الإسلام والإرهاب


بسم الله الرحمن الرحيم

 

 الإرهاب معناه في اللغة: الخوف والفزع، وارهبه واسترهبه أي أخافه وأفزعه، وفي القران الحكيم يصف فرعون وجنوده المجرمين بقوله: (واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم) أي: استدعوا رهبتهم حتى يرهبهم الناس.

والإرهابيون في مفهوم العصر الراهن عنوان يطلق على الذين يسلكون سبيل العنف والإرهاب لتحقيق أهدافهم السياسية، ذلك هو المراد على وجه العموم بحقيقة الإرهاب والإرهابيين، وقيل: هذا المصطلح عام ومطلق ينسحب في مفهومه على الذين يسلكون سبلاً غير أخلاقية ولا مشروعة لتحقيق بعض الأهداف كأن تكون سياسية أو اقتصادية أو شخصية أو غير ذلك من وجوه المصالح والأهواء غير المشروعة، وذلك هو المعنى المعقول لحقيقة الإرهاب، والذي يتبادر للذهن من غير مواريه أو تمحل، لكن المتمحلين والمكايدين والحاقدين قد جاوزوا هذا الحد مجاوزة الدهش فركبوا متون الشطط والباطل، وغالوا في المماكرة والافتراء لما أدرجوا الدعوة الإسلامية في قائمة الإرهاب، وأن الدعاة إلى عقيدة الحق والتوحيد والى استئناف الحياة الإسلامية الحقيقة إرهابيون!! لا جرم أن ذلك شطط عجاب، وفادحة من الفوادح الجسام، وسقوط في ظلام الجهالة والضلالة والزور.

ومثل هذا الافتراء المكذوب ما نحسب أن له نظيراً من حيث الفداحة واشتداد الكذب والتزوير إلا في هذا العصر الراهن، عصر الأباطيل والأكاذيب، أو عصر الكراهية والحقد والتزوير وموات الضمير!

أن الافتراء على الداعين للإسلام، العاملين على استئناف الحياة الإسلامية من جديدº لهو في الحقيقة افتراء على الإسلام نفسه ولك من أجل أن تتزعزع العقيدة في نفوس المسلمين، ومن أجل أن تحمل الأذهان صورة شائبة وبشعة عن دين الإسلام كيما يتصور الناس في جميع أنحاء العالم أن هذا الدين قد بنى على الإرهاب، وأنه يدعو في أحكامه ومقاصده إلى الإرهاب، وأن الداعين للإسلام ليسوا غير إرهابيين ينشرون الذعر في البلاد!! إلى غير هذا الكلام الفاضح المكذوب، الكلام الموغل في الزور والدجل، والمدجج بوسائل كأثرة كثاف من الإعلام المقتدر البارع، ما بين مذياع ينطق، وتلفاز يجسم ويعرض، وصحائف ونشرات ومقالات، وتصريحات سياسية تطلق، ومؤتمرات صحفية تجرى بين الحين والآخر، كل هاتيك الطاقات والقدرات تتلاقي وتحتشد من أجل التصدي للإسلام كيلا يظهر أو يشيع، ومن أجل أن ترتسم في أذهان البشرية صور مشينة شائهة عن هذا الدين، وربما ينثني كثير من المسلمين عن دينهم لفرط ما يجتاح أذهانهم وقلوبهم من حملات التشويه والتشكيك، وربما يحتشد المشركون والملحدون والحاقدون والمنافقون في صف واحد لمحاربة الإسلام حرباً حامية مستعرة لا هوادة فيها.

ونريد أن نبين للقارئين العقلاء والمنصفين، وأن نعلنها لكل ذي طبع سليم وفطرة سوية، ولكل ذي ضمير يقظ وعقل واع غير جانحº أن الإسلام أبعد العقائد والملل والفلسفات والشرائع عن الإرهاب.

بل أن الإسلام دين الرحمة الكاملة بالإنسانية كلها سواء فيها المسلمون وغير المسلمون، أن الإسلام بعقيدته السمحة والسهلة والميسرة قد جيء به أصلاً لإشاعة الرحمة والأمن والسلام في هذه الدنيا، ولانتزاع أسباب الظلم والقهر والإرهاب بكل صوره وألوانه.

ذلك هو الإسلامº النظام الأخلاقي الأمثل، قد جيء به لترسيخ قواعد الحق والخير والعدل في هذه الأرض، ومن أجل أن تقوم حياة الناس على الأمان والثقة والحرية، بعيداً عن الفساد والتخريب والإذلال، وبعيداً عن التسلط والترويع والترهيب، إن ذلكم هو الإسلام دين الرحمة للبشرية كلها، بل لعامة الأحياء جميعاً.

وأصدق دليل على ذلك قول القرآن الكريم يخاطب الله فيه نبيه الكريم رسول الرحمة والهداية للعالمين: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، فهو - عليه الصلاة والسلام - بدعوته ورسالته للناسº رسالة الخير والأمن والرحمة لا جرم أنه بذلك كله رحمة للبشرية جمعاء بل للأحياء كافة، وهو - عليه الصلاة والسلام - يقول عن نفسه: " إنما أنا رحمة مهداة "، ولما أوذي النبي الكريم إذ آذاه المشركون والمستكبرون والسفهاء والحقوا به من التعذيب والكيدº طلب منه المستضعفون أن يدعو على المعاندين الظالمين فأبى، وقال": أني لم أبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة ".

والقران الكريم نفسه جمع فريد من السور المتعاقبة ذات الإيقاع العجيب الباهر، والتأثير المدهش الغامر، وذلك بجمال نظمه المتناسق المتسق الورود، وعباراته الشجية الحانية، وألفاظه الموحية الندية ذات الإيقاع المؤثر البليغ، وكذلك أحرفه المترابطة الوثيقة والعذبة ذات الجرس القارع النفاذ.

هذا القران بعجائبه البلاغية المذهلة، وبيانه المتفرد الفذ كل ذلك إنما جاء ليرسخ في الدنيا الأمن والرخاء والخير والرحمة، وليبدد من وجه هذه الأرض كل أسباب الترهيب والظلم، قال - سبحانه -: (وننزل من القرءان ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)، والإسلام يحذر أشد تحذير من ترويع الناس، وإخافتهم وإشاعة الذعر في نفوس العباد، وذلك بمختلف الأسباب والوسائل في الترويع أو الترهيب سواء بالإشارة بالسلاح أو التهديد بالكلام الظالم، أو بغير ذلك من أساليب تثير في نفس الآخرين الرهبة والوجل.

وفي ذلك يروي النعمان بن بشير قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسير فخفق رجل في راحلته فاخذ رجل سهماً من كنانته، فانتبه الرجل ففزع، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يحل لرجل أن يروع مسلماً ".

وروى أن رجلاً أخذ نعل رجل فغيبها وهو يمزح، فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لا تروعوا المسلم فإن روعة المسلم ظلم عظيم ".

وروى عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من أخاف مؤمناً كان حقاً على الله أن لا يؤمنه من أفزاع يوم القيامة ".

ويروى عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من نظر إلى مسلم نظرة تخيفه فيها بغير حق أخافه الله يوم القيامة "، وعن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار ".

إلى غير ذلك من النصوص في النهي الشديد عن ترويع الإنسان لأخيه الإنسان سواء كان ذلك بالمزاح أو الإشارة باليد أو السلاح أو غير ذلك من أشكال التخويف التي تثير القلق أو الرعب في نفوس السامعين أو الناظرين.

ولئن كان هذا النهي أو التحذير بهذه الشدة المغلظة في حق التخويف للأفراد أي: في حق الذين يروعون الناس أفراداً، فلا جرم أن يكون النهي والتحذير أشد كثيراً في حق من يعتدي على المجتمع بترويعه وتخويفه، وإثارة الرعب والفتنة، والفوضى في صفوفه.

ولا ينبغي أن يفهم واحد أن هذه النصوص إنما ذكر فيها المسلم وحده فهي إذن خاصة به دون غيره من أهل الكتاب، فمثل هذا الفهم زلل ووهم، وإنما ذكر المسلم بالاسم بالنظر للأكثرين في المجتمع الإسلامي، والأكثرون هم المسلمون، فنسبته بالغالبة والكبيرة، وإذا ذكر الأغلب أو الأكثر فإنما يراد به المجتمع كله مسلمين ونصارى ويهوداً، وذلك من غير تعصب ولا محاباة لأحد ضد أخر، ومن غير تفريق في ذلك بين أبناء المجتمع الواحد، بغض النظر عن ديانتهم وما يعتقدون، فإذا ذكر المسلم في النصوص إنما هو لحصول الكثرة في الإعداد، وللغالب الأكثر حكم الكل.

هذا ما نفهمه من لغة العرب في بلاغتها وروعة تركيبها، وهو ما يقول به العلماء والفقهاء والمفسرون.

على أننا مع ذلك كله نتساءل عن هذه الفرية المكذوبة باتهام المسلمين بالإرهاب: هل الذين يدفعون عن أنفسهم الشر والضيم، والذين يجاهدون للتحرر من أسار الذل والاستبداد إرهابيون؟

هل الدفاع عن النفس إرهاب؟ وهل الانتفاض في شجاعة وحمية وحماسة دراءاً للهوان والظلم والاستعمار والعبودية إرهاب؟

وهل الدعوة للإسلام ليشيع وينتشر، وليستظل الناس بظله الرخي الكريم الوارف، وكيما تترسخ في الأرض قواعد الأمان والاستقرار والسلام إرهاب؟

هل نزعة المسلمين العارمة الغاضبة في هذا الزمان من أجل التحرر والانعتاق، ومحو العار الذي خلفه ظلم الاستعمار إرهاب؟

أم أن المقصود في الحقيقة هو الإسلام بالذات، إن كان كذلك فلا جرم إن ذلك لهو عين التعصب والحقد، بل عين الترويع والإرهاب.

هكذا يفهم الاستمعاريون الغربيون عن الإسلام، لقد أفهمتهم ثقافتهم المادية المتعصبة الحاقدة أن الإسلام إرهاب، وأن المسلمين إرهابيون.

الله في عليائه يشهد، والمقسطون الشرفاء من الناس يشهدون أن الإسلام دين الرحمة والأمان، وأنه دين البر والرفق والسلام والإحسان، وما كان المسلمون في يوم من الأيام إرهابيين، ولكنهم دعاة الحق والتحرير، وهم على الدوام يطالبون أن يعم الخير والأمن والسلام وجه الأرض، ولا يتحقق ذلك البتة إلا في ظل الإسلام.

ولئن كان المقصود هو تشريع الجهاد فإن الجهاد في الإسلام حقيقة جليلة معروفة، وسبب أساسي أكبر ينبغي التعويل عليه لصد المعتدين المجرمين وقهرهم، أولئك الذين يكيدون للإسلام والمسلمين أشد الكيد، ويتربصون بهم الشر والسوء على الدوام، ويريدون أن يجتاحوا ارض الإسلام فيعيثوا فيها الفساد والرجس، ويشيعوا فيها الخراب والدمار.

أولئك لم يجد الإسلام من سبيل لردعهم سوى القوة وامتشاق السلاح للقائهم في ساحات الوغى، وهم الذين يقول فيهم - سبحانه -: (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم).

وبذلك لا مساغ بحال من الأحوال لهؤلاء الظالمين والمارقين والاستعماريين القتلة أن يتحذلقوا بلعق الافتراء عن وجيبة الجهاد ليقولوا: أن ذلك إرهاب، فما هذه الوجيبة المقدسة إلا لزحزحة الشر والأذى والكيد، ولتوطيد الحق والعدل، والأمن والاستقرار في الأرض.

لقد نسي هؤلاء الظالمون القتلة أو تناسوا أنهم استعماريون غاشمون قد عاثوا في البلاد تلويثاً وإفساداً، نسى هؤلاء الجلادون الطغاة أو تناسوا أنهم تأمروا على الإنسانية في كل أطراف المعمورة والمسلمين خاصة لاستعمارهم وإذلالهم، ومن أجل إضعافهم وتدمير عقيدتهم، واختلاس ثرواتهم والاستئصال، وما فتئ المستعمرون الجلادون وهم الذين يصطنعون شعارات السلام زوراً ودجلاً يكيدون للمسلمين خاصة في سائر أنحاء الدنيا لتبديد شوكتهم، وإزالة وجودهم أو كيانهم من خريطة المعمورة أن استطاعوا، ويشهد على ذلك جرائم الصليبية الحاقدة العمياء، الصليبية الحانقة الرعناء في إبادة المسلمين في بلاد البوسنة والهرسك، وغير ذلك من وجوه الرصد والتواطؤ والتمالؤ على المسلمين بتشويه عقيدتهم، وإشاعة الأكاذيب والافتراءات عن دينهم وعن تاريخهم، فضلاً عن اصطناع الأباطيل الظالمة والإشاعات المكذوبة عن قياداتهم وزعاماتهم المؤمنة، أو أزالتهم عن وجه الأرض بالاغتيال أو الاعتقال.

إن ذلكم لهو الإرهاب الفظيع المجلجل، وأشد من ذلك و أفظع نكراً اغتصاب البلاد والأوطان وتهجير أهلها الآمنين، واضطرارهم للرحيل عنها قسراً ليتيهوا في آفاق الأرض هائمين على وجوههم مهاجرين أشتاتاً هرباً من ظلم بني صهيون الذين أشاعوا في فلسطين وأهلها من أهوال القمع والإبادة والتخويف والترعيب والتطهير العرقي طوال السنين الخمسين الفائتة ما يروع القلوب، ويزلزل الفرائص والنواصي، كل ذلك بالتنسيق الفاضح مع بعض الساسة الطغاة المتسلطين على المسلمين.

الساسة العملاء الذين جنحوا عن مسار العقيدة والشرف، فباعوا أنفسهم وأوطان المسلمين للاستعماريين والصهيونيين والصليبيين بثمن بخس، ثمن رخيص مهين ومبتذل يتجسد في أشباح موهومة ومصطنعة من كراسي الحكم المتهافت، وحقيقة القول في هذا الأمر أن المسلمين رحماء بالعباد، رحماء بالخلق جميعاً سواء فيهم المسلمون وغير المسلمين.

لا جرم أن المسلمين أرحم الناس بالخلائق كافة لما جبلوا عليه من عقيدة الرحمة والإحسان والود، وهم بذلك أبعد الخلق عن ظواهر الطغاة من عتاة البشر أحفاد الصهيونية والاستعمار في هذا الزمان وفي كل زمان.

أولئك الذين يتآمرون على أمة الإسلام في كل مكان، ويتمالأون على الحركات الإسلامية الواعية المخلصة ليشينوها بالسوء من القول، وليضيقوا عليها بمختلف الأسباب من الملاحقات والمطاردات والحرمان، وبما يلصقون بها من مكذوب الأباطيل الظالمة، والاتهام بالإرهاب كيما تسام الضعف والخذلان والتقهقر، وكيما تتقلص وتخبو أو تذوي وتندثر من ساحة الواقع كالذي يقع للإسلام وللإسلاميين الأبرار في كل من تركيا والسودان، والجزائر.

أجل ما كان لهؤلاء الظالمين المفسدين في الأرض على اختلاف مللهم وتصوراتهم ومسمياتهم أن يفتروا على الإسلام بأنه مدعاة للتخويف والترهيب، أو يفتروا على المسلمين بأنهم يثيرون الرعب والرهبة بين الناس.

ليس الإسلام كما يزعم أو يهرف هؤلاء الخراصون الدجاجلة بل أن الإسلام لهو المصدر الحقيقي الأكمل الذي يفيض على الإنسانية بكل معاني الخير والرحمة، وهو المشكاة التي يشعشع منها الإشراق والنور على أهل هذه الأرض صغاراً وكباراً، ذكوراً وإناثاً، مسلمين وغير مسلمين، وهذه حقيقة ساطعة جلية ينطق بها القرآن، بآياته الكريمة العذبة التي توجب دون وناء أن تشيع الرحمة في كل مناحي الحياة.

آيات الكتاب الحكيم التي ترسخ في أغوار النفس البشرية لتصنع الإنسان السوي الرحيم، الإنسان الذي يفيض قلبه بنداوة الود، وجمال الرحمة، فلا يقسو بعد ذلك أو يتجبر أو يظلم، بل يعفو ويحنو ويلين.

وكذلك المسلمون فإنهم دعاة للخير والرحمة والسلام بين العباد، وهم على مر الزمن يرسخون في الأرض حيثما حلوا أقاموا قواعد الحق والعدل والأمان، وهم الذين يشيعون في الدنيا كل ظواهر الرحمة والاستقرار، ويروضون البشرية في كل مكان نزلوه على التواد والتالف والتسامح، بعيداً عن كل مفاسد الشر والحقد والتعصب والظلم.

لا جرم أن المسلمين أبعد الناس عن بواعث الإرهاب وأسبابه، وعن كل معاني الشر والضر والعدوان، وهم في ذلك خلاف غيرهم من الظالمين على اختلاف أهوائهم ومشاربهم كالوثنيين الضالعين في الجهالة والضلالة، أو الملحدين الموغلين في ظلام المادية، وموات الحس والذهن والتفكير، أو الاستعماريين الغربيين الذين انساحوا في أقطار الأرض يحملون للبشرية في وحشية شنيعة مرعبة نذر الهوان والإذلال، والاستعباد والخوف، ثم هؤلاء الصهاينة الذين يقبعون في جحور الخيانات، وأوكار الكيد والتآمر على البشرية ليثيروا في الدنيا الخراب والهلع والفزع وغير ذلك من صور الإرهاب، والاغتيال والتنكيل بالمستضعفين.

المسلمون أبعد الناس كافة عن كل هاتيك المفاسد والآثام والشرور، فهم أنصار الحق في وجه الباطل مهما تكن الظروف، وهم حاملو ألوية الحرية والتآلف والرحمة لتمضي الحياة البشرية على أكمل حال من الأمن والاستقرار.

وتاريخ المسلمين الغابر شاهد على مثل هذه الحقيقة التي لا ينكرها إلا جحود متربص، أو مريض كذاب.

لقد كان المسلمون أبان أمجادهم الزواهر بدءاً بزمن النبوة المحمدية الميمونة، ومروراً بالخلافة الراشدة المثلي، وانتهاء بدولة الإسلام في غابر الأمجاد وعزة السلطان إذ كان المسلمون في هاتيك الفترات من الزمن دعاة خير ومرحمة، وسلام قد شاع في الدنيا فكانت البشرية حينئذ تنعم بالأمان والسكينة، وذلك كله في ظل الإسلام والمسلمين، وتشهد بذلك صحائف التاريخ التي تنطق بالحق والصدق والعدل، وهي تشهد للبشرية أمنها وسلامتها واستقرار العدل فيها تحت راية الإسلام والمسلمين.

أما غير هذه الحقيقة عن الإسلام والمسلمين إنما هو كذب فاضح لا يجترئ على اجتراره سوى الحاقدين الذين يتمرغون على الدوام في أوحال الخيانة والخداع والميكافيلية، أولئك الذين لا يتورعون عن اصطناع الأكاذيب والافتراءات، ولا ينثنون عن تدبير المكائد والمؤامرات لإثارة الظلم والإرهاب والفوضى في سائر أنحاء الأرض، فيقتلون الشعوب، ويدمرون البلاد، ويغتالون الأحرارº تحت سطوة المطامع الظالمة الرخيصة في ابتزاز الثروات، أو الهيمنة واستعباد الشعوب وإذلالهم، وذلك هو ديدن الإرهابيين في هذا العصر المميز الحافل بألوان القمع والابادة والاغتيال، وغير ذلك من وجوه القتل والتنكيل والإرهاب الذي درج عليه دهاقنة الفساد من استعماريين وصلبيين وصهيونيين وغيرهم من شرار البشرية وشياطينها.  

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply