بسم الله الرحمن الرحيم
بعد استخدام العدو الصهيوني لسلاحه التقليدي وسلاحه الاقتصادي، لجأ أخيراً إلى سلاح جديد زجَّ به في المعركة من أجل كسبها، ومن أجل تضليل الرأي العام العربي والإسلامي والعالمي، وهذا السلاح الجديد يتمثل في قيامه بإطلاق محطة تلفازية فضائية ناطقة باللغة العربية وقد عملت المحطة منذ بداية بثها، وكما هو مخطط لها على تزوير الحقائق وتزييف الواقع ونشر الدعاية الصهيونية واستعطاف الرأي العام العالمي والتغطية على جرائم الصهاينة في أرض فلسطين المغتصبة والسؤال الذي يطرح نفسه هو:
ماذا فعلنا نحن العرب والمسلمين لمواجهة هذه الدعاية المضللة؟ وهل فكرنا في إطلاق فضائيات عربية وإسلامية ناطقة بالعبرية أو الإنكليزية أو الفرنسية أو غيرها من اللغات الواسعة الانتشار، لنخترق بها الحدود والجغرافيا، وندعو من خلالها لديننا وندافع عن قضايانا العادلة؟ ولماذا تكون دائماً محاولاتنا ردود أفعال لما يقوم به الآخرون؟ لماذا لا نمسك زمام المبادرة بأيدينا ونقلع عن المحاكاة أو التقليد ونحن نملك من الإمكانات والكوادر المؤهَّلة والمدربة ما يمكننا من تحقيق ذلك؟ ولماذا ندفع بأبنائنا وشبابنا للهجرة إلى ديار الغرب كي يستفيد من طاقاتهم وإمكاناتهم ونحرم أوطاننا منهم ذلك؟
إنها جملة من التساؤلات لكن الإجابة عنها في غاية البساطة واليسر والسهولة، إن صدقت النوايا، وخلصت القلوب·
إن السلاح الإعلامي لا يقل أهمية وفاعلية عن سلاح البندقية والمدفع والطائرة وعن السلاح الاقتصادي بكل أشكاله ووسائله إن لم يَفُقهُما في التأثير والخطورة على المدى البعيد، وقد أدرك العدو الصهيوني أهمية هذا السلاح منذ بدأ يخطط لقيام كيانه الغاصب على أرض فلسطين المسلمة، فاستولى بأساليبه الماكرة على كل مراكز ووسائل الإعلام العالمية المؤثرة، ليدافع من خلالها عن عدوانه وجرائمه ويصوغ كما يريد الرأي العام العالمي، وهذا ما جعل الآخرين يتعاملون مع العقل العربي والمسلم بكل جرأة وصفاقة واستهانة·
إن مخاطبة العقول والقلوب وتصحيح الأفكار المغلوطة والمشوهة، ورد دسائس الأعداء ومكائدهم تحتاج إلى إعلام فاعل مؤثر ينأى بنفسه عن البرامج الاستهلاكية التافهة وغير المدروسة، ويعطي الأولية لتثقيف الشباب ثقافة إسلامية صحيحة، تقوم على عقيدة راسخة وينطلق نحو العالمية عن طريق تطوير تقنياته الإعلامية، فهل تكون المحاولات الجادة لإطلاق فضائيات عربية وإسلامية من قِبَلِ هيئات ومؤسسات متعددة على مستوى هذا التحدي؟ ··· هذا ما نأمله·
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد