هذي العيونُ ، وذلك القَدٌّ *** والشيحُ والريحان والنَّدٌّ
هذي المفاتنُ في تناسُقها *** ذكرى تلوح ، وعِبرَةٌ تبدو
سبحانَ من أعطَى ، أرى جسداً *** إغراؤه للنفس يحتدٌّ
عينانِ مارَنَتا إلى رجل *** إلا رأيتَ قُواه تَنهَدٌّ
من أين أنتِ ، أأنجبتك رُبا *** خُضرٌ ، فأنتِ الزَّهر والوردُ ؟
من أينَ أنتِ ، فإنَّ بي شغفاً *** وإليك نفسي – لهفةً – تعدو
قالت ، وفي أجفانها كَحَلٌ *** يُغري ، وفي كلماتها جِدٌّ
: عربيةٌ ، حرِّيَّتي جعلت *** مني فتاةً مالها نِـدٌّ
أغشى بقاعَ الأرض ما سَنَحَت *** لي فرصةٌ ، بالنفس أعتـدٌّ
عربيّةٌ ، فسألتُ : مسلمةٌ *** قالت : نعم ، ولخالقي الحمدُ
فسألتُها ، والنفسُ حائرةٌ *** والنارُ في قلبي لها وَقدُ :
من أينَ هذا الزِّيٌّ ؟ ما عرفَت *** أرضُ الحجاز ، ولا رأت نجدُ
هذا التبذٌّلُ ، يا محدِّثتي *** سَهمٌ من الإلحادِ مرتدٌّ
فتنمَّرت ثم انثنت صَلَفاً *** ولسانُها لِسِبَابِهَا عَبدُ
قالت : أنا بالنَّفسِ واثقةٌ *** حرِّيتي دون الهوى سَـدٌّ
فأجبتُها _ والحزن يعصفُ بي - : *** أخشى بأن يتناثر العقدُ
ضدَّان يا أختاه ما اجتمعا *** دينُ الهدى والفسقُ والصَّدٌّ
والله ما أَزرَى بأمَّتنَا *** إلا ازدواجٌ ما لَهُ حدٌّ
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد