دندنة حول الإرهاب


بسم الله الرحمن الرحيم

 

جاء في الحديث الصحيح (قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لرجل: كيف تقول في الصلاة، قال: أتشهّد وأقول اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: حولها ندندن). وجماهير الأمة في العالم الإسلام وعامتهم لا يحسنون فهم دندنة زيد أو عمرو من أصحاب الفضيلة العلماء المشاركين في مؤتمر الإرهاب الذي انعقد بمدينة شرم الشيخ المصرية في الفترة من 12/8 إلى 22/8/2005م، لكنهم يريدون إدانة واضحة للإرهاب الأمريكي في العراق ـ وغيره ـ والإرهاب (الإسرائيلي) في فلسطين، وإشادة واضحة بالمجاهدين في العراق وفلسطين ـ وغيرهما ـ وذلك هو المنتظر من أصحاب الفضيلة العلماء خاصة بعد التشويه الأمريكي للجهاد والمجاهدين ودمغهم بالإرهاب، والمطلوب من السادة العلماء أن يعلنوا صراحة أنهم يدندنون حول هذه المعاني.

 

وعلى المستوى النظري يدرس طلابنا في المدارس أن الجهاد يتعيّن إذا هاجم الكفار بلداً مسلماً، ولا أظن أن أحداً يشك في كفر النظام الأمريكي وقادته، فالمطلوب إذاً فتوى صريحة بأن أعمال المقاومة العسكرية في العراق وفلسطين ـ وغيرهما ـ تدخل دخولاً أولياً في أعمال الجهاد في سبيل الله تعالى، والولايات المتحدة وأعوانها من ذراري المسلمين يريدون محو هذا المفهوم عن الجهاد حتى على المستوى النظري، ولم تكتفِ الولايات المتحدة بعملائها في المنطقةº بل جاءت بنفسها وأسست قنواتها وإذاعاتها في العالم الإسلامي لتساند الغزو العسكري السافر بغزو فكري مستتر.

 

وتوقيت مؤتمر شرم الشيخ لا يخفى على الكثيرين، فالمؤتمر يأتي بُعيد الانسحاب (الإسرائيلي) من غزة، ولعل القرب المكاني والزماني للمؤتمر من الحدث فيه إشارات ودلالات تتعلق بالسياسة المصرية تجاه (إسرائيل)، وأنا أطالع في توصيات المؤتمر في موقع إسلام أون لاين لم أجد توصية واحدة تشير إلى أعمال الإرهاب الأمريكية في العراق ـ وغيره ـ أو إشادة بأعمال المقاومة ضد الاحتلال الأمريكي في العراق ـ وغيره ـ ووجدت حرصاً شديداً على إدانة خطف الطائرات أو مهاجمة محطات مترو الأنفاق أو استهداف المدنيين وهي مطالب غربية واضحة إثر حوادث لندن في الشهر الماضي، لكن أين إدانة اقتحام المساجد أو القضاء على المرضى في المستشفيات هكذا بأعيان هذه الحوادث وغيرها من الجرائم الجبانة التي ارتكبتها القوات الأمريكية في العراق.

 

إن الولايات المتحدة الأمريكية هي راعية الإرهاب العالمي اليوم ـ ومعها ربيبتها (إسرائيل) ـ وأي حديث عن الإرهاب لا يشير إليهما بصريح العبارة يجافي الحقيقة ويغالط الوقائع، والحديث عن ضحايا الإرهاب في الغرب يجب أن يوازيه بنفس القوة حديث عن ضحايا الإرهاب الأمريكي و(الإسرائيلي) من المسلمين.وإلا ستكون دندنة تخدم مخططات الغرب ولا يُصغي إليها أحد من المسلمين.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply