بسم الله الرحمن الرحيم
كشفت صحيفة واشنطن بوست طرق الاستنطاق التي تعتمدها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إي) لجمع معلومات عن نشاط "الشبكات الإرهابية" من الأشخاص الذين يتم اعتقالهم خلال عمليات المطاردة عبر أنحاء العالم، وقال المصدر أن الوكالة الأمريكية التي تحتفظ لنفسها بالمعتقلين الذين تعتقد بأن لديهم معلومات تساعدها على إجهاض عمليات يجري التحضير لها، أو اعتقال عناصر قيادية في تنظيم "القاعدة" تملك قواعد سرية خارج الولايات المتحدة، تتم فيها عمليات الاستجواب، يوضع خلالها المستجوب "غير المتعاون" تحت الضغط الجسدي والنفسي وفق أساليب تعتبر انتهاكاً لحقوق الإنسان حسب ميثاق جنيف.
أشارت الصحيفة الأمريكية في تحقيق مطول إلى استخدام المحققين في وكالة الاستخبارات حاويات قرب قاعدة باغرام شمال العاصمة الأفغانية كابل كمركز للاستنطاق، يمنع من دخوله أي شخص "غريب" بمن في ذلك مسؤولون في مخابرات بلدان متحالفة مع أمريكا، ويستخدم "خبراء" الوكالة "تقنيات" مختلفة لحمل "فريستهم" على الحديث، منها الحرمان من النوم لأيام، والبقاء في وضعية صعبة لساعات، واستخدام أضواء خاصة على مدار الساعة في أماكن الاحتجاز، وتغطية رأس المستجوب حتى يصعب عليه تحديد المكان والوقت، وبث أصوات مثيرة للأعصاب، ونقل المصدر عن محققين سابقين وحاليين في وكالة "سي آي إي" قولهم: إن "استعمال العنف ضد محتجزين مبرر وضروري"، رغم أن الحكومة الأمريكية تندد علانية اللجوء إلى تعذيب السجناء، ويعتقدون أن مواطنيهم "سيؤيدونهم"، فيما أحجمت وكالة المخابرات عن التعليق على اتهامات الصحيفة التي استعانت بمجموعة من الصحفيين الأكفاء من بينهم بوب وودوارد.
كما نقل عن أحد مسؤولي السي آي إي سبق وأن شهد اعتقال ونقل مشتبه فيهم بالإرهاب قوله: إن من بين التوجيهات التي يتلقاها المحققون من مسؤوليهم المباشرين تحذير مفاده "لو لم تنتهك حقوق أحد من المعتقلين لوقت ما فإنك ربما لا تؤدي مهمتك على أكمل وجه".
وبالإضافة إلى مركز قاعدة باغرام الجوية هناك عدداً من المراكز السرية، حيث لا يتم العمل بالقوانين الأمريكية، وتشرف السي آي إي على إجراءات الاستنطاق، من بينها مركز "دييغو غارسيا" الواقع في جزيرة صغيرة بالمحيط الهندي استأجرتها الولايات المتحدة من بريطانيا، وكشفت الصحيفة من جانب آخر عن وفاة معتقلين اثنين في باغرام لكن التحقيق الذي أجرته السلطات الأمريكية أن وفاتهما "طبيعية"، ولم تكن ناتجة عن سوء معاملة، غير أن المصدر ينقل عن عسكريين شاهدوا معاملة المعتقلين في القاعدة السرية وآخرين حصلوا على معلومات مباشرة من مصادرها بحكم وظيفتهم تأكيدهم للمعاملة السيئة المتمثلة بالضرب بغرض "ترويض" المعتقلين على يد أعضاء في الشرطة العسكرية والقوات الخاصة، ومن بين الإجراءات المثيرة للجدل - والتي يعترف مسؤولون أمريكيون بتنفيذها - تسليم بعض المعتقلين الذين "يستعصي" أمرهم على محققي السي آي إي إلى مخابرات بلدان عربية تواجه حكوماتها اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان من الإدارة الأمريكية نفسها على غرار الأردن (الوجهة المفضلة حسب المصدر)، ومصر والمغرب وحتى سوريا (ذكرت حالة واحدة بشأنها)، وأفيد بهذا الشأن أن نحو أكثر من 100 معتقل من أصل 300 آلاف سلموا إلى المخابرات العربية مع المعلومات مطلوب انتزاعها منهم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد