بسم الله الرحمن الرحيم
درج التعبير التقليدي في التراث الغربي في وصف المسلمين بأنهم (المحمديون)، مع سبق إصرار الكتابات المستشرقة التى غلب عليها الضلال والتشويه، بأن الإسلام اختراع ساقه فرد من الجزيرة العربية ادعى النبوة واشترط في إعلان الإيمان به هو ذكر اسمه في نطق الشهادة بدخول الإسلام، فهو دين بشري ليس بسماوي مثل اليهودية والمسيحية التي انتشرت في الربوع الأوروبي. ولم بقف لها ضد انتشارها في العالم بشكل كاسح إلا ظهور الإسلام. وقد امتد متصل الصراع منذ بدأ انهيار الإمبراطورية الرومانية القديمة وانحسار ديانتها المسيحية في المشرق العربي وتهديدها أبواب أوروبا الشرقية. وفي خلال زمن قصير عبر الإسلام إلى أبواب الجنوب الأوربي الغربي بفتح طارق بن زياد الأندلس وإيداع حضارة إسلامية أوربية كانت التراث المخزون لنهضة الحضارة الأوربية الحديثة بل زاد على ذلك نقل ترجمات الدين الإسلامي من المنفذ الصقلي والآخر المالطي.
لقد كان مبرر الفتح الإسلامي لهذه البقاع الأوربية هو نشر كلمة التوحيد والحكم والامتثال للشريعة الإسلامية كدين للهداية وحسن المعاملات على أساس من تقوى القلوب، غير أن الرفاه الذي ترفل فيه الأغنياء والحكام على مر أزمان ستة قرون تناسى فيه الكثير من الناس مبررات وجودهم واستيطان أجيالهم المتعاقبة بأنهم حملة رسالة، فدب فيهم الوهن وتفرقت بهم السبل ومزقتهم ملوك الطوائف مما أثار الطمع في قلوب أعدائهم فكانت النهاية لسطوة المسلمين المتفرقين وانقلب أحوالهم من العزة إلى الذل ومن الانتصار إلى الانكسار ثم جاءت الحروب الصليبية التي عبرت عنها الدكتورة نادية مصطفى في إحدى الحوارات التي سجلها لنا موقع الإسلام اليوم في يونيو 2004 بأنها المحطة الثالثة من محطات كراهية للغرب نحو الإسلام والتي استغرقت نحو مائتي عام بين الهزائم والانتصارات بين الصليبيين والمسلمين التي انتهت بدحر الصليبيين نهائيا وتحرير بيت المقدس على يد المسلمين بقيادة صلاح الدين.
إن الله حافظ كتابه استبدل قوما أضاعوا كلمته في الأندلس بقوم رفعوا كلمته بفتح القسطنطينية (استانبول) وأرسوا قواعد دولة إسلامية كبرى بخلافة عثمانية استمرت نحو خمسمائة عام مرت بالصعود نحو ازدهار الأمم، عندما حافظت على دينها وشريعتها ورابطت على الثغور ضد أعدائها حتى بلغ بها الامتداد والتوسع أن طرقت أبواب النمسا في وسط أوروبا، ثم إلى المنحنى الحضاري الهابط، عندما فرط حكامها وسلاطينها في حقوق أبنائها وأساءوا استخدام سلطتهم السياسية، خاصة على أطراف نفوذها في أقاليمها الممتدة، مما أتاح لأعدائها في الخارج الغربي والداخل العلماني من انعقاد إرادتهم لإسقاط الخلافة العثمانية التي لقّبت في آخر عهدها بالرجل المريض. وقد توالت المراحل بعد سقوط الخلافة العثمانية إلى توحّش الاستعمار الغربي وتقسيمه للعالم العربي والإسلامي استنادا إلى الوهن والتخلف الذي أصاب الأمة الإسلامية وتشرذم إرادة حكامها و تقدم الغرب العلمي والتقني في شتى المجالات خاصة مجال تفوقه في الأسلحة المتقدمة الفتاكه º مستزرعا إسرائيل كرأس حربة للمسيحية الصهيونية والمصالح الغربية المتشعبة تاركا زمام قيادته للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية وأضرابها من دول أوروبا المتصهينة وعلى رأسها بريطانيا .
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد