بسم الله الرحمن الرحيم
تأكد من أقوال الصحف الأمريكية بعد خطاب بوش ليلة الثلاثاء أمام أعضاء الكونغرس أن رئيسهم لم يقنعهم، ومنحوه في أحسن الأحوال "فائدة الشك"، إلى غاية تدخل وزير الخارجية كولن باول المتوقع الأسبوع القادم أمام مجلس الأمن لعرض "الأدلة" التي وعد بها بوش في خطابه.
صحيفة ذا نايشن اليسارية سخرت من الرئيس الأمريكي، وقالت أنه تحول "محارباً مشفقاً" بعد أن وصف نفسه خلال الحملة الانتخابية التي فتحت له طريق إلى البيت الأبيض بـ"المحافظ المشفق"، فيما خلصت صحيفة لوس أنجلس تايمز إلى أن من هنا فصاعداًس "الحرب هي التي تقود سياسة الرئاسة الأمريكية"، حيث رأت أن الخطاب أكد أن الحرب "محرك قوي لإدارة بوش"، رغم تأكيد مسؤول كبير في البيت الأبيض قبل الخطاب على أن الأخير "لن يكون إعلان حرب" حسب ما نقلت واشنطن بوست.
أما نيويورك تايمز فكانت مباشرة في تعليقها على خطاب "حال الاتحاد"، وقالت: إنه "لم يستجب لتطلعات الأمريكيين" لأن هؤلاء "يطالبون بطمأنتهم، وبأن يقتنعوا بالأسباب الكامنة وراء الهاجس العراقي في وقت يواجه الاقتصاد القومي صعوبات مؤكدة"، وتستدرك الصحيفة بقولها: إن البيت الأبيض يعتمد على قدرة بوش على "قلب الرأي العام المتحفظ أكثر فأكثر بشأن غزو العراق"، كما يعتمد أيضاً حسب الصحيفة على ميل الأمريكيين للتجند حول زعيمهم في حال النزاع ضد صدام".
وسجلت الصحف الأمريكية أن الرئيس الأمريكي سعى لربط خطابه أكثر بالمستقبل القريب أي بما سيعمله خلال السنتين المتبقيتين من عهدته، كونه يدرك في قرارة نفسه أن إدارته لم تقم بشيء يستحق التنويه على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، وعليه علقت صحيفة يو أس أي توداي بالقول: إن "يوم 28 يناير 2003 هو أول يوم في حملة إعادة انتخاب بوش"، وقد تصرف وكأنه انتخب أمس فقط.
والراجح أن العراقيل التي تقف في وجه الإدارة الجمهورية المحافظة ليست في الداخل فقط، حيث أكدت نتائج استطلاع الرأي أجرتها مجلة "باري ماتش" الفرنسية أن 79% من الفرنسيين يرون أن على بلادهم استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لإجهاض المصادقة على قرار أمريكي يسمح بالهجوم على العراق، فيما اعتبرت غالبية المستجوبين (54%) أن وصف وزير الدفاع دونالد رامسفلد الثنائي الألماني - الفرنسي بـ"أوروبا القديمة" "مثيراً للصدمة"، ويرى ثلاثة أرباع الفرنسييين (76%) بأن دور الولايات المتحدة المهيمن "أمر سيئ" بالنسبة لتوازن العالم.
ويرى مراقبون أن الإدارة الأمريكية قررت مواجهة مخاطر "إهانة" دبلوماسية في مجلس الأمن إذا ما أخفق كولن باول في مهمة إقناع أعضائه بجدية "الأدلة" التي سيقدمها، والتي يفترض أنها "تدين" العراق، وتفتح مجال إعلان الحرب ضده.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد