بسم الله الرحمن الرحيم
ومن الظلم التي أوقعته هذه الدولة الكافرة في العالم..
الثالث عشر من الظلم: كل ما حدث في عهد كلينتون [من 93 إلى 200] لم يكن هذا العهد بهذه الوقاحة فحسب بل كان عهده بالنسبة للعراق عهدا أسودا، إذ في ظله شددت وطأة الحصار على المدنيين وكثفت حملات التفتيش على الأسلحة، وأظهرت السنوات الأخيرة أن أمريكا قصدت من هذا الحصار إيذاء الشعب العراقي قبل الحكومة العراقية، وقامت الأمم المتحدة بتجميل هذا الحصار وأسمته "النفط مقابل الغذاء" وهي مكيدة سياسية هدفها تبرئة الذمة مما يحدث للشعب العراقي، فكانت الخسائر في هذا الحصار أكثر من الخسائر التي حدثت في حرب الخليج الثانية، وفقد العراق من شعبه خلال العشر السنوات الماضية ما يقارب المليون وسبعمائة ألف شخص، أكثرهم من الأطفال وبشهادة [دينيس هاليداي] الرئيس السابق لبرنامج "النفط مقابل الغذاء" التابع للأمم المتحدة قال: "فإن العراق يفقد شهريا ما بين 5 إلى 6 آلاف طفل نتيجة الحصار" وقالت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة: إن 30% من العراقيين يعانون من سوء التغذية، وأن 25 % من تلاميذ المدارس تركوا المدارس للتفرغ لأي عمل يظمن لهم كسب القوت اليومي كما أن 10 آلاف مدرّس تركوا مهنة التدريس واتجهوا لأعمال أخرى لأسباب العيش.
وحسب تقارير منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة والتي نشرتها صحيفة الواشنطن بوست في 12/ 3/2003م تقول المجلة: فإن ضحايا الحصار الأمريكي الممتد إلى اثنتي عشر عاما يزيد أضعاف كثيرة عن ضحايا حرب الخليج الثانية بينما أدت تلك الحرب إلى مقتل ما يقل عن 30 ألف عراقي بينهم خمسة آلاف مدني، فإن العراق يخسر شهرياً خمسة آلاف طفل من جراء الحصار أي بمعدل ستين ألف طفل كل عام، فهل يعقل أن يجوع العراقيون وهم يسكنون أرض الرافدين وبلدهم هو البلد الثاني الذي يملك ثاني احتياطي للنفط في العالم.
إنه لأمر محير، ولكن ضباب الحيرة يتلاشى عندما نتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا وسّد الأمر لغير أهله فانتظر الساعة" [رواه البخاري] ومن عجيب الأمر أن يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن جوع يصيب أهل العراق قبل قيام الساعة وأظنه والله أعلم أنه الذي حصل قبل هذه الحرب الأخيرة، فقد قال - عليه الصلاة والسلام -: "يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم، قلنا من أين ذلك؟ قال: من قِبَلِ العجم يمنعون ذاك، ثم قال: يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مُديٌ، قلنا من أين ذلك؟ قال: من قبل الروم" [رواه مسلم].
الرابع عشر: في لبنان، عندما تعرض السفير الإسرائيلي في بريطانيا عام 1982م، إلى عملية اغتيال اتهمت الحكومة الإسرائيلية الفلسطينيين بالعملية، وكان الرد اليهودي أن اجتاح الجيش الإسرائيلي أرض لبنان واحتل العاصمة [بيروت] وذلك بعد أن أخذت إسرائيل الضوء الأخضر من وزير الخارجية الأمريكي [ألكسندر هيج] وباستخدام السلاح الأمريكي قتل اليهود في لبنان 17 ألف شخص من اللبنانيين والفلسطينيين، ولم يكتفي نصارى الغرب وحدهم في المشاركة، فقد انظم نصارى العرب إلى تلك المعركة فنفذ حزب الكتائب اللبناني النصراني بالتنسيق مع السفاح اليهودي شارون مذبحة صبرا وشاتيلا التي حصدت في 40 ساعة 1800 مسلم، ثم أرسل الأمريكان قواتهم إلى لبنان لحفظ السلام كما يزعمون وكما هي العادة الأمريكية، لكن شيئا واحدا عكّر على الأمريكيين الوجود الآمن هناك، إذ فجرت فتاة لبنانية نفسها في معسكر قوات المشاة البحرية (المارينز) فقتل منهم المئات، مما أدى إلى اتخاذ قرار سريع يقضي بسحب الأمريكيين بأسرع وقت من لبنان تاركين لبنان لسوريا كي تحل مشكلتها سياسياً إسرائيل كيف ما تتصرف وما تشاء.
الخامس عشر: في الصومال كان الحال أعجب، فالولايات المتحدة عندما أرادت أن تؤّمن لنفسها موطئ قدم في القرن الأفريقي البالغ الأهمية الاستراتيجيا لها ولدولة اليهود، تعللت بالفوضى التي حلّت في الصومال برحيل عميلها الزعيم [سياد بري] وحشدت قواتها للتدخل السريع فراحت تمارس أنواع القتل في المسلمين الصوماليين باسم تهدئة الأوضاع الأمنية وإطعام الجوعى، فقتلت عما لا يقل عن ألف صومالي لكن ظهرت 18 جثة أمريكية علقت في شوارع مقديشو ، فراح الأمريكيون يفرون إلى بلادهم بلا رجعة وإعادة النظر في عملية أخرى للصومال وكان ذلك في عهد كلينتون.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد