كلنا يعرف الحداثة وأربابها ومن أين جاءت ومن يحطب على نارها، ولقد أوقع الله بين أربابها في جزيرتنا العربية فاستعرت بينهم حرب كلامية شعواء فقلت في ذلك:-
هـل هذه ريح القــلوب تفوحُ *** أم أنهـا حـرب الكــلام تـلوحُ
أقتـلتــم الأدب الأصيـل وجئتمُ *** ( بمسيخكم ) والوجه فيه قبيحُ
بحـداثـة من كـل خيـر جُردت *** ودم الأصالة بينـتكم مسـفوحُ
عـربٌ؟؟ أكاد أشك لســتم منهمُ*** أيشذٌّ عن لغـة البيـان فصيـحُ
وابن العــروبة لا يهد كيــانها *** لكنهــا فيمــا يخط صـروحُ
لم يدع يومــا أن يشد رحـاله *** ( وزن الخليل ) لأنه مجـروحُ
يا من على درب الحداثة سيركم *** أمر الحداثة عندنا مفضــوحُ
هي دعوة كي نرم بالماضي الذي *** هو عـزنا فلبئس تلك نـُبوحُ
إن لم تقولوا الأمر تصريحا به *** فلقد أبـان الخــافي التلميــحُ
بئس الخيانة أن تخون عقيدة *** ويقال إنك في الحيـاة طمــوحُ
الشعر يشكو إذ تناثر عـقـده *** يبكي على نُظّــامـه ويـنـوحُ
قد هُدمت أركانه وتساقطت *** نغــدو على أطــلاله ونـــروحُ
يا ويح قومي كيف يكرم بينهم *** من يدعهم لحداثة ويصيـــحُ
قالوا هي التجديد قلت جهلتمُ *** هي والذي خلق الوجود جنــوحُ
هي طعنةٌ في ظهر أمتنا التي *** أزرت بها في المعمعات قروحُ
يا أيها الحدثاء لست أهابكم *** طـود أنـا عـالٍ, وأنتم ريـــحُ
إن كان في هذي الصحافة أمركم *** مستفحلٌ يثني عليه مديــحُ
فلأن ساحتنا خــواءٌ بلقــعٌ *** ممن بأسرار الخـؤون يبـوحُ
هذي يدي تمتد جسر محبة *** وعن المسيء وإن أطال صـفوحُ
لا تحسبوا أني أحاول شهرة *** أنا مــؤمن للغافلــين نـصـوحُ
أنا ما كتبتُ قصـائدي مترنما *** كـلا فقلبي هـائــم مجـروحُ
أبكي على لغتي الأصيلة أُعملت *** فيها المعاول وجهها ملفـوحُ
لو أن لي بذوي الحداثة قوةَ *** أركبتهم خيـلا بهن جمـــوحُ
تجري بهم في مهمهٍ, متلاطمٍ, *** حتى ينــادي هـالـكا مطـروحُ