من شعر جرير


بسم الله الرحمن الرحيم

 

 اتخذ الشعراء في العصر الأموي شعرهم وسيلة للتكسب، فقصدوا به الخلفاء والأمراء يمدحونهم، وكان عبد الملك بن مروان يجزل له المكافأة، وجرير في هذه القصيدة يمدح عبد الملك ويجاهر بطلب العطاء ويشكو فقره إلى الخليفة بطريقة لم تعهد عند الشعراء القدامى، ولا يرتضونها لأنفسهم:

 

أتصحوا أم فؤادك غير صاح *** عشية هم صحبك بالرواح؟

 

تقول العاذلات علاك شيب *** أهذا الشيب يمنعني مراحي؟

 

يكلفني فؤادي من هـواه *** ظعـائن يجتزعن على رمـاح

 

عراباً لم يدن مع النصارى *** ولم يـأكلن من سمك القراح

 

تعزت أم حزرة ثم قالـت *** رأيت الواردين ذوي امتيـاح

 

تعلل وهي سـاغبة بنيهـا *** بأنفاس مـن الشبم القـراح

 

سأمتاح البحـور فجنبيني *** أداة اللوم وانتظري امتيـاحي

 

ثقي بالله ليس لـه شريك *** ومن عنـد الخليفة بالنجـاح

 

أغثني يـا فداك أبي وأمي *** بسيب منك إنك ذو ارتيـاح

 

سأشكر إن رددت علي ريشي *** وأنبت القوادم في جناحي

 

ألستم خير من ركب المطايا *** وأندى العالمين بطـون راح

 

حميت حمى تهامة بعد نجـد *** وما شيء حميت بمستبـاح

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply