بسم الله الرحمن الرحيم
لَقد تَعاظَمت عَداوةُ الكُفارِ لَنا، وعَلينَا أَن نَعلم أنَّ لَهم جُهوداً خَطيرةً فِي إِبعادِ المُسلمينَ عن دِينِهم، ومِن هَذهِ الجُهودِ الدَّعوةُ إِلى القَوميةِ العَربيةِ لكي نَشعرَ بِأنَّنا فُضِّلنا بِالعربيةِ لا بالإِسلام، وهَذهِ دَعوةٌ خَطيرةٌ انتشرت في كَثيرٍ, من بُلدانِ المُسلمين تَحتَ قِيادةِ حِزب البَعثِ، الجَيشِ الذي أَنشأَهُ نَصرانِي حَاقدٌ خَبيث، ومِن جُهودهِم أَيضاً الدٌّخولُ إِلينَا عَن طَريقِ التِّجارةِ والشَّركات والمَشاريعِ فَنَنخدعُ بِها نَحن، وهُم يُحقِّقونَ بِها بَعضَ أَهدافِهم، ومِن جُهودهِم أَهدافُ بَعضِ المَدارسِ التِّي يَفتَتِحونَها في بِلادِ المُسلمين خاصَّةً لأَولادِهم ثُم يُسمحُ لأَولادِ المُسلمين بالدٌّخولِ فيها فيَحصلُ الاحتِكاكُ بِهم، وينشأُ جِيلٌ مُحب للغربِ ميالٌ إِليه، ثُم يأتي دَورُ البَعثاتِ فيُبعثُ هَؤلاء الشَّباب إِلى بِلادِ الكُفارِ كي يَعودُوا وهُم يُحققونَ أهدَافَ أَعداءِ اللهِ من حيثِ يَشعرون أَو من حيثِ لا يَشعرون، ومِن خُططهم كَذلكَ فَصل التَّعليمِ الدِّيني عَن التَّعليمِ المَدني، ثُم تَشجيعُ المُتخرجينَ مِن التَّعليم المَدني والاهتِمامِ بِهم، وجَعلهم يَأخذونَ أَرقَى المَناصبِ في الدَّولةِ، والذِي يَتخرجُ من التَّعليمِ الدِّيني يُحتقَرُ ويُوضعُ فِي أَماكنَ مُنفرة، فَينشأُ مِن هَذا حُبٌ وإِقبالٌ على التَّعليم الغَيرِ دِيني ويُكرَّهُ التَّعليم الدِّيني فِي نُفوس الشَّباب، ومِن خُططهم أَيضَا إِنشاءُ المَدارسِ والمَراكزِ الثَّقافيةِ والأَندِية الرِّياضيةِ التِي يَتم فيهَا عَرضُ الأَفلامِ الخَليعة، وبَيعُ الكُتبِ المَرسومة، وعَرضِ النَّدواتِ والمَسرحيات المَشبوهةِ، والتَّشجيعِ على الفَنِّ والرِّياضَة.
ولَهم مَجالاتٌ دَقيقةٌ فِي وَسائلِ الإِعلامِ، في الصٌّحفِ والكُتبِ و المَجلاتِ والتِّلفزيون.
ولَهم كُلياتٌ وجَامعاتٌ يُدرَّسُ فِيها أَبناءُ المُسلمينَ مِثل: جَامعةِ القِدِّيس يُوسف فِي لُبنان، والجَامعةِ الأَمريكيةِ في تُركيا، وكُليةُ بُروث فِي لبنان، والكُليةِ الفَرنسيةِ فِي لاهُور.
وهُم بِهذا يَزرعُون في أَفكارِ أَبناءِ المسلمين بُذورهم الشِّريرة، فَيجتَمع عَلى ابن آدمَ شَياطينُ الإِنسِ والجنِّ ونَفسهُ الأَمارةِ بِالسٌّوء، والتِي تَميلُ إلى الدٌّنيا ومَلذاتِها فيَستجيبُ لَهم، ومَن لا عِلمَ عندَه من المُسلمينَ عَليهِ أَن يَقرأَ هَذه الآيَاتِ ويَتدبرَ فِي مَعانيهَا وهِيَ قولهُ - تعالى -: ((ولَتَجدنَّ أَقربهم مَودةً للذين آمنوا الذِينَ قَالوا إِنَّا نَصارَى)) (سورة المائدة: 83).
وكَذلكَ قَولُه - تعالى -: ((وإن مِن أَهلِ الكِتاب لَمن يُؤمنُوا بِاللهِ وما أُنزل إليكُم ومَا أُنزل إليهِم خَاشعين لله)) (سورة آل عمران: 199).
وهَذه الآيةِ إِنَّما نَزلت فِي النَّصارى الذِين كَانُوا على دِين المَسيحِ عيسى ابن مريمَ حقيقةً، ولم يُحرفوا كِتابَ رَبهم، فَعلموا أَنَّ محمداً r مُرسلٌ مِن رَبه، فآمنوا به بدليلِ قَولهِ - تعالى -: ((وإِذا سَمعوا مَا أُنزل إلى الرَّسول تَرى أَعينهم تَفيضُ مِن الدَّمع يَقولون رَبنا آمنَّا فاكتبنا مَع الشَّاهدين)) (سورة المائدة: 183)، فهُم آمَنوا ولَم يَعودوا نَصارى وإنَّما هُم مُسلمون، وإِنَّ مَظاهرَ تغلغلِ النَّصارى في بِلاد المُسلمين كَثيرةً وقد لا تَكون ظَاهرةً في بَعض البُلدان، ولَكن عَلينا أَن نَحذرَ ولا نَغترَّ بِدعاةِ السوءِ من الذِين يهدفون إلى زَعزعةِ الإِسلامِ في القُلوبِ فَإنهم كثيرون، وإذا التَبسَ عَلينا أَمرٌ فعَلينا بالعُلماءِ المخلصينَ الذِين لا يَسألوا أَجراً وإِنَّما أَجرهم على الله، وعَلينا أن نَسألَ اللهَ - سبحانه وتعالى - التَّثبيتَ على دِينهِ، فإننا في زَمانٍ, القَابضُ على دِينهِ كالقَابضِ على الجَمرِ من كَثرةِ الفِتنِ وأُمورِ الفَسادِ التي يَتفطرُ قَلبُ المُؤمن المُخلصِ حِين يَراهَا، فَلا أَحدَ يستنكرُ ولا أَحدَ يَسمعُ النٌّصح، فَأينَ نَحن من قَوله - تعالى -: ((إِنَّما كَان قَول المُؤمنين إِذا دُعوا إِلى اللهِ ورَسولهِ أَن يَقولُوا سَمعنَا وأَطعنا)) (سورة النور:51).
وقَولِه - تعالى -: ((ومَا كانَ لمؤمنٍ, ولا مُؤمنةٍ, إِذا قَضى اللهُ ورسولُهُ أَمراً أَن يَكونَ لهم الخِيَرةُ مِن أَمرهم)) (سورة الأحزاب: 36).
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد