كأس العالم المرير


بسم الله الرحمن الرحيم

 

في العام 1982م حينما كان العالم ـ والعرب خاصة ـ مشغولون بكأس العالم التي أقيمت في إسبانياº قام المجرم شارون بغزو لبنان ثم نفّذ مجزرة صبرا وشاتيلا قبل أن يفيق القوم من سكرتهم في كأس العالم، والغريب أن (إسرائيل) هي البلد الوحيد في العالم الذي ليس فيه فريق لكرة القدم، فالصهاينة مهتمون كثيرا بشغل غيرهم ـ الأميين ـ بصغائر الأمور، لكنهم لا يمكن أن ينشغلوا بها فلديهم أمور أهم في نظرهم تتمثل في اغتصاب الحقوق الفلسطينية وامتصاص أموال العالم والسيطرة عليه بحيث ينشغل بترهات مثل كأس العالم وغيره.

وانشغال العالم بهذه الصورة المحمومة بكأس العالم ربما يعطي أستاذنا الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد المهموم بتسلل المأسونية في حياتنا دليلا آخر على هذا التسلل، ففي بروتوكولات حكماء صهيون ـ التي تستند إليها المأسونية ـ توجد نصوص تشير إلى إلهاء العالم بالمسابقات العالمية ـ مثل مسابقة كأس العالم ـ وذلك تمهيد لصنع أجيال ليس لها من علو الهمة أبعد من حفظ جدول مباريات كأس العالم والدول التي فازت به والدول المرشحة وحركة انتقال اللاعبين بين المنتخبات بصور دخلت حتى في قوانين الهجرة والجنسية إذ تعمد العديد من الدول إلى منح جنسيتها للاعبين من الدول الأخرى ليضمنوا انضمامهم لمنتخبات بلادهم في المباريات الدولية.

ولا نود أن نعطي لليهود ومخططاتهم حجما أكبر مما يستحقونº لكننا ننبه إلى غفلتنا وانسياق شبابنا وراء هذا الهوس المسمى كأس العالم ـ وغيره من الكؤوس الإقليمية والمحلية ـ بشكل محموم يمنعهم من الانشغال بمعالي الأمور، وقد كنت أدرّس في إحدى المدارس الثانوية في منتصف التسعينيات من القرن الماضي ولاحظت انشغال الطلاب بأمور كرة القدم المحلية والعالمية في مناقشاتهم الساخنة، فقررت امتحانهم بسؤال بسيط، فطلبت منهم أن يذكروا لي أسماء العشرة المبشرين بالجنة، فما استطاع فصل كامل به أكثر من خمسين طالبا أن يتوصل لأكثر من ستة منهم، ولولا أن الخلفاء الأربعة عليهم رضوان الله - تعالى -كانوا من المبشرين بالجنة، ما كنت أظن أنهم سيحرزون نجاحا مذكورا في هذا الأمر، والله المستعان.

وكأس العالم يشير إلى أمر آخر قد يغفل عنه الناس وهم يتناولون مساوئ ومضار هذا الهوس العالمي، فقد نشأت اقتصاديات في العالم لا علاقة لها بالإنتاج ولا بالخدمات الأساسية للإنسان، وهذه الاقتصاديات تدر الملايين من الدولارات على الشركات الكبرى يدخل معظمها فيما يسميه الفقه الإسلامي بالسفه وهو إنفاق الأموال في غير وجهها الصحيح أو تبذيرها سدىً، ونشير إلى أمر صغير فيما يختص بالأموال المهدرة في هذا المنشط العالمي الغريب، وهو ما يتعلق بحقوق بث المباريات إلى المنطقة العربية، فقد احتكرت شركة راديو وتلفزيون العرب ART حقوق البث للمنطقة العربية مقابل ملايين الدولارات قيل أنها تبلغ الثمانمائة تساوي أكثر من 2000000000000 جنيه سوداني (هل تستطيع قراءة هذا الرقم) وأعلم أن الشركة ربما تربح من هذا الاحتكار أضعاف ما دفعت لكن السؤال هل لاحظتم أين ذهبت هذه المليارات؟ وماذا نستفيد من بث المباريات وتسمّر الملايين من البشر أمام الشاشات مدة شهر كامل لمتابعة فعاليات هذه المسابقة الغريبة؟ وهب أن فريقا (مسلما) من الفرق الثلاث ـ السعودية أو تونس أو إيران ـ فاز بهذه المسابقة، وهو أمر يشبه أحلام اليقظة حسب المعطيات المتوفرة فماذا يستفيد المسلمون من هذا النصر الوهمي؟.

أنصحكم بعدم متابعة هذا العبث العالمي حفاظا على أوقاتكم التي ستُسألون عنها يوم القيامة، وضنا بها أن تُصرف في هذا المضمار الذي لا يعود بأدنى فائدة للمسلم في دينه ودنياه، وليعلم العالم المهووس أن المسلمين لديهم ما يشغلهم.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply