موقع جبل أحد وحدوده


بسم الله الرحمن الرحيم

 

عند ما تكون في المدينة النبوية – وفي أي مكان منها – وتتجه بنظرك إلى الشمال فإنك تشاهد على بَعد خمسة كيلو مترات الجبل التاريخي الشهير – أَحد بمنظره الجذاب الجميل – الأحمر المكسو بقليل من السواد لا يملَ الناظر إليه من مشاهدته – ولا غرور في ذلك – فقد اخبرنا المصطفى - صلى الله عليه و سلم - بأنه من جبال الجنة يحبنا ونحبه، وقد كان - صلى الله عليه و سلم - يستأنس برؤيته عند قدومه للمدينة النبوية.

 وإن الناظر إلى هذا الجبل التاريخي الشهير من بعد يظنه جبلاً واحداً ولكنه في حقيقته سلسلة من الجبال المترادفة المتصلة متعددة القمم والشعب. وتمتد هذه السلسلة التي تحمل اسم (أُحُد) من طريق المطار شرقاً إلى طريق العيون غرباً. ويبلغ طوله ثمانية كيلو مترات. وعرضه كيلوين من الناحية الشرقية، وأكثر من ثلاثة كيلو مترات من الناحية الغربية وحدوده كالأتي:

 

 من الشرق: طريق المطار، جبل تيأب، ومدرسة محمد بن عبد الوهاب الابتدائية.

 

 ومن الجنوب: حي الشهداء، ومزارع سفح جبل أحد، وضريح الشهداء، وجبل الرماة، ويمر بمحاذاته من هذه الجهة وادي قناة على بعد(1000م) منه.

 

 ومن الغرب: حي الطيارية، ومزارع العيون، وطريق العيون.

 

 ومن الشمال: طريق غير المسلمين، وجبل ثور – على أحد الأقوال – وأسواق الماشية وسوق الخردة.

 

ما ورد في أحد:

ورد في جبل أحد عدة أحاديث تدل على فضله وهي كالتالي:

 

عن عباس بن سهل عن أبي حميد قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه و سلم - في غزوة تبوك وساق الحديث وفيه ثم أقبلنا حتى قدمنا وادي القرى فقال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - إني مسرع فمن شاء منكم فليسرع معي ومن شاء منكم فليمكث فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة فقال هذه طابة، وهذا أحد وهو جبل يحبنا ونحبه.

وعن قتادة عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - ((إن أحد جبل يحبنا ونحبه)) وفي رواية قال: نظر رسول الله - صلى الله عليه و سلم - إلى أحد فقال: ((إن أحد جبل يحبنا ونحبه)).

 

وعنون البخاري بابا في ذلك فقال: [ باب أحد جبل يحبنا ونحبه ].

 

وعن أبي عبس بن جبر مرفوعاً: (جبل أحد يحبنا ونحبه وهو من جبال الجنة).

 

وللعلماء في معنى قوله - صلى الله عليه و سلم -: ((يحبنا ونحبه)) أقوال:

 

أحدها: أنه على حذف مضاف، والتقدير أهل أحد، والمراد بهم الأنصار لأنهم جيرانه.

 

ثانيها: أنه قال ذلك للمسرة بلسان الحال إذا قدم من سفر لقربه من أهله ولقياهم، وذلك فعل من يحب بمن يحب.

 

ثالثها: أن الحب من الجانبين على حقيقته وظاهره وهذا هو القول الراجح عندنا والله أعلم.

 

وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم -: ((أحد جبل يحبنا ونحبه فإذا جئتموه فكلوا من شجره ولو من عضاهه)).

 

وكانت زينب بنت نبيط – زوجة أنس - رضي الله عنه - ترسل ولائدها إلى أحد ليحضروا لها من نباته، ولو من عضاهه، لأنها سمعت أنسا يذكر الحديث السابق.

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply