أينَ حفظي للسور ودعائي في السَّحَر
أينَ أصحابي وأحبابي وقد كانوا زُمَر
أين محرابي فقد عشتُ به منذ الصِّغَر
ويميني شيّدته حجراً بعد حجر
هل تُراه أظهر الحزنَ لفقدي أم سَتَر؟
كيف حالُ المنبر الشامخ من بعدِ السَّفَر؟
إنني أجبرتُ أن أتركَهُ دونَ نَذر
أتراه صار يبكي بعدما فاض الخبر؟
أنا لم أقدر على إخفاءِ دمعي إذ ظفر
عندما فارقتُه ليلاً وأخفيتُ الأثر
غلبَ الدمعُ عيوني وعصاها وانحدر
ضجّ إذ كفكفتُه وتأبّى وانفجر
إنّه ليس بكاها إنّ قلبي ينعصر
قد زرعتُ الغرسَ في الروض وفي كل ممرّ
ورعيتُ الغرسَ حتى أصبحَ الغرسُ شجر
ثم إني غبتُ عنه قبل أن يبدو الثمر
كنتُ أسقيه حناني مع حبّات المطر
كنت أحميه من الريح لئلا ينكسر
وله خالصُ ودّي وحديثي والسّهر
كنتُ إن غبتُ قليلاً كادَ قلبي ينفطر
وهو مثلي حيثما أشغَلُ عنه ينكدر
ما الذي حلّ به في ذلك اليومِ العسر؟
مسجد الإيمان.. أين النورُ ولّى وانحسر!
أين يأوي بعد إن كنتَ له خير مقرّ؟
أتراه غاض أم أبقى له بعضَ أثر؟
وابتسام الحيّ للإيمانِ .. قل لي هل فَتَر؟
كيف يحيا بعدما فارقَهُ القومُ الغَرَر؟
آه.. ما أحلاكَ لمّا صرتَ للحيِّ قَمَر
آه.. ما أجمل ذلك النور لمّا أن غَمَر
لي في المسجد ركنٌ كنتُ فيه أستقرّ
مجلس الأصحابِ حولي أسرة لا كالأُسَر
نقرأ الآياتِ نجني من ثناياها العِبَر
ولَكَم كنّا نطيلُ المَكثَ في ظلّ السٌّوَر
ولَكَم يحلو لنا في روضةِ الفقهِ السّمَر
مَن لهذا الركن؟ من يمسحُ عنه كلّ ضرّ؟
مَن له مِن بعد أن أضحى كئيباً وافتقر؟
مسجد الإيمان.. لا زال فؤادي ينتظر
كلما لاح شعاعُ النَّجمِ أو ضوءُ القَمَر
جاءني يقرع صدري قائلاً: قم وابتدِر
إنّ هذا النور رمز لِبداياتِ الظفر
وهو وعد الله.. والله عزيز مقتدر
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد