دكتور يطالب جهات حكومية بإيقاف أعمالها من أجل


بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمدُ للهِ وبعدُº " سدٌّ الذرائعِ " قاعدةٌ شرعيةٌ عظيمةٌ...نقل الإجماعُ عليها الإمامُ الشاطبي في " الموافقاتِ " (4/194 - 201)... استدل شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ عليها في " الفتاوى الكبرى " (3/256) بأربعةٍ, وعشرين وجهاً... وتلميذه ابنُ القيمِ أيضاً استدل عليها في " إعلامِ الموقعين " (3/147 - 171) بتسعةٍ, وتسعين دليلاً [نقلا من كتابِ: " قيادة المرأة للسيارةِ بين الحق والباطل]... وليس المقامُ مقامَ بسطٍ, وتفصيلٍ, لها هنا.

 

الذي يهمنا في المقالِ: " ما قيمةُ قاعدةِ " سدِّ الذارائعِ " عند الليبراليين؟

 

قاعدةُ " سدِّ الذرائعِ " يجعلها الليبراليون محط سخريةٍ,، والذي يتتبعُ مقالاتهم ومنتدياتهم يجدُ الدليل على ذلك، وكما عودنا الشيخ الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي - بارك اللهُ في قلمهِ - كتب مقالاً في عمودهِ الأسبوعي " تأملات " في ملحقِ الرسالةِ من جريدةِ " المدينةِ " يتنزلُ مع الساخرين من قاعدةِ " سدِّ الذرائعِ " بشواهدها من واقعِ الحياةِ اليوميةِ التي نعيشها.

تعالوا نتأملُ في مقالِ الدكتورِ سعيدِ بنِ ناصر - حفظه الله -.

----------------------------------------

 

تأملات

أريحونا من سد الذرائع

سعيد بن ناصر

من عامين تقريباً وهناك حملة على مسألة (سد الذرائع) ويدور مجملها حول أنها ليست مشروعة ومخالفة للعقل والمنطق، وفيها اتهام للنيات، وحكم على القضايا بمجرد التخمين الغيبي، إلى آخر ما هنالك من أقوال تعتمد على العاطفة والوجدان أكثر مما تعتمد على الحجة والبرهان، وتستهدف تصفية الحساب قبل أن تستهدف تحري الصواب.

 

وإذا كانت قضية سد الذرائع خطيرة ومزعجة لبعض الفئات فإنه بناءً على رأيهم واقتراحهم يمكن الطلب من جهات عديدة إيقاف جملة من أعمالها لأنها مبنية - في أغلبها - على سد الذرائع:

أولاً: مطالبة وزارة الصحة إيقاف حملات تطعيم المواليد والأطفالº لأن ذلك مبني على سد ذريعة العدوى والأمراض، ولأن التطعيم يتضمن تشكيكاً في الناس ونياتهم، وتشكيكاً في قدرتهم على حفظ أطفالهم، ويتضمن الكلام عن أمرً غيبي لم يقع بعد ولا ندري أيقع أم لا.

 

ثانياً: مطالبة الجمارك عدم تفتيش القادمين من المنافذ الحدودية لأن ذلك التفتيش مبني على سد ذريعة تهريب الممنوعات من مخدرات وأسلحة وأفلام، ولأن في ذلك التفتيش اتهاماً للناس وتشكيكاً في نواياهم، واتهاماً لكل المسافرين وتخميناً غيبياً بلا حجة ولا برهان.

 

ثالثاً: مناشدة الجيش إيقاف التدريبات والمناورات وصفقات التسليح، لأننا لسنا في حرب والحمد لله، وكل ما ذكر قائم على سد ذريعة العدوان، وهذا مجرد تخمين غيبي، وفيه اتهام لنيات الدول الأخرى.

 

رابعاً: المطالبة بإيقاف مراقبة المرور للطرق، بالرادار وغيرهº لأن ذلك مبني على سد ذرائع الحوادث، ويتضمن اتهاماً صريحاً لعقليات سائقي السيارات، وحكماً عليهم بمجرد الظن والتوقع.

 

خامساً: مناشدة رجال الأمن في المطارات التوقف عن تفتيش المسافرين، لأن ذلك مبني على سد ذريعة الاختطاف والإرهاب، وهذا التفتيش يتضمن اتهاماً لنيات الناس وأخلاقهم، والإحصائيات تؤكد أنه من بين عشرات الملايين من المسافرين كل عام لايوجد بينهم مختطف ولا إرهابي إلا نادراً، فلماذا الاستمرار في التفتيش سداً لذريعة الإرهاب؟!

 

سادساً: مطالبة الجهات المعنية بإيقاف فحص ما قبل الزواج المبني على سد ذريعة انتقال الأمراض إلى الأبناء، وهي حالات قليلة بالنسبة لأعداد المتزوجين.

 

سابعاً: مطالبة المدارس والجامعات بإلغاء المراقبة على الطلاب وقت الاختبار، لأن ذلك مبني على سد ذريعة الغش، وفيه اتهام لأخلاق الطلاب وضمائرهم. إلى غير ذلك من الأمثلة الحياتية الكثيرة، القائمة على منع الفساد والضرر بمنع ذرائعه ووسائله الموصلة إليه.

ومن المعلوم - عقلاً - أن التفريق في الحكم بين المتساويات دليل على ضعف النظر والإدراك، أو قوة الهوى، أو على الأمرين معاً، والعجيب أن هذه الأحوال المتناقضة عقلاً وواقعاً تصدر من أشخاص يدّعون العقلانية وعمق النظر(ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور).

جزاكَ اللهُ خيراً يا دكتور سعيد بن ناصر

مقالٌ رائعٌ وفي الصميمِ

وكتبه عَبد اللَّه بن محمد زُقَيل

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply