وداعا للعام الهجري


بسم الله الرحمن الرحيم

 

إذا ودعت شمس اليوم الأخير من أيام شهر ذي الحجة، وأصبحت في آخر ليالي هذا العام فارتقب وقوع حدث كوني هام، واحشد طاقتك لاستقباله.. انصت بأذن قلبك قليلاً، فلعلها ساعات أو دقائق وتسمع صرير بوابة العام الهجري الجديد وهي تفتح.. يا له من حدث لو استشعرناه حقاً وصدقاً!!

 

حدث يحتاج منا إلى وقفة تأمل قبل وقوعه.. ألق نظرة متأملة إلى الخلف.. إلى هذا العام المنصرم الذي ستغادر بوابته بعد قليل.. ماذا فعلت فيه؟.. كم من منعطفاته استهواك فانزلقت قدماك فيه؟!

كم من محطة من محطات الوقود فيه فاتتك فلم تتزود منها؟!

لو نطق هذا العام أتراه سيكون شاهداً لك أم عليك؟!

انظر إلى السجاد الطويل الممتد الذي ظللت تسير عليه مسيرة ثلاثمائة وستين يوماً!! إنه ينطوي الآن طياً..

يطوي ويطوي معه كل ما طبعت عليه من آثار وخطوات.. وكل ما سطرت عليه من أحرف وكلمات.. هناك مساحات مضيئة تشهد لك بذكر وطاعة وفعل معروف.. وبين الطيات أجزاء سود ملطخة بأوحال الذنوب وأدران المعاصي...

 

والسجاد يطوى ويطوى.. ولم يبق إلا الجزء الذي تقف عليه الآن وبعد قليل سيطوى هو أيضاً.. ليصبح لك سجل كوني يشهد غداً بما عملت فيه.. سجل اسمه العام: (1425 هـ)!!

 

ترى ما الأثر الذي تود طباعته على سجاد هذا العام قبل أن تخطو آخر خطوة وتتركه؟!!

كن عالي الهمة وانهض وافعل شيئاً تفتخر بحفظه في سجل هذا العام..

حاول أن تسجل هدفاً في الوقت الضائع كما يقولون..

إذا داهمك الوقت وشعرت أن السجاد يكاد يسحب من تحت قدميك...

فلا أقل من أن تقول ثلاثاً وبقلب حاضر:

" أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه "..

فإنها تغفر الذنوب وإن كانت مثل زبد البحر.. وإنك إن فعلت ذلك تكون قد غسلت سجادك في لحظة من كل آثار الأوحال والأقذار، واحتفظت بسجل نقي طاهر لا رجس فيه ولا دنس..

 

والآن انظر إلى الأمام.. تقدم نحو البوابة المفتوحة أمامك..

نحو السجاد الأبيض الجديد المفروش بين يديك.. حذار من أن تلوثه من الخطوة الأولى.. قف قليلاً قبل أن تطأه قدماك...

وأسأل الله أن يلهمك في عامك الجديد الهدى والسداد.. ثم أضمر النية على أن تفعل في هذا العام من القرب ونصرة المسلمين ما لم تفعله من قبل..

انوِ فعل الخيرات ولن تخسر شيئاً فإنك إن لم تستطع فعل كل ما نويت فلن تعدم أجر النية.. احرص على أن يكون عامك المقبل أفضل من المنصرم حتى يكون خط سيرك إلى الله في صعود لا هبوط...

 

وكل عام وأنت إلى الله أقرب..

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply