بكى النجم طول الليل من فرط يأسه *** شكى الصبح ذل الحجب برحة الصبر
وآمالنا كالأرض أظلم افقها *** سنا البرق يبدو ثم يحجبه ستر
تلظى فؤادي والدموع حبيسة *** وقد يذرف الدمع العزيز جوى حر
أتى العيد والاتراح نكرع كأسها *** كما الموت يأتي ليس يدفعه مجر
فمسجدنا الأقصى أسير مخذل *** يقوضه الاركاس ململه الذعر
ينادي أغيثوني بمجر عرمرم *** يبيدهم هل من صلاح وهل عمرو؟
بأسماعهم وقر أم الجبن ملجم *** نفوسهم لا ما بأسماعهم وقر!
خليلي ما في الموت عار على *** الفتى ولكن عارا أن يقال به خور
مضى العام والشيشان ما بين ميت *** أريح وحي ظهر أرض له قبر
فقتل وتشريد وهتك محارم *** وهدم بيوت الله ما أمرهم سر
وكشمير لم ترقأ دموعاً من البكا *** ولم تكتحل بالنوم إذ عزب الفجر
أعباد أبقار يذلون مسلما *** ونبقى كأخشاب مسندة نظر؟!
كأن لم تدن شرق البلاد وغربها *** لنا وملوك الروم في ذلة صغر
خليلي أشقى الناس من زاد همة *** وكبله حرمان جد أو الفقر
فحي على درب الجهاد فإنما *** هو الخلد في عدن تقدمه النصر
تعاورنا الشرق اللعين ومغرب *** ليم بتنكيل دواما هما وزر
تمالوا علينا جهرة ذاك باطش *** وذاك معين هم بافنائنا نذر
خليلي من يأنف من الهون ثائر *** ومن يألف الذل المهين به جبر
إذا المرء علم يثأر لذل أصابه *** فما هو إلا الميت ما ضمه قبر