أيا بائِعِي مَسرَى النَبِيِّ رُوَيدَكُم

4k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

سَألتُ غُثاءَ السَيلِ والعينُ تَدمَعُ = أَحَقّاً عبادَ اللهِ ما أُحِسٌّ وأَسمعُ

بأنَّ عُلُوجَ الرُومِ جاسُوا ديارَكم = وأنتم حَيارى مُستَكِينُونَ خُشَّعُ

وأنَّ خِيارَ الناسِ أمّةَ أحمدٍ, = عَقِيمٌ مِنَ الأحرارِ صحراءُ بَلقَعُ

أفي كلِّ عامٍ, تَشهدونَ دوَيلةً = على الكعكِ والبترولِ تَبني وتَصنعُ

فَهِمّةُ قَومي في الخليجِ بطونُهم = وأمعاءُ أبناءِ العراقِ تُمَزَّعُ

لَحا اللهُ خَوّاناً وقَرّب يومَهُ = لعلّ بُنَيّاتِ العِراقَينِ تَشبَعُ

وأَتبَعَ حكّامَ الفسادِ بلعنةٍ, = يشارِكُهم فيها السَفِيهُونَ أَجمَعُ

وأَبدَلَنا بالظالمينَ خليفةً = يَهُزٌّ لواءَ المسلمينَ ويَرفعُ

ويحمي ثُغُوراً قد أُبِيحت وبيضةً = فما إِمرةُ الصِبيانِ تَحمِي وتَمنَعُ

وأخرى أقامت في فِلَسطينَ سلطةً = إلى أرضِ مِجرِيطٍ,(1) تَخُبٌّ وتُوضِعُ

ومَن لم يجد نفطاً وغازاً يبيعُهُ = فلا بأسَ بالأوطانِ تُشرى وتُقطَعُ

بِأُسلو أتموا لِرابينَ صَفقةً = وفي غفلةِ الأحرارِ خانُوا ووَقَّعُوا

فباءُوا مِنَ اللهِ العظيمِ بغضبةٍ, = تَكادُ الرَواسي الشُمٌّ منها تُصَدَّعُ

ولكنهم لم يَعرفوا طبعَ أُمّةٍ, = تريدُ جميعَ الكَفِّ إن نِيلَ إصبعُ(2)

وفي مُحكَمِِ التَنزيلِ وصفُ عُهودِها = إذا عاهدت عن نَبذِها لا تَوَرَّعُ

أيا بائعي مَسرى النبيّ رُوَيدَكُم = أأنتم يهودٌ أم رَعادِيدُ خُنَّعُ

إذا دارتِ الأيامُ واشتدَّ ساعدٌ = فسوف تَرَونَ النجمَ في الظُهرِ يَطلُعُ

ولن تنفَعَ العادِينَ أموالُ نَوبَلٍ,ٍ, = ولا مانِحاتُ المالِ ترجو وتطمعُ

تُمَهِّدُ درباً لامتصاصِ دمائِنا = تُضاهِئُ دَورَ الراعيَينِ وتَتبَعُ

فما هي باللاّئي تُضَمِّدُ جُرحَنا = ولكنها مِن عَمِّها سامَ أَشنَعُ

نَسِيتُم بلادَ الشّاشِ والقَرمِ قبلَها = وما كان في الأفغانِ أَنكى وأَبشَعُ

وبالأمسِ ناءُوا في الخليجِ بِكَلكَلٍ,ٍ, = وتحالفوا ضد العراق وجَمَّعُوا

وقامت لِحُكمِ البَغيِ إذّاكَ ضجةٌ = وتَدَثَّرُوا جِلدَ النُمورِ وقَعقَعُوا

فلَم نَرَ طحناً يُثلِجُ الصَدرَ وَقعُهُ = وظلت عبيدُ الكفرِ تعطي وتَخضعُ

وأضحت عُلُوجُ الرُومِ نَشوى أَمينةً = فها هي في شَطِّ الكويتِ تسفّعُ

وكانت حِمَى الإسلامِ دِرعاً مَنِيعةً = تُسامِي عَرِينَ اللّيثِ بل هي أَمنَعُ

وليس غريباً أن يُرى العَير(3) ناهِقاً = إذا غابتِ الآسادُ يَنزُو ويَرتَعُ

فيا لَهفَ قلبي هل تعُودُ لدينِنا = بَيارِقُ مَجدٍ, تحتها البِيضُ تَلمَعُ

ويُجبَى لبيتِ المالِ فَيءٌ وجِزيَةٌ = ويَرقى بنا فوقَ السحائبِ أَصمَعُ(4)

إلى مَقعدِ العِزِّ الذي لا يَرُومُهُ = عظيمٌ مِنَ الكفارِ أصفرُ رَعرَعُ(5)

إذا حدثَتهُ النفسُ يوماً بغَدرةٍ, = أتاهُ جوابٌ مِن سَنا البرقِ أَسرعُ

كتائبُ توحيدٍ, بها الموتُ كامنٌ = يقدِّمُها صَوبَ المعامِعِ أَروَعُ

أَحَدٌّ منَ البِيضِ الصِفاحِ مَضاؤُهُ = شديدٌ على الأعداءِ مِقدامُ سَلفَعُ(6)

وليس غريباً أن يُرى النصرُ بَغتةً = فيَفرحُ أقوامٌ قليلونَ رُكَّعُ

وما النصرُ إلا مِن حكيمٍ, فإن يَشَأ = وإلا فرأسُ الناسِ قتّاتُ(7) قُندُعُ(8)

ــــــــــــــــ

شرح بعض المفردات:

(1) مجريط: مدريد - (2) تريد جميع الكف إن نيل إصبع: مثل عند اليهود وترجمته أعطني إصبعك آخذ يدك - (3) العير: الحمار - (4) أصمع: المترقي أشرف المواضع،أو السيف القاطع - (5) رعرع: جبان - (6) سلفع: جريء شجاع - (7) قـتات: الذي ينم للأمير - (8) قندع: ديّوث


أضف تعليق