المحاكم الشرعية .. خلصت الصومال من تجار الحرب


 
على كل صومالي يحب وطنه وشعبه ويشتاق لمعاني السلام والأمن والحرية، أن يهنئ نفسه ويهنئ شعبه من الخلاص غير المتوقع، الذي حررنا من مجرمي الحرب وعملاء الأجنبي ومحترفي القتل والجريمة الذين هُزموا في الأسابيع القليلة الماضية على أيدي المحاكم الشرعية في مقديشيو ونواحيها.

فالوضع في البلاد كان ميؤوساً منه، فمن يسمون بزعماء الحرب لم يسمحوا للمشاريع البناءة التصالحية أن تمر، والحكومة التي شكلت في ظروف وأجواء غير صومالية لم تحقق أي تقدم في اتجاه إعادة الدولة الصومالية ومؤسساتها، لأنها ببساطة لم تشكل لهذا الغرض، ولم تكن معنية به.

بل دخلت في خصام وجدال مع الشعب الصومالي حول جلب قوات إثيوبية تحتل بقية البلاد لتضم إليها ما تحتله فعلاً من الأراضي الصومالية، وهو شيء قاومه كل الشعب بقيادته الإسلامية والوطنية وجميع الشرفاء. وخلال ال 16 عاماً الماضية لم يسمحوا بالمصالحات ومشاريع إعادة الدولة الصومالية التي دعا إليها المصلحون الصوماليون كجيبوتي ودول الجوار ومصر، ولم يأتوا هم بمشاريع بديلة تخرج البلد من دوامة الحرب الأهلية الآثمة، بل حرموا المواطنين من الأمن والأمان. وأذاقوهم الأمرّين ولم يرقبوا فيهم إلاً ولا ذمة بل عبثوا بالبلاد والعباد.

كان همهم في ذلك جمع المزيد من الإتاوات وقهر الناس، والتسلط الغاشم على أرواح المواطنين وأموالهم وأعراضهم دون وجه حق.

وبالإضافة إلى هذا كله، فهم مستعدون لبيع البلاد بأبخس الأثمان، كما أنهم مستعدون للأكل من كل الموائد والتلقي من كل الأيادي القذرة.

فمدينة مقديشو العاصمة كانت مقسمة إلى عشرات الجيوب التي تخضع كل منها لا أقول لزعيم حرب حتى لا أجني على لفظ الزعامة بل لمجرم من أولئك المجرمين.

وعلى من يريد الذهاب من السكان إلى جزء آخر أن ينتقل بين عشرات الحواجز، على أن تكون لديه جاهزية الدفع لمليشيات تلك الحواجز البغيضة وإلا تعرض للقتل أو الحجز على الأقل حتى يفدى بالمال.

ومما يدل على نوعية هؤلاء وحقيقتهم ما ختم الله به عملهم الإجرامي حين تجمعوا في معسكر أحدهم في بداية هذا العام فأعلنوا تحالفاً يحارب الإسلام باسم الإرهاب دون أن يكون هناك أي مبرر لذلك.

غير أنهم لما تعروا وأفلسوا وعجزت أساليبهم الشيطانية عن إيقاد نار الحرب الأهلية وتأجيجها بين الحين والآخر، كما كانت عادتهم، بسبب انتشار الصحوة الإسلامية العارمة في طول البلاد وعرضها واستيعابها لجيل الشباب الذي كان وقوداً لتلك الحرب.

وعندما رأوا أن هذه الصحوة حاصرتهم بوعيها وإصلاحها لا بسلاحها وأنها استطاعت كلما أوقدوا ناراً للحرب إطفاءها بعون الله ومدده، ثم بسحب البساط من تحتهم بنشر الوعي بين الناس واستقطاب الشباب إلى صفوفها.. أرادوا أن يؤجروا أنفسهم للشيطان وأن يركبوا موجة ما يسمى بمحاربة الإرهاب.، فكسر الله شوكتهم وخلصنا من جرائمهم، وتلك عاقبة الظلم والظالمين.

وكلمة أوجهها للمحاكم الشرعية، فالنصر الذي أحرزتموه على هؤلاء المجرمين هو نصر للشعب الصومالي كله، والمطلوب:

إشراك الناس في الرأي وخاصة أهل الحل والعقد في اصطلاحاتنا الشرعية من جميع فئات الشعب، فالشورى عنوان النجاح، ومستقبل البلد ملك للجميع.

كما أنه ينبغي الابتعاد عن الإثارة والحزازات والتطرف في معالجة القضايا الداخلية والخارجية، وأخذ الوسطية منهجاً في تناول الأمور العامة، مع التمسك بالشريعة الإسلامية.

الابتعاد عن القبلية البغيضة ونبذها من كل الحسابات، حتى لا تقع في أوحالها كما وقع فيها الآخرون.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply