بين إرهاب الفن وفن الإرهاب


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

في كل يوم تخرج علينا وسائل الإعلام مشهرة سيفا جديداً ضد الإرهاب والإرهابيين لدرجة أننا لم نعد نفهم ما الإرهاب ومن هم الإرهابيون وخاصة بعد أن أصبح الكل يستخدم هذا المصطلح ضد من يعتبرهم وفقاً لتفصيلاته وتصوراته ومصالحه إرهابيين ولكن الترجمات العملية تؤكد أن المقصود بهذا المصطلح هو الإسلام والمسلمون وأن غلفت الدعوات بكثير من التأكيدات والتصريحات الكاذبة فأمريكا أعلنتها منذ البداية أن الحرب على الإرهاب يعني الحرب على الإسلام باعتباره العدو الإستراتيجي المستقبلي والوحيد للجبروت والاستكبار والاستعمار والاستبداد الغربي....

وأن حادثة نيويورك يجب أن تستثمر لتغذية الحرب على الإسلام وان يكون العراق المدخل الرئيس لهذه الحرب الشاملة وفعلاً هذا من برهنته الأيام وشاهده العالم بعد سقوط بغداد إذ أصبحت العراق قاعدةً للاستعمار يتم من خلالها توسيع رقعة الحرب ضد العرب والمسلمين وأن المتابع للسياسة الأمريكية في العراق يخلص إلى أن التواجد الأمريكي في العراق ليس قصير الأجل بل طوله تحكمه الأهداف الواسعة للحرب على الإسلام والمسلمين وعندما يقول وزير الخارجية الأمريكي باول أن القوات الأمريكية لن تخرج من العراق قبل الانتهاء من أهدافها دون أن يحدد طبيعة هذه الأهداف وحجمها ومداها وان استمرار التهجم على الإسلام بالتصريح أو التلويح يؤكد أن القضية أعمق من مصالح ضيقة لأمريكا في العراق ونحن ندرك هذه الحقائق كلها ولكن عظم المأساة تكمن في أننا نحن العرب والمسلمين أصبحنا أبواقاً للإستراتيجية الإستعمارية الخبيثة لأمريكا في المنطقة وتطور الأمر إلى أن تضع كافة الدول العربية والإسلامية خططاً وبرامج وسياسات موسعة لمحاربة ما يسمى الإرهاب لدرجة أن المقاومة الفلسطينية للاحتلال أصبحت تشكل أحد أوجه الإرهاب وأن الحركات المقاومة وخاصة الإسلامية أصبحت إرهابية يجب محاربتها واجتثاثها من الجذور حتى المناهج الدراسية في دولنا العربية يعمل على تغييرهاº لأنها تدعو إلى الإرهاب وتغذي المعاداة للسامية ومؤخراً فقد ادخل سلاح الفن ليكون أحد أهم الأسلحة التي يحارب الإرهاب ويثبت لأمريكا حسن النوايا وتبني الديموقراطية فلم نكد ننهي شهر رمضان المبارك حتى انهالت وسائل الإعلام العربية والإسلامية علينا بموجات هدارة من النتاج الفني الفاضح والهابط وان من أكثر البرامج انحلالاً ما يبثه التلفاز الأردني مؤخراً وخاصةً برنامج شباب كم الذي يعمل على تمرد الأبناء وانحلال قيمهم وأخلاقهم تحت مسميات خبيثة كالحرية والديموقراطية والحوار فيعلم بناتنا وأبناءنا على عدم تمثل القيم الفاضلة النابعة من ديننا الحنيف وهذا يظهر من خلال المشاهد والمقاطع الفنية التي يؤديها المشاركون في هذا البرنامج بالإضافة إلى البرامج الغنائية الكثيرة والمتنوعة والتي لم تعد تراعي الذوق ولا القيم ولا حتى العادات والتقاليد فتنقل لنا أغان داعرة وفاجرة ليس فيها إلا كشف العورات والمغريات وعلى ذلك قس ولو حاولنا إسقاط مفهوم الإرهاب على هذا اللون من الأعمال أفلا يكون الفن الذي يعرض علينا إرهاباً وشكلاً من إشكال فرض التغيير في أذواق الناس وقيمهم بقوة الفن ومن خلال وسائل الإعلام؟ أنه كذلك فللإرهاب فن وفن الإرهاب يكمن في قدرة الإرهابي على تمرير فكره بوسيلة مقبولة ومعقولة وسهلة وكما يبدو فإن الفن أحد أهم أسلحة الإرهاب المعقولة والمقبولة والسهلة والفتاكة وأن النشاط الملحوظ والمكثف لوسائل الإعلام في أيام العيد وتركيزها على إفساد المعنى العظيم لعيد الفطر لدى المسلمين الذين خرجوا من شهر الصوم شهر الصبر وشهر تجديد الإيمان وشحذ الهمم وجلاء القلوب وتصفية النفوس وتقوية الروابط الروحية وأكرمهم الله بعيد الفطر عيد الجائزة من خلال نقل صور حية لحفلات رقص وغناء وفجور لا تتناسب والأمس القريب في شهر رمضان وأن برنامج لمة فرح السوري كاف لكي يعطي صورة واضحة للمخطط الإرهابي الذي تمارسه الأنظمة العربية ضد شعوبها باسم الفن وباسم الديموقراطية.

إننا نتساءل هل حقاً هذه هي الصورة الحقيقية لشعبنا العربي والمسلم أم أن زمرة الحكام تنفذ مخططاً إرهابياً ضد شعبها المقهور والمحكوم بالحديد والنار وتتفنن في الوسائل والمناهج والأفكار؟

أنا واثق أن شعبنا العربي والمسلم خير وصالح ومحافظ على قيمه ومبادئه وعقيدته ولكن السياسات المستبدة والظالمة والفاشية والوحشية والإرهابية تعمل على طمس كل قيمة جميلة ومعنى نبيل ومسلك قويم ونهج سليم وقتل كل بذرة خير وزرع كل إشكال بذور الشر والسموم وكل ذلك خدمة لأعداء الأمة والعقيدة فهل أدرك الفنانون أنهم مطية ومعول هدم بيد الحكام الخونة يستخدمونهم لتدمير القيم والأخلاق والقيم.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply