النفاق أم الغطرسة ؟!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 منذ أحداث 11سبتمبر 2001م والعالم الإسلامي يقع تحت تهمة الإرهاب..جميعه لم يسلم، أي مجتمع وأي فرد، إلا من أظهر المداهنة واعتمر قبعة محاباة الإدارة الأمريكية وبدأ في الهجوم على المتدينين واتهامهم بالتشدد والظلامية وكانوا يرددون أن للإدارة الأمريكية الحق في كل ما قامت به!! لأن هناك اعتداء على رموزها المالية والدفاعية وقتلى في البرجين..

 

حوكم (العالم الإسلامي جميعه) وحوربت مؤسساته المالية الخيرية تحت مظلة تسويق الإرهاب وحوربت معاهد تعليم القرآن ومدارس تحفيظه بتهمة أنها تحرّض على كره (الآخر)!! وتغذي في مرتاديها كره الآخر!! ولم يتصد لهم من يقول لماذا؟؟

 

على مدى خمسة أعوام والعالم الإسلامي والأقليات الإسلامية في دول أوروبا وأمريكا يطارَدون إذا ما تم ملاحظة أنهم ذوو لحى أو نساؤهم محجبات وحوكم طلاب سعوديون بتهم باطلة وبرئ منهم البعض وحكم بالسجن على حمدان الآن بسنوات طويلة لاتهامه أن خادمته تعمل تسع ساعات!!

 

وقضيته معروفة ونشر عنها في الصحف وفي الإنترنت وطالبوا أهله بكفالة مالية لإطلاق سراح زوجته تبلغ المليون ريال قبل إصدار الحكم مؤخراً.. ناهيك عن عذابات المعتقلين في غوانتانامو وإلغاء الشرعية الدولية في استصدار أي أحكام لمحاسبة الإدارة الأمريكية على اعتقالهم دون تهم!!

 

تم احتلال أفغانستان ودمرت القرى على أهلها وأسقطت عليهم آلاف الأطنان من المتفجرات والقنابل الحارقة والعالم صامت!! منهم من يؤيد لخوف أو لرغبة في الحصول على غنائم الفوز بالاحتلال!!

 

واحتلت العراق!! تحت مزاعم عديدة وثبت الآن (كذبها) واعترف رئيس الدولة الكبرى بذلك.. وذهبت أرواح المائة ألف عراقي القتلى في طي النسيان!! ولم نجد من يقول: لماذا تعاقبون الجميع بجريمة قلة؟؟

 

وفي كل مرحلة من هذه المراحل الموغلة في الامتهان لسيادة الدول الإسلامية تحت مظلة وتهم إما الإرهاب!! أو امتلاك السلاح الذي سيدمر جيران العراق!!

 

في كل مرحلة كانت هناك جوقة عربية ومستعربة تمرر هذه الخروقات للشرعية الدولية، وبالطبع هناك جوقة غربية منها الدنمارك وسواها ممن يشارك بجنود في العراق أو بتأييد آخر في مجلس الأمن!!

 

في كل مرحلة كانت التهم تحيط بنا من كل جانب ومعظمنا صامتون.. والقلة من يدافع ويرفض ويستهجن..

 

?? ورغم ظهور حقائق الوضع الآن سواء في أفغانستان أو في العراق على لسان تقارير البنتاغون وما يتسرب منها لصحف أمريكا نفسها وأوروبا وبدأ الغرب ممثلاً في مفكريه وسياسييه يعلنون الحقائق كما هي ويكتبون عنها وعن سقوط أمريكا في المستنقع العراقي كما يقال..

 

?? ما أردت قوله أننا صمتنا على ظلمهم لنا واتهامهم الإسلام بالإرهاب.. ولهذا تجرأت الدنمارك ورساموها بل وسواها من مخرجي أفلام هوليوود ومؤلفي بعض الكتب عندهم على إعلان إساءتهم لمكانة رسولنا - صلى الله عليه وسلم - ودافعوا عنها بأسلوبهم الموغل في التناقض والازدواجية.. فهم يحترمون حرية التعبير عن الرأي!! والآن يوجهون أصدقاءهم في الاتحاد الأوروبي لإيقاف المقاطعة لمنتجاتهم!!

 

ويتحرك كوفي عنان متثاقلاً مؤخراً كي يبدي اندهاشه لما يحدث ويطالب الحكومات الإسلامية بالتهدئة لشعوبها!! أين هو من هذه المطالبة عندما دان عبارة الرئيس الإيراني ودعوته لاستضافة إسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية؟!

 

وأين هو من إدانة اغتيال الشيخ أحمد ياسين من قبل عصابة شارون جهاراً أمام العالم!! والدكتور عبدالعزيز الرنتيسي!! والآن يتم اغتيال قياديين من كتائب الأقصى بقصف الطائرات!! ولا يتحرك من يدين!! وكأن إرهاب دولة الصهاينة (شرعي)!! والدفاع عن الأرض سواء في فلسطين أو العراق (إرهاب)!!

 

?? ما يثير في هذه الأحداث المتسارعة هم هؤلاء (الجوقة) من العرب الذين لا يزالون يهاجمون الدين الإسلامي ويعيدون روايات تغذية الشباب بما في القرآن من آيات كره الآخر!! وحولوا اعتداء الدنمارك وسواها من دول أوروبا التي تعيد رسوم الكاريكاتير إمعاناً في استفزاز الشارع الإسلامي، ورغبة في تخفيف الضغط على مقاطعة منتجات الدنمارك، من ناحية أخرى.. حولوا هذه القضية إلى أنها ردة فعل لما يقوم به المسلمون من دفاع عن أرضهم وعن مقدساتهم!! بل ويرددون لماذا يعاقب الشعب الدنماركي بسبب رسوم رسام؟؟ ويجدون ساحات من قنوات لم تنشأ إلا لتسميم ذهنية المشاهد العربي وتحسين صورة النموذج الأمريكي والغربي بقيمه وثقافته وحتى (هيمنته واحتلاله وسطوته)!!

 

?? بل هناك من بدأ يتهم من يقاطع هذه المنتجات وهو (حق كل فرد) بتهمة أنه يسيء إلى صورة المسلمين!! أليست هذه (مهزلة)!!

 

وكما يعرف أن الدنمارك كانت أول دولة استخدمت (سلاح المقاطعة) ضد ألمانيا بعد الحرب العالمية.. واستخدمته الإدارة الأمريكية ليس ضد العراق وليبيا والسودان فقط بل ضد فرنسا منذ أعوام عندما لم توافقها في حربها على العراق!! فكيف يشرعون لأنفسهم ما يرفضونه الآن لنا شعوباً إسلامية لنا الحق في التعبير عن مشاعرنا وأسلوب دفاعنا عن مكانة رسولنا - صلى الله عليه وسلم -.. وكيف نجد من بيننا من يدافع عنهم بهذه الصورة الغريبة؟؟

 

بل ان رئيس وزرائهم في آخر حديث له كان يكابر ويرفض الاعتذار!! ويتهم المتشددين الإسلاميين!! ويستنجد بخافيير سولانا كي يسافر للمنطقة حسب قوله لتصحيح الوضع!!

 

ينسى أنه شخصياً رفض مقابلة السفراء المسلمين واستهان بموقفهم ولم يتوقع هذه الردود الغاضبة التي امتدت من جميع أنحاء العالم.. بل كل ثانية يردد عن دعمه للحكومة الفلسطينية!!

 

بل ويتبجح في طلبه بأن نقف عن تصريحاتنا نحن وقادتنا (النارية)!! كما يقول!! وفي الوقت نفسه لا يمنع رئيس التحرير من الإساءة للمسلمين في كل مرة يتم اللقاء معه..

 

?? أليس هذا هو النفاق العالمي؟؟ في أن يبدأوا بإطلاق شرارة الغضب ثم يتهمون المسلمين بأنهم متشددون!!

 

تستهين ملكتهم بالإسلام وتتهمه بالإرهاب، وينسى رئيس وزرائها هذه العبارات.. !!

 

يرفضون الاعتراف بالإسلام ديناً في دولتهم مع اعترافهم بديانات اليهودية والنصرانية والسيخ!!

 

ويستهينون بالأمة الإسلامية ويطالبوننا بأن نكون (حضاريين)!! ولا نحرق أعلام الدنمارك وكأن حرق (العلم) يرتقي إلى مستوى هذه الإساءات لمكانة الرسول الكريم.. أم ترى هو الألم من المقاطعة الاقتصادية التي ينبغي علينا نحن الشعوب استمرارها ولمدة أعوام وليس عاماً فقط.. فذلك حقنا في إبداء الرأي وحريتنا في الاختيار!!

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply