترش الأعذارَ... منتقياً *** ما كان مع ما هوتهُ النفسُ يتَّفقُ
لكــــنَّ تلكَ الفَضَاءات التي اتسَّعَت *** لكل من أوغلوا في الدين أو مرقوا
تضيق عن عذر أصحاب النبيَّ... وهم *** جــند كـــتاب وآثار الـهدى العُتُق
حبٌّ الصحابة ينبوعُ السموَّ.. فيا *** نُعمى لمن قَرُبوا من نبعه فسُقُوا
ما كان فيهم شقيًّ بعدما اكتحلت *** منهم برؤية وجهِ المصطفى الحِدَقُ
لله ما بــذلوهُ تحــت رايـــــــتهِ *** حتـــى كأنهم للــموت قد خُلِقوا
لطالما قلتُ في نفسي: لعلَّ له عُذراً.... *** أكل كيف الرأي مرتزق؟!
حــتى رأيتُ له من كل موبقةٍ, لوناً... *** فما عُدتٌّ في أقواله أَثِقُ
شيئان إن سَكَنا قلبَ امرئٍ, فقأ *** عيني بصيرته"الإعجابُ والحَنقُ"
تشقى النفوسُ بما تهوى، أليسَ لهُ *** تُخــفَى الحـقيـــقةُ أحيانًا وتختلقُ
وارحمتا للألى طاروا إليه دُجىً *** وهم ظماء... وفي أشراكِهِ عَلِقوا
عشَّـاق كل غريب لو رأوهُ نأى *** في البحر غاصُوا له،أو في السماء رَقُوا!
كلّما ماجتِ الأفكــارُ واضطربت *** تساقطوا مثــــلَما تـسّاقطُ الورَقُ
لا يثبتون على حالٍ, فـ"من وإلى" *** والله يــعلمُ أنًَّى ينــتهي الــــــنَّفقُ
ما حيلتي في سُكارى الفكرِ حين أرى *** خيولَهم في صحاري التيه تستبقُ؟!
تاهوا.. فما رفعوا داسو، وما نصروا *** عادوا، وما رتقوا في همسهم فتقوا
ماذا يريدون منا حيــــــنما فتـحوا *** باب الشكوك فأشقوا غيرهم وشقوا؟!
إساءة باسمٍ, إحســــان.. فَوَا عجباً *** لما يجـــــرٌّ على أصحابِهِ الخرقُ
النقد مِشــــــرَطُ جرَّاحٍ,..أيعـــمِلَه *** في الجسمِ إلا الطبيبُ البارعُ الحذِقُ
ما بالكم قد شغــلتم بابن تيميــــــة *** ثلباً.. فمصـــــطبِحٌ فيه ومغتبقُ؟!
دعوه عنكم...ففي الماضين تذكرة *** تكفي اللبيبَ..وهل أنتم كمَن سبقوا؟!
قفوا على ساحل البحر العُبابِ.. *** ومَن سيركبُ البحر والأمواجُ تصطفقُ
كم هَاجَــهُ قبلــــكم قوم دخـــائلُهم *** ســـودٌ فلما طمت أمواجه غرقوا
طوتهم صفحة النسيان مذ رحلوا *** ولم يزل في سمـــاء المجد يأتلقُ
أليس من عَجَبِ الدنيا أن اختلفت *** في كل شيء سوى تضليلِهِ الفِرَقُ؟!
بعضُ الصَّغارِ رأوا في الشيخ قنطرةً *** إلى مُنىً قُطعت من دونها الطٌّرُق
ملّوا من الظلَّ..واحتالوا..فما وجذوا *** إلاه باباً على الأضــــــواء يندلقُ
بالأمس قالوا فلم يعــــبأ بهم أحدٌ *** واليــوم إذا مزَّقوا أوراقَهم نفَقُوا
وكان ما سوَّدت أيدي ضغائنهم قيء *** العقولº فلا برَّوا ولا صدقُوا
لو جاء من شانئ هذا الغثاءُ لما حزنت *** ولكن من الإخوان ينبثقُ
إخواننا هم- وإن كانوا بريدَ أذى- *** فالريق يحصل أحياناً به الشَّرقُ