بسم الله الرحمن الرحيم
إن الأحداث التي تجري في منطقتنا العربية، التي تسمى زورا وبهتان بالشرق الأوسط - وهو مصطلح يهودي خبيث - تهدف إلى تقطيع جسد هذه الأمة، إلى قطع متباينة غير متجانسة، وعزل هذه القطعة الساخنة الدسمة التي يسمونها بالشرق الأوسط، عن بقية الأمة الإسلامية، ومن ثم تقطيعها إلى أجزاء صغيرة، بسكين الطائفية والقومية والعرقية والمصلحية والحزبية، حتى يتسنى لهم التهامها قطعة قطعة، مستخدمين في ذلك سياسة ومبدأ اثبت فاعليته وجدارته عبر التاريخ ألا وهو مبدأ "فرق تسد".
في العراق مثلا يضرب هذا المبدأ تارة بعنف على وتر الطائفية بين السنة والرافضة، والذي سلت به العمائم السود وآيات الشيطان، سيف الموت الأحمر، بنكهة فارسية صفوية على أهل السنة هناك، ولاشك عند أي مطلع على الأحداث أن هناك زواج متعة رافضي صليبي صداقه إبادة أهل السنة في العراق..
حتى قال احدهم إن الموت في العراق لا يأخذ إجازة، وتارة على وتر العرقية بين العرب والأكراد، وفي فلسطين يعزف هذا المبدأ عزفا متواصلا وبأيدي صهيونية، على وتر الحزبية والمصلحية المعجونة بماء خبيث قذر هو ماء العمالة والخيانة، وفي لبنان يطل عليك هذا المبدأ برأسه هذه الأيام، عبر الطائفية المقيتة التي يكرسها النزاع الفارسي الرومي على هذا البلد المسكين، وسكين الموت تشحذ والخاسر الأكبر هم أهل السنة كالعادة. وفي السودان تتلبد غيوم العرقية والقبلية على غربه منذ زمن وتعصف بجنوبه رياح الصليبية الحاقدة، وفي المغرب العربي تنذرك الفتنة العرقية بين المسلمين من العرب والبربر حول "الثقافة الأمازيغية" والتي غرس بذورها الصليبيون الفرنسيون أيام الاحتلال تنذرك بشر كبير مستطير.
ومن المعلوم أن الإنجليز عبر سياسة "فرق تسد" استطاعوا أن يسيطروا وبعدد قليل من الجنود، على الهند التي يبلغ عدد سكانها في ذلك الوقت أكثر من 300 مليون، بل إنهم وصلوا إلى إقناع الهنود، بأن وجودهم هو ضروري جدا، لمنع الحرب الأهلية بين المسلمين والهندوس، وبذلك نجحوا بإضفاء نوع من الشرعية على وجودهم، الذي دام أكثر من مئة سنة، ولم يتركوا الهند حتى بذروا فيها كل بذور الشقاق والخلاف، بين المسلمين والهندوس التي تتفجر كل حين.
وفي كل بلد إسلامي هناك بذور فتنة وشقاق وفرقة تنتظر المناخ المناسب والرعاية الصليبية واليهودية حتى تظهر على السطح، إن لم نعود إلى ديننا ونعتصم بحبل ربنا الذي ينادينا في كل زمان ومكان {وَاعتَصِمُوا بِحَبلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذكُرُوا نِعمَتَ اللّهِ عَلَيكُم إِذ كُنتُم أَعدَاء فَأَلَّفَ بَينَ قُلُوبِكُم فَأَصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إِخوَاناً وَكُنتُم عَلَىَ شَفَا حُفرَةٍ, مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُم آيَاتِهِ لَعَلَّكُم تَهتَدُونَ}آل عمران103، {وَلَا تَكُونُوا مِنَ المُشرِكِينَ{31} مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُم وَكَانُوا شِيَعاً كُلٌّ حِزبٍ, بِمَا لَدَيهِم فَرِحُونَ) وسنة نبينا - صلى الله عليه وسلم - الذي حذرنا من تداعي الأمم علينا بسبب اختلافنا وتفرقنا وحبنا للدنيا إذ يقول «توشك الأمم أن تتداعى عليكم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، قالوا: أو من قل نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: لا إنكم يومئذ لكثير ولكنكم كغثاء السيل، ولينزعن الله من قلوب أعدائك المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت»، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّ اللَّهَ زَوَى لي الأَرضَ فَرَأَيتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبلُغُ مُلكُهَا ما زوى لي منها وَأُعطِيتُ الكَنزَينِ الأَحمَرَ وَالأَبيَضَ وَإِنِّي سَأَلتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَن لَا يُهلِكَهَا بِسَنَةٍ, عَامَّةٍ, وَأَن لَا يُسَلِّطَ عليهم عَدُوًّا من سِوَى أَنفُسِهِم فَيَستَبِيحَ بَيضَتَهُم وَإِنَّ رَبِّي قال يا محمد إني إذا قَضَيتُ قَضَاءً فإنه لَا يُرَدٌّ وَإِنِّي أَعطَيتُكَ لِأُمَّتِكَ أَن لَا أُهلِكَهُم بِسَنَةٍ, عَامَّةٍ, وَأَن لَا أُسَلِّطَ عليهم عَدُوًّا من سِوَى أَنفُسِهِم يَستَبِيحُ بَيضَتَهُم وَلَو اجتَمَعَ عليهم من بِأَقطَارِهَا أو قال من بين أَقطَارِهَا حتى يَكُونَ بَعضُهُم يُهلِكُ بَعضًا وَيَسبِي بَعضُهُم بَعضًا.
ولاشك ولا ريب إن الأمة الإسلامية اليوم تواجه ثالوثا خطرا تقاطعت مصالحه في استئصال شأفة كل من يقومه ويمانع سيطرته على الأمة، انه الثالوث اليهودي الصليبي الرافضي الصفوي الباطني، وإن الأمة متفقة على شدة خطر اليهود والصليبين، ولكنها والله المستعان مختلفة في تقدير الخطر الرافضي الصفوي الباطني.
نعم أيها الإخوة: إن الأحداث المتسارعة خاصة في العراق ولبنان تجعل الحليم حيراناً، والنؤوم ملء جفنيه أرقاً سهراناً، فأنت ترى من يعادي الشيطان الأكبر في لبنان ويتهم من يتعامل معه بالخيانة والعمالة للغرب، وهو نفسه يوغل في العمالة لهذا الشيطان الأكبر في العراق حتى النخاع، وترى مثلا حزب الله يقاتل إسرائيل، ويزعم انه رأس حربة لهذه الأمة، لدحر عدوانها وصد طغيانها أي إسرائيل، ويملأ الفضاء صراخ وعويلا انه يدافع عن حياضها، ثم تفاجؤك المصيبة انه أي حزب الله قد قام بتدريب من ألف إلى ألفين من عصابات المهدي الرافضية في العراق، والتي تقوم بالاعتداء والتهجير وشن المجازر ضد الآلاف من أهل السنة هناك، فتختلط الأمور عندك، وتتشابك خيوط الحقيقة في راسك، فتصاب بالذهول في عقلك، وتغشى الضبابية على بصيرتك، ويخيم الاضطراب على مشاعرك، ولا ذهول ولا ضبابية ولا اضطراب عند من يتخذ كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - دليل ومرشدا في جميع أموره، فيقرءا التاريخ قراءة أولي الألباب، و يحلل الأحداث ويغوص في عقائد صانعيها، و يفتش في الركام الهائل من الإحداث المنقول لنا بواسطة إعلام موجه، فينتقي من هذا الركام أجزاء الصورة الحقيقية لما يحدث، ويصفها وفق العقائد والمصالح حتى تتضح معالمها، ويصبغها بنور المنهج الرباني حتى تتضح ألوانها، وتزول العتمة عن كل أجزائها، فتتجلى له المواقف، وتتكشف له الأستار، وتتساقط أمامه الأقنعة، فيرى الحقائق رؤية الشمس في رابعة النهار.
اقرؤوا إن شئتم عقائد القوم في كتبهم المطبوعة، التي يعتزون بها ولا ينكرون شيئا مما فيها فهي تظهر للعيان حقيقة دينهم بمعاداتهم لأشرف الخلق بعد الأنبياء - عليهم السلام - وهم حملة هذا الدين وناقليه للأمة أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، ودأبهم المستمر على الطعن بأمهات المؤمنين أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلا يتركون مناسبة إلا وأقذعوا فيها القول لهنّ وعلى الأخص منهن المبرأة الصديقة أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - وأم المؤمنين حفصة - رضي الله عنها -، ولقد بلغت كراهية الرافضة لصحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا سيما منهم أبو بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم - أجمعين أن جعلوا لعنهم دعاء يتلونه في صلواتهم، بل إنهم يحتفلون بيوم مقتل عمر الفاروق - رضي الله عنه - على يد أبى لؤلؤة الفيروزي المجوسي لعنه الله جاعلين ذلك اليوم عيدا بل إنهم جعلوا لهذا اللعين مقاما وضريحا يزورونه في إيران.
ومن آفاتهم وطاماتهم هو ابتداعهم لبدعة الإمامة والولاية والعصمة لآل البيت رافعين إياهم إلى منزلة تفوق منزلة الأنبياء فغالوا فيهم واعتقدوا بألوهيتهم ونسبوا إليهم الضر والنفع وأجازوا لا نفسهم دعاءهم من دون الله والاستغاثة بهم والطواف بقبورهم وجعلوا زيارة قبر الحسين - رضي الله عنه - أعظم عندهم من الحج، وأرض كربلاء أفضل من ارض مكة ومنهم من روى عن أئمتهم أنهم قالوا: من زار الحسين بن علي عارفا لحقِّه كان كمحدِّث الله فوق عرشه، وفي حديث آخر: كان كمن زار الله في عرشه، - تعالى -الله عن ذلك علوا كبيرا وأما التقية فهي من أهم عقائدهم، بل هي ركن من أركان الدين عندَهُم، والتُقية عندهم، كما يعرفها الخميني في كتابه كشف الأسرار هي: (أن يقول الإنسان قولاً مغايراً للواقع، أو يأتي بعمل مناقض لموازين الشريعة، وذلك حفاظاً لدمه أو عرضه أو ماله) أما عن مكانة هذه العقيدة في دينهم، فهي عندهم ليست رخصة من الرخص، بل هي ركن من أركان دينهم، كالصلاة أو أعظم، قال شيخهم ابن بابويه ما نصه: (اعتقادنا في التُقية أنها واجبة، من تركها بمنزلة من ترك الصلاة) وهذا ما يفسر لك البون الشاسع بين خطاباتهم الرنانة التي يدعون فيها مالا يفعلون وبين أفعالهم الإجرامية في حق المسلمين، أما اعتقادهم في أهل السنة، فإن أهل السنة عندهم كفار أنجاس، بإجماع علماء الشيعة الإمامية، وإنهم شرُّ من اليهود والنصارى و أنهم أولاد زنا ويجب قتلهم واغتيالهم يقول صاحب كتاب بحار الأنوار: "قلتُ لأبي عبدالله: ما تقول في قتل الناصب، قال: حلال الدم، لكني أتقي عليك، فإن قدرتَ أن تقلب عليه حائطاً، أو تغرقه في ماءٍ,، لكيلا يُشهِد به عليك فافعل، قلتُ: فما ترى في ماله، قال: خذه ما قدرت" وهذا ما يفسر لنا ما يحصل كل يوم لأهل السنة على أيديهم في العراق.
هذا نزر يسير من بعض كتبهم ومعتقداتهم، و والله لو أردنا حصر ما في كتبهم من طوام لاحتجنا إلى كتب وكتب ولمرضت من ما فيها القلوب ولاهتزت من مخازيها النفوس.
ولكي تكتمل الصورة ولكي نستطيع أن نفهم حقيقة ما يجري الآن على ارض العراق وما سيجري على ارض لبنان لا قدر الله من فتن وعظائم تشيب لها الولدان، لابد لنا أن نقلب صفحات التاريخ، فالتاريخ أعظم شاهدا على الكثير من وقائع الأحداث التي تركت آثارها على حاضر الأمة ومستقبلها فتراهم على مدى التاريخ القديم والحديث لم يتركوا فرصة إلا وانتهزوها كي يمعنوا في إيذائهم للمسلمين وإضعاف شوكتهم وإسقاط دولتهم متواطئين مع كل عدو من أعداء الإسلام غربيا كان أو شرقيا، فهم فرقة باطنية متعددة الأفرع إلا أنها موحدة الجذور، تعمل بالخفاء لتنفيذ غاياتها ومآربها وما أن تتوفر لهم فرصة الظهور إلا ويغتنموها لإبداء ما تكنّ به صدورهم من حقد وكراهية لأهل السنّة والجماعة.
اقرءوا إن شئتم عن دورهم الخياني في إسقاط الخلافة العباسية التي سقطت بسقوط بغداد حاضرة العالم الإسلامي آنذاك في أيدي التتار وبخيانة رافضية كبيرة، وكيف قتل فيها مليونا شخص من المسلمين من الرجال والشيوخ والنساء والولدان يقول ابن كثير (وكان الناس يختبئون في الخانات ويغلقون على أنفسهم الأبواب فيفتحها التتار إما بالكسر وإما بالنار ثم يدخلون عليهم فيهربون إلى أعالي الأمكنة فيقتلونهم بالأسطح حتى تجري الميازيب من الدماء إلى الأزقة فانا لله وإنا إليه راجعون، ومازال السيف يعمل فيهم أربعين يوما ولما انقضى الأمر وانقضت الأربعون يوما بقيت بغداد خاوية على عروشها والقتلى في الطرقات وكأنها التلول وقد سقط عليهم المطر فتغيرت صورهم وتغير الهواء فحصل بسببه الوباء الشديد حتى سرى وتعدى إلى الشام فمات خلق كثير من تغير الجو وفساد الريح ولما نودي ببغداد بالأمان خرج الناس من تحت الأرض ومن كان بالمطامير والقنى والمقابر كأنهم الموتى إذا نبشوا من قبورهم وقد أنكر بعضهم بعضا فلا يعرف الوالد ولده ولا الأخ أخاه) ويقول في موضع آخر عن قتل علماء بغداد وخليفتها (وصار كذلك أي هولاكو قائد التتار يخرج طائفة بعد طائفة من العلماء، فتضرب أعناقهم، ثم طلب حاشية الخليفة فضرب أعناق الجميع، ثم طلب أولاده فضرب أعناقهم، وأما الخليفة فقيل: إنه طلبه ليلاً، وسأله عن أشياء ثم أمر به ليقتل!! فقيل لهولاكو: إن هذا إن أريق دمه تظلم الدنيا ويكون سبب خراب دياركº فإنه ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وخليفة الله في أرضه...فقام الشيطان "نصير الدين الطوسي" وهو رافضي وقال: يقتل ولا يراق دمه... فوضع في كيس واخذوا يرفسونه حتى مات
قال ابن الأثير في كاملة: "حادثة التتار من الحوادث العظمى والمصائب الكبرى التي عقمت الدهور عن مثلها، عمّت الخلائق وخصت المسلمين، فلو قال قائل إن العالم منذ أن خلقه الله - تعالى -إلى الآن لم يبتلوا بمثلها لكان صادقا، فان التواريخ لم تتضمن ما يقاربها". واقرؤوا إن شئتم عن دورهم في إضعاف الدولة العثمانية التي كانت تقاتل الصليبين في أوروبا وكانوا هم متمثلين بالدولة الصفوية يطعنونها من الخلف، بل إن الصفويين تحالفوا مع البرتغاليين في سبيل الاستيلاء على الإحساء وان يستولي البرتغاليون على الحجاز بما فيها مكة والمدينة ولكن الله رد كيدهم في نحورهم.
ختاما إن ما يجري في العراق اليوم على أيد هؤلاء السفهاء يندى له الجبين، ويجل عنه الوصف، فنسأل الله أن يعين أهل السنة والجماعة، ويسدد رميهم، ونسأل الله أن يصلح من الرافضة من في صلاحه صلاح الإسلام والمسلمين، وأن يهلك من في هلاكه صلاح الإسلام والمسلمين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد