الموالون للأجنبي .. أنتم أشد رهبة عليهم .. !


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يواجه العالم الإسلامي اليوم موجات متتابعة من العصف الثقافي والسياسي والاجتماعي الذي يستهدف خلخلة البناء، وزلزلة المعتقد والتشكيك في الثوابت، بعضها سافر في المواجهة، والآخر مغلف بدعاوى ظاهرها فيه الرحمة، وباطنها من قبله العذاب.

وليس هذا بغريب في تاريخنا الإسلامي، لكن ما يجعل هذه الموجات التغريبية أشد وطأة علينا اليوم هو قدرتها البارعة واستخدامها الذكي في توظيف نفر من بني جلدتنا ليكونوا أدوات للأجنبي، يبلّغون رسالته، ويستميتون في الدفاع عنها، ويقاتلون بكرة وعشياً لتحقيق غاياتها.

يُسخّرون أسماءهم، ويوظّفون منافذ التأثير عبر الصحافة والأثير للترويج لعقائد المستعمر وتسويق فكر المحتل.

في كل يوم لهم وسيلة.. وفي كل آنٍ, لهم قضية.. من يتابع توقيت الزمان، ويحلل بعمق مضامين الرأي يجد أنهم يعملون بجَلَد الفاسق- لتنفيذ إستراتيجيّة الاختراق من الداخل!!

هؤلاء الذين في قلوبهم مرض قويت شوكتهم بدعم المحتل، وكثر عددهم في مساحات كثيرة من عالمنا الإسلامي، وعلا صوتهم وصراخهم في المؤسسات الإعلاميّة التي تميّعت في الهُويّة، فلم تعد تفرّق مع هؤلاء- بين حق وباطل، بل ربما شرعت لهم الأبواب على مصاريعها، لتوافق الهوى وتطابق التوجّه، حتى ولو كان ذلك على حساب ثوابت الدين والوطن!!

ولئن كانت مواجهة هؤلاء، وتعريتهم، وكشف زيغهم وأباطيلهم واجبة فيما مضى، فإنها اليوم آكد في الوجوب، ولم يعد لذي دين وعقل وعلم وغيرة أن ينتبذ مكاناً قصياً يرقب المشهد ولا يراغم في تغييره بقدر استطاعته.

والصدارة في المواجهة اليوم للنخب التي تحمل الهم، وتدرك حجم المسؤولية، وخطورة الموقف.

وإن من ضعف الإيمان أن تنفر من كل بلد إسلامي فرقة تلاحق نتاج المستغربين أدوات المستعمر المحتل- تجمعه، وتحلله، وتربط أوله بآخره، ووسائله بمقاصده، ثم تعلنه، وتطلب مقاضاته ومحاكمته، أو في أقل حالاته- الردّ عليه، وإعلام الملأ بهº فهؤلاء لم يعد لهم رادع من دين، ولا حياء من مجتمع.. ولن يتوقف تهافت أطروحاتهم وأساليب ولائهم لثقافة الأجنبي إلا المخلصين من أبناء الأمة "لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله".

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply