مالكم كيف تحكمون?!


بسم الله الرحمن الرحيم

 

قامت طائرات الأباتشي الصهيو أمريكية - صناعة أمريكية ملكية صهيونية - بعد صلاة الفجر مباشرة وفي جنح الظلام بإطلاق ثلاث صواريخ على الشيخ القعيد أحمد ياسين وهو على كرسيه المتحرك ففجرت رأسه بحيث نسفت جسده الضعيف، ونقلت لنا الصور رأسه وقد تم تفجيرها، وتناثرت خلايا دماغه، وقد قتلت حوله تسعة من مصلي الفجر كل جريمتهم أنهم كانوا في موقع الحدث وقت إطلاق الصواريخ، ثم سارع الإعلام والخارجية الصهيونية والأمريكية لتبرير الجريمة البشعة، وخداع الرأي العام العالمي معتمدين في ذلك على ضعف الخطاب الإعلامي الإسلامي أحياناً، أو تشنجه حيناً، مما يساعدهم على التضليل والخداع، فادّعوا كاذبين أن هذه العملية تأتي ضمن حق الكيان الصهيوني في الدفاع عن النفس، وأنها عمل ضد زعيم إرهابي لمنظمة إرهابية، أما الاتحاد الأوربي فقد أدان الهجوم الغاشم والعملية الإجرامية الخسيسة لكنه لم يسقط تهمة الإرهاب عن منظمة حماس ومنظمها الشيخ أحمد ياسين.

ونحن بدورنا نتوجه برسالة إلى العالم الحر غير الخاضع بالعبودية والولاء للإدارة الصهيو أمريكية، وغير الخاضع لعقدة معاداة السامية، ذلك الإرهاب الفكري الكبير الذي تمارسه الصهيونية العالمية لتحكم سيطرتها على العالم حكومات وشعوباً ومفكرين ومثقفين، نقول لهم: ما لكم كيف تحكمون؟

1 - هل الشيخ أحمد ياسين المسن ذو الستة وستين عاماً، المقعد الشليل الذي لا يتحرك فيه إلا عقله ولسانه، هل هذا الشيخ الذي لا يتحرك إلا على كرسي متحرك هل هو مقاوم مسلح؟ أم أنه مفكر حر ينظر إلى قضية وطنه وأمته من خلال دينه الذي يدين به؟ هل أصبح الفكر رغم استناده على شريعة ربع سكان العالم جريمة إرهابية يتم التعامل معها بالتصفية الجسدية المروعة؟

2 - هل تمت عملية اغتيال الشيخ وهو يحمل السلاح في يده أم أنه كان في حالة عبادة خاشعة لله - تعالى -، وأنه كان أعزل من كل وسيلة من وسائل المقاومة والدفاع عن النفس؟ وهل يقبل العالم أن يصفي المتنازعون نزاعاتهم بهذه الطريقة الوحشية؟

3 - ألم يكن في وسع العدو الصهيوني بآلته العسكرية الرهيبة أن يقوم بالقبض على الشيخ، ويعرضه على محاكمة دولية إن كان للصهاينة قضية من الأساس؟ وهل عملية قتل الرجل المسن القعيد الأعزل كانت تحتاج هذه الغارة الرهيبة بالطائرات والصواريخ؟

4 - هل تصفية تسعة من المدنيين العزل بعد أدائهم لعبادة دينية خاصة بالمسلمين على أعتاب دار من دور العبادة يعد دفاعاً صهيونياً عن النفس، أم أنه إجرام إرهابي صهيوني؟

5 - هل الشيخ أحمد ياسين الذي يتحرك على كرسيه المتحرك بمعاونة اثنين من أبنائه حركة علنية فيتوجه إلى المساجد، ولا يمارس أي نوع من التخفي أو الهروب، هل هذا يضعه في مصاف القادة المدنيين أم العسكريين؟

6 - هل تستطيع وسائل الإعلام الغربية التي تقوم بتضليل الرأي العام العالمي أن تنقل لشعوب العالم الصور الحقيقية لعملية القصف الوحشية لرأس الشيخ المسن وهو على أعتاب دار من دور العبادة؟ هل تستطيع تلك الوسائل أن تبث صور رأس الشيخ المتفجر ومحتويات دماغه المتناثرة حتى لم يبق من وجهه سوى لحيته البيضاء شاهدة على عمره وعلى الجريمة النكراء؟ هل تستطيع أن تبث صورة كرسيه المدمر الذي خلفه القصف الوحشي؟ هل تستطيع أن تبث صور بقية الشهداء والجرحى وهم مدرجين في دمائهم؟

هل تستطيع وسائل الإعلام الغربية أن تصور مظاهر الغضب الشعبي في الشارع العربي والإسلامي؟ وبماذا تبرر تلك الوسائل المضللة لشعوبها، غضب الشارع العربي والمسلم كله المتمثل في خروج مئات الآلاف في كل أنحاء العالم الإسلامي احتجاجاً على هذه الجريمة البشعة وتضامناً مع الشيخ الشهيد وحماس وقضيتهم العادلة، هل ستصف الشعب المسلم كله - الذي يمثل ربع سكان العالم - بتأييد الإرهاب؟ أم أن هذا الشعب باندفاعه العفوي إلى الشوارع مع ساعات الصباح المبكر، ومع أول لحظات سماع الخبر هو استفتاء شعبي إسلامي حقيقي على شرعية المقاومة طالما وجد الاحتلال؟

7 - على أي أساس يتم تصنيف حماس ومؤسسها الشيخ أحمد ياسين بالإرهاب؟

 

هذه هي ثوابت الحركة المناضلة:

أ - عدم تصعيد أو تصدير الصراع وأعمال المقاومة خارج التراب الفلسطيني، وتاريخ الحركة شاهد على ذلك حيث لم يسجل عليها عملية واحدة خارج التراب الفلسطيني، في الوقت الذي تعرض قادتها للتصفية أو لمحاولات التصفية خارج فلسطين، وأشهر هذه العمليات المحاولة الفاشلة لاغتيال خالد مشعل - المكتب السياسي للحركة بالأردن - في الأراضي الأردنية، وهي المحاولة التي تم على إثرها الإفراج عن الشيخ ياسين من السجون الصهيونية.

ب - التزام حركة حماس بعدم الاقتتال الداخلي الفلسطيني - الفلسطيني، مهما كانت الظروف والأسباب والتحديات والاستفزازات، مما يؤكد على مدى ما تمارسه هذه الحركة من أعلى درجات ضبط النفس بشكل منقطع النظير.

ج - التزام الحركة بتعهداتها والتزاماتها ولو كانت مع العدو الصهيوني نفسه، فلقد وافقت على إبرام هدنة في مطلع العام الماضي، والذي نقض الهدنة هم الصهاينة بعمليات متكررة لتصفية قادة حماس (إسماعيل هنية - الرنتيسي - الزهار - ياسين - إسماعيل أبو شنب) وكلهم قادة سياسيون مدنيون لم يحملوا السلاح، ولم يشاركوا في القتال، ولقد أعلن الشيخ ياسين - المتهم بالإرهاب - أكثر من مرة عن استعداده لوقف العمليات داخل الحدود الصهيونية شريطة الانسحاب الصهيوني الكامل من الضفة والقطاع، أليست هذه مبادرة سياسية سلمية تتفق مع كل قرارات الشرعية الدولية، أم أنها مبادرة إرهابية؟، ولقد كرر المبادرات المتتابعة باستعداد حماس لعدم استهداف مدنيي الصهاينة على أن توقف العسكرية الصهيونية استهداف المدنيين الفلسطينيين، أليس هذا قمة الاعتدال والإنصاف، حتى مع عدو مغتصب، مدنيوه ما هم إلا مهاجرين جاءوا من كل صوب لسرقة واغتصاب أرض ليست أرضهم، ودولة ليست دولتهم؟

د - حركة حماس بمكاتبها السياسية، وقياداتها العلنية، وممارساتها المدنية هل يمكن وصفها بالمنظمة الإرهابية متساوية في ذلك مع الجماعات السرية التي تعمل تحت الأرض؟

هـ - لقد نالت حركة حماس احترام دول الجوار وعلى رأسها مصر التي سعت في حوارات متتالية معها على إبرام بعض اتفاقات الهدنة مع العدو الصهيوني، فهل هذا الاعتراف الرسمي من دول معتدلة معروف عنها نبذها للعنف والإرهاب، يضع حركة حماس في مصاف المنظمات الإرهابية أم الحركات الشعبية المقاومة على أسس شرعية؟

لقد استحقت حركة حماس ومؤسسها وقيادتها احترام الأحرار ليس فقط لحقها المشروع في المقاومة، ولا للعدالة المطلقة لقضيتها، ولا لتوجهها الفكري القائم على المقاومة في موقع الحدث فحسب، ولكن علاوة على كل ذلك وقبله لتاريخها النظيف، وممارساتها المنضبطة، وأدائها السياسي والمدني المميز، واحترامها لتعهداتها وثوابتها على الأرض، لقد كان الشيخ الشهيد أحمد ياسين رمانة الميزان في الفضاء الفلسطيني، كان صمام الأمان ضد الاقتتال الداخلي، والفتنة الوطنية، فهل هذا هو الإرهابي المجرم، أم مجرم الحرب هو شارون وأعوانه؟

يا شعوب العالم تخلصوا من سيطرة عقدة معاداة السامية، وقولوها صريحة لا للإجرام الصهيوني، مع العلم أننا لا نؤمن بأي تمييز عنصري ضد اليهود، فهم أتباع ديانة سماوية، ولكن حربنا هي مع الصهيونية المغتصبة، نحن مع السامية وضد الصهيونية، فما لكم كيف تحكمون؟ 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply