بسم الله الرحمن الرحيم
كان شابّاً غافلاً، فمنّ الله عليه بالهداية!.. أطلق لحيته، وقصّر ثوبه بشكل ملفت.. فرح من حوله بذلك، وصاروا يثقون به ويقدّرونه ويقدّمونه في المجالس.. وقف أمام المرآة في خلوة مع نفسه، يتأمّل لحيته وثوبه القصير!!،
ثمّ رفع نظره إلى رأسه، ليرى العقال!.. أمسك به، ورماه هو الآخر جانباً لتكتمل الصورة.. وبينما هو ذات يوم في أحد المقاهي!! مرّ به بنجالي يحمل لوحة فيها بعض القويريرات الصغيرة المغشوشة من دهن العود..
طلب منه التوقّف.. نظر في بضاعته، وسأله عن قيمة التولة الواحدة، أجابه البنغالي: بمائة ريال.. كشّر في وجهه وشتمه! ثم لم يزل يساومه بخبث ومكر حتى ابتاع منه البضاعة كلّها بمائة ريال فقط! أخذ عيّنة من هذه البضاعة ليعرضها على زملائه في العمل مستغلاً طيبتهم وثقتهم به، وباعهم الواحدة منها بسعر مرتفع جداً.. إلى آخر القصّة التي لم أكمل تفاصيلها!
إنّها ليست قصّة حقيقية، وإنّما هو مشهد تلفزيوني واحد من مشاهد كثيرة لمشايخ وقضاة ومعلمين ومحتسبين وغيرهم! نسجها خيال (بطلي طاش! ) وما أدراك ما طاش.. والغرض منها واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار لمن عنده أدنى بصيرة..
لقد دأب هذان (البطلان) منذ سنين طويلة على تشويه صورة أهل الاستقامة والصلاح ورجال العلم والحسبة من أجل إسقاطهم وتنفير الناس منهم والتشفي بالسخرية منهم، وبالغا مبالغة أفقدتهما مصداقيتهما حتى عند الأطفال الصغار..
نعم، لست أنكر وجود أدعياء يستغلّون مظاهر التدين للتكسّب وتحقيق مصالح شخصية، لكن أن يصوّر كلّ المتدينين بهذه الصورة السالبة المزرية كما توحي تلك المشاهد الآثمة، ومن قبل أناس هم بأمسّ الحاجة إلى العلاج النفسي قبل أن يعالجوا غيرهم، فهذا الذي ننكره بشدّة، ونرى أنّ فاعله يستحقّ العقاب والتعزير والمقاطعة..
فإلى متى سيستمر هذا التهريج السخيف في أعظم شهر من شهور السنةº شهر الصيام والقرآن وعبادة الرحمن؟ وإلى متى سيظل بعض الناس متابعين لهذا التهريج وهم يضحكون، مع ما فيه من السخرية والاستهزاء بالدين وأهله، ألا يعلم هؤلاء أنّ الراضي كالفاعل، والساكت الموافق كالناطق..
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا..اللهم من سخر من دينك، وسنّة نبيك، وعبادك المؤمنين..اللهم فأشغله بنفسه، وردّ كيده وسخريته في نحره، واكفناه بما شئت، يا قوي يا عزيز.. والله ولي التوفيق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد