طولُ البقاءِ على الحياةِ مــــــــحــالُ *** العمر يمضـي والحيــــاةُ زوالُ
يالهفَ نفسي كيفَ يهـــــــنأُ عاقـــلٌ *** عيشاً طويلاً والمُقـام خيـــالُ
اليومُ ولى والشهـــــــورُ تتابعــــــت *** والعمرُ مِن مرِّ السنيـنِ كمـالُ
آمالُنا في المغريـــــــات تجـــــــددت *** وتعددت والأمنيات طــــــــــوالُ
إني لأعجب مـــــــن فتى قد خــانهُ *** حبٌّ الهوى وتغرٌّه الآمــــــــــالُ
أتمتعُ النفسَ الضعيفـــــــة بالدٌّنـــــا *** ونسيتَ أن العيش فيها نضالُ
والموتُ ليثاً لا يشـــــــقُ غبـــــــارهُ *** كلا فما لك عن رؤاهُ نـــــــــزالُ
في الملهيات تروح برقــــــــاً خاطفاً *** وإلى الصلاح شعـارك الإهمالُ
أوَ لم تخف يا عبــــــــدُ من ربٍ, لـــه *** عزُّ وحكم قاهـــــر وجـــــــــلالُ
أوَ ما بكت عيناك دمعــــــــاً ذارفــــاً *** بل غركَ الدينـــــار والأمــــــوالُ
تب يا أخي وقل لنفســــــك ارعوي *** فالجنة لا بالذنــــــوب تُنــــــالُ
يوم القيامة كل عبــــــدٍ, مذعـــــــنٌ *** فـــرحَ التقــــاةُ وأُفزع الضُـــــلالُ
لا تستميلك في الملاهـــــي لــذةٌ *** إن الملـــذة تنتـــهي وتُـــــــزال
والإثم باقٍ, في الصحــــــائف مثبتٌ *** والله لا يبغــــــي ولا يحتـــــــالُ
أوَ ما سألت النفــــــس أنَّى أُجدت *** وهل الســـرور يدوم والآمـــــالُ
لا تشكِّ من شظف الحياة وبؤسِها *** فالعيش فيهــــا محنة وسِجالُ
لا تحسبنك في الحيـــــاة مخلـــداً *** إن الحياة مطيـــــــة ورحــــــالُ
كم من عظيمٍ, قد طـوته يـــدُ الردى *** لم يُغنِ عنه الجـــــاه والإجلالُ
لم يحوِ من دنياه أمـــوالاً ســـــوى *** كفناً وطيبــــــــاً، لا أخٌ لا خــالُ
ترك الدراهــــم للتــــــــراث بقيــــةً *** وثوى إلى قبـــــــرٍ, به الأهـــوالُ
قبرٌ مخيف قــــــد توسَّــــدُه الثرى *** وانهلَّ فوقَ عظــــــامه الأثقالُ
يا ربِ نرجـــــــــو من حنانك رحمةً *** وكذاك صفحاً كـي يقـــــرٌّ البالُ
الكلٌّ يفرح بالدقــــــائق تنقضــــي *** وبمشيها تدنــــــو بنا الآجـــالُ
عُد يا أخي إلى الإلهِ وقـــــــل لـه *** أنا ذا ندمتُ وهذهِ الأحمــــــالُ
نسأل الله التوفيق في الدارين إنه سميع مجيب.