تأملات في فكر مسخ!!

5.2k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%
أسرج حصانَك واركب فالمدى قَلِقٌ *** وقـد تأهــب أقــــوامٌ لينطــــــلقوا

حتَّـــــام تصمُتُ مسكوناً بكلَّ أسى *** والسٌّـهد يغفو على جفنيك والأرقُ

تـــظلٌّ في زحمةِ الأحداثِ مبتعدًا *** وأنــــت لا عاجز كــلاًّ ولا فَرِقُ

لا شـيءَ كالدَّين تحيـــينا نســائمه *** نفسي الفداءُ له ما دام بي رَمَـــقُ

أعزر عليـــــنا بأن يقتاتَ مُجتَرئ *** على الهُدى وحُمَاةُ الحقَّ ما نطقوا؟!

هيــهات أن ندع الحق المبينَ لما *** يُلقـــيهِ من شُبَـــهٍ, شكَّـــاكة تَزِقُ

أفكـــاره لُفقـــت مِن ها هنا وهنا *** ففيه تجتــــمع الأضداد والفِرقُ!!

ضخم"الأنا"وإذا فُلَّت مضاربه *** عجـــــزًا تَنصَّل مما كان يعتنقُ

ما عابَ خصمًا بوصفٍ, في محاورةٍ, *** إلا وكان علـيه الوصف ينطبقُ

لم يأتنا بـــجديدٍ, في مزاعــمـــه *** وأينَ مَن يزدهيه الجورَبُ الخَلِقُ؟!

كل الدعاوى التي ما انفكَّ يرفعُها *** تدوسُها قدماه حــــين يخــــــتنق

يبكي على كل موتورٍ, وبدعـــته *** باسم التسامُح، وهو الحاقد القِلقُ

وكيــــف يهدأُ من في نفسه دَغَلٌ *** وقلـــبُه في أتونِ الــحقدِ يحترقُ

يـظل يفترش الأعذارَ... منتقياً *** ما كان مع ما هوتهُ النفسُ يتَّفقُ

لكــــنَّ تلكَ الفَضَاءات التي اتسَّعَت *** لكل من أوغلوا في الدين أو مرقوا

تضيق عن عذر أصحاب النبيَّ... وهم *** جــند كـــتاب وآثار الـهدى العُتُق

حبٌّ الصحابة ينبوعُ السموَّ.. فيا *** نُعمى لمن قَرُبوا من نبعه فسُقُوا

ما كان فيهم شقيًّ بعدما اكتحلت *** منهم برؤية وجهِ المصطفى الحِدَقُ

لله ما بــذلوهُ تحــت رايـــــــتهِ *** حتـــى كأنهم للــموت قد خُلِقوا

لطالما قلتُ في نفسي: لعلَّ له عُذراً.... *** أكل كيف الرأي مرتزق؟!

حــتى رأيتُ له من كل موبقةٍ, لوناً... *** فما عُدتٌّ في أقواله أَثِقُ

شيئان إن سَكَنا قلبَ امرئٍ, فقأ *** عيني بصيرته"الإعجابُ والحَنقُ"

تشقى النفوسُ بما تهوى، أليسَ لهُ *** تُخــفَى الحـقيـــقةُ أحيانًا وتختلقُ

وارحمتا للألى طاروا إليه دُجىً *** وهم ظماء... وفي أشراكِهِ عَلِقوا

عشَّـاق كل غريب لو رأوهُ نأى *** في البحر غاصُوا له،أو في السماء رَقُوا!

كلّما ماجتِ الأفكــارُ واضطربت *** تساقطوا مثــــلَما تـسّاقطُ الورَقُ

لا يثبتون على حالٍ, فـ"من وإلى" *** والله يــعلمُ أنًَّى ينــتهي الــــــنَّفقُ

ما حيلتي في سُكارى الفكرِ حين أرى *** خيولَهم في صحاري التيه تستبقُ؟!

تاهوا.. فما رفعوا داسو، وما نصروا *** عادوا، وما رتقوا في همسهم فتقوا

ماذا يريدون منا حيــــــنما فتـحوا *** باب الشكوك فأشقوا غيرهم وشقوا؟!

إساءة باسمٍ, إحســــان.. فَوَا عجباً *** لما يجـــــرٌّ على أصحابِهِ الخرقُ

النقد مِشــــــرَطُ جرَّاحٍ,..أيعـــمِلَه *** في الجسمِ إلا الطبيبُ البارعُ الحذِقُ

ما بالكم قد شغــلتم بابن تيميــــــة *** ثلباً.. فمصـــــطبِحٌ فيه ومغتبقُ؟!

دعوه عنكم...ففي الماضين تذكرة *** تكفي اللبيبَ..وهل أنتم كمَن سبقوا؟!

قفوا على ساحل البحر العُبابِ.. *** ومَن سيركبُ البحر والأمواجُ تصطفقُ

كم هَاجَــهُ قبلــــكم قوم دخـــائلُهم *** ســـودٌ فلما طمت أمواجه غرقوا

طوتهم صفحة النسيان مذ رحلوا *** ولم يزل في سمـــاء المجد يأتلقُ

أليس من عَجَبِ الدنيا أن اختلفت *** في كل شيء سوى تضليلِهِ الفِرَقُ؟!

بعضُ الصَّغارِ رأوا في الشيخ قنطرةً *** إلى مُنىً قُطعت من دونها الطٌّرُق

ملّوا من الظلَّ..واحتالوا..فما وجذوا *** إلاه باباً على الأضــــــواء يندلقُ

بالأمس قالوا فلم يعــــبأ بهم أحدٌ *** واليــوم إذا مزَّقوا أوراقَهم نفَقُوا

وكان ما سوَّدت أيدي ضغائنهم قيء *** العقولº فلا برَّوا ولا صدقُوا

لو جاء من شانئ هذا الغثاءُ لما حزنت *** ولكن من الإخوان ينبثقُ

إخواننا هم- وإن كانوا بريدَ أذى- *** فالريق يحصل أحياناً به الشَّرقُ


أضف تعليق