حين يكافأ الإرهاب !


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

سلمت الحكومة القطرية المدانَين الروسيين في قضية اغتيال الرئيس الشيشاني الأسبق سليم خان ياندرييف في العاصمة

القطرية، للحكومة الروسية، وقد تم إرسال الرجلين في طائرة خاصة نقلتهما من الدوحة إلى موسكو. كان اعتقال الرجلين ومحاكماتهما قد أثار أزمة دبلوماسية بين موسكو والدوحة.

الجدير بالذكر أن القضاء القطري كان قد حاكم الرجلين العميلين للمخابرات الروسية لضلوعهما في اغتيال السياسي الشيشاني في الدوحة. وقد أعلن رئيس المحكمة إبراهيم صالح النصف وقتها الحكم بالسجن المؤبد على أناتولى بيلاشكوف وفاسيلى بوكتشوف، وذلك بعد إدانتهما في اغتيال ياندرباييف في 13 شباط-فبراير في الدوحة بتفجير السيارة التي كان يستقلها مع ابنه الذي أصيب بجروح بالغة. فيما نفت روسيا أي علاقة لها بالعملية، غير أن القاضي القطري اتهم "القيادة الروسية" بالوقوف وراء عملية الاغتيال، وقال نص الحكم إن: "القيادة الروسية أصدرت في آب-أغسطس 2003 أمراً بقتل وتصفية الرئيس الشيشاني السابق سليم خان ياندرباييف" وتشكلت عناصر تنفيذ العملية من ضابطين روسيين عملا دبلوماسيين في السفارة الروسية في قطر وهما المتهمان المحكوم عليهما".

يفترض أن هناك حرباً عالمية على الإرهاب تتكاتف لها الجهود الدولية وتراقَب فيها الحسابات المالية، وربما تجمَّد لمجرد شبهة إيصال المساعدات لأطفال و عوائل الإرهابيين المفترضين، وتعقد المؤتمرات الدولية وتوقع الاتفاقيات متعددة الأطراف وتسن قوانين الأدلة السرية التي تلقي المشتبه بهم في غياهب السجون، في أعرق ديمقراطيات العالم. في هذه الأجواء يتم تسليم أو بالأحرى إطلاق سراح الرجلين اللذين نفذا عملاً إرهابياً ثبت ضدهما. لم يكن العمل موجهاً ضد المعارض الشيشاني فحسب، بل ضد البلد الذي استضافه، فالعملية لم تكن مسبوقة على التراب القطري والذي ينعم بدرجة طيبة من الأمن والأمان. نفهم تماماً أن روسيا دولة كبرى وأن لها قدرة على الضغط على الحكومة القطرية، لكننا ندرك أيضاً أن الحكومة الروسية تواجه هي الأخرى على الساحة الدولية هزائم وانحسارات سياسية ناتجة من وضع اقتصادي صعب واجتماعي قاسٍ,. كما أن قطر لها قدرة على مواجهة الضغوط الروسية بعلاقاتها الوثيقة ومعاهداتها مع الولايات المتحدة والتي يفترض أنها تقود الحرب العالمية على الإرهاب.

إطلاق سراح عميلي الاستخبارات الروسية جاء ليؤكد أن الإرهاب الذي يمتلك قوى تحميه وتغطيه دبلوماسياً وسياسياً هو إرهاب مقبول ومغفور، أما إرهاب الضعفاء والمنبوذين فهو إرهاب مرفوض يجب استئصاله وتدميره تماماً. إن هذه السياسة هي التي تساعد على تهيئة أجواء التطرف والعنف والمواجهة وتيسر تجنيد عناصره.

على صعيد آخر، ومنذ بضعة أسابيع أطلقت مصر سراح عزام عزام المدان من القضاء المصري، بالتجسس لصالح الكيان الصهيوني، ورحلت السلطات القطرية الروسيين المدانيين من القضاء القطري وكأن السجون العربية على رحابتها تضيق بالجواسيس والإرهابيين الغرباء، فيالها من صدفة محزنة!

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply