بسم الله الرحمن الرحيم
هل الحرب التي تشنها أمريكا هذه الأيام في أكثر من موقع هي فعلا حرب على الإرهاب كما تدعي أم أنها في الحقيقة حرب على الدين الإسلامي؟ فرغم تأكيد صاحب القرار في هذه الإدارة في أكثر من مناسبة على ضرورة التفريق بين الإرهاب وبين الدين الإسلامي إلا أن الشواهد تقول بغير ذلك، ومع أن الإدارة الأمريكية منذ تلك الأحداث تطلق التصريح تلو الآخر مطمئنة الجالية المسلمة المقيمة لديها وكذلك حلفاءها من الدول الإسلامية بصدق ما تقول غير أننا نراها في تناقض واضح تلتزم الصمت تجاه ما تطلقه شخصيات قوية ومؤثرة في داخل الإدارة الأمريكية وخارجها من تصريحات تحرض على شن حرب لا هوادة فيها على الدين الإسلامي لزعمهم أن هذا الدين الشرير هو عدو أمريكا الأوحد، ومن هؤلاء اليوت كوهن من جامعة جون هوبكنز للدراسات العالمية المتقدمة وكينث ادلمان عضو المجلس الاستشاري لوزارة الدفاع. السؤال الذي يفرض نفسه هنا هل يعتقد هؤلاء جديا في أن من مصلحة أمريكا والغرب سياسيا واقتصاديا معاداة ومحاربة بليون مسلم منتشرين في كل بقعة من دول العالم واتهام دينهم بأنه دين عنف وشرير وليس دينا مسالما؟ وهل لو حدث هذا ونجحت محاولات التدخل في الشؤون الداخلية أو تغيير المناهج الدينية في الدول الإسلامية أو وضع صيغة جديدة لدين إسلامي بمواصفات أمريكية لا ينظر إلى الغرب بأي عداء ستؤدي حتما إلى كسب تأييد الشعوب الإسلامية؟
إذا كان الأمر كذلك وتحولت الحرب من حرب ضد الإرهاب إلى حرب على الثقافة والدين فعندها لا تتوقع أمريكا أن تكون هناك نقاط التقاء بين العالم الإسلامي وأمريكا، بل على النقيض سيتأصل العداء وتزداد شراسته وسنرى عنفا أشد ويصبح التصادم بين المسلمين والأمريكان خطرا وشرسا، أليس الأجدى لأمريكا الكبرى وهي ترعى وتحكم العالم أجمع أن تفكر بعقلانية وشمولية بعيدا عن التعصب والعنصرية الدينية وتسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية وتنظر إلى عدوها الحقيقي بما يفعله وليس بمن يكون أو إلى أي حضارة ودين ينتمي؟ إن ما يؤجج العداء ضد أمريكا هو بالفعل أمور منها: اعتداءاتها المبررة وغير المبررة ضد دول العالم الإسلامي وتدخلها في شؤونها الداخلية الاقتصادية والسياسية ودعمها الكامل لإسرائيل، وقد يكون أنسب وأفضل لأمريكا أن تستبدل هذه المواقف العدائية بأخرى أكثر احتراما وعدلا وإنصافا لشعوب ودول العالم الإسلامي الذين يؤمن غالبيتهم هذه الأيام بعدم توفرها في الإدارات الأمريكية الحالية والسابقة، ومن المؤكد حينها أن مساحة الخلاف ستكون أضيق ونقاط التقارب أكثر والسلام أعم وأشمل.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد