الصومال مرحلة جديدة نحو مستقبل أفضل بإذن الله


 

بسم الله الرحمن الرحيم 

الاتفاق الذي تم مؤخراً في الخرطوم برعاية الجامعة العربية بين اتحاد المحاكم الإسلامية والحكومة الصومالية المؤقتة يمثل فرصة نادرة للصومال للخروج من دوامة الحرب المهلكة، التي يعاني منها الشعب الصومالي منذ سقوط نظام الدكتاتور سياد بري قبل ستة عشر عاماً، والتي فقد فيها استقراره وأمنه ومقومات دولته ووحدة أراضيها، وهو ما جعل هذا البلد طوال تلك الفترة في حالة من الضعف لم يسبق لها مثيل، بما فتح الثغرات والأبواب للتدخلات الأجنبية الاستعمارية التي عبثت بكل شيء، وغذت استمرار الحرب الأهلية طوال الفترة الماضية، وتجرع الشعب الصومالي النتائج المريرة الناجمة عن ذلك.

 

إن الصومال ذلك البلد المسلم الذي يحتل موقعاً إستراتيجياً مهماً في القرن الإفريقي وفي بوابة إفريقيا الشرقية كان دائماً مستهدفاً من قوى الاستعمار القديم والحديث، فتسابقت عليه أكثر من دولة كبرى في إطار السباق الاستعماري، بل وتم اقتسام أراضيه في فترة من الفترات بين فرنسا وإيطاليا وإنجلترا، وهو ما تسبب في تمزيق هذا القطر الإسلامي إلى أكثر من كيان.

 

واليوم ما زالت الأطماع الاستعمارية الغربية والصهيونية قائمة، ساعيةً إلى بسط سيطرتها على ذلك القطر، ومنعه من النهوض ولملمة جراحه وما لحق به من خسائر طوال سنوات الحرب الأهلية على مدى ستة عشر عاماً.

وقد كان بروز المحاكم الإسلامية على الساحة الصومالية، وحركتها بين الشعب الصومالي، وقيامها بجهود كبيرة لإقرار الأمن وحل المشكلات الاجتماعية والأمنية، وتحقيق التواصل والوئام بين الناس على اختلاف مناطقهم وقبائلهم كان ذلك فرصة تاريخية للشعب الصومالي الذي التف حول هذه المحاكم وناصرها، وخاض معها معركة مصيرية وتاريخية ضد أمراء الحرب وتجارها، الذين باعوا كل شيء، حتى وطنهم وشعبهم، في سبيل تحقيق نزواتهم السياسية والمالية، وارتموا في أحضان المخابرات الأجنبية، فاستخدمتهم شر استخدام في إشاعة الذعر والرعب وإشعال مزيد من الحروب الأهلية، بزعم مقاومة الإرهاب..

 

لكن هذه الأكاذيب سقطت وانهزم تجار الحرب وسقط مشروعهم..وبقيت الكلمة للشعب الصومالي ولحكومته الانتقالية ولاتحاد المحاكم الإسلامية.

ومن هنا فإن على المحاكم الإسلامية والحكومة الانتقالية مواصلة الحوار للوصول إلى صيغة حضارية لحكم البلاد، تضع حداً للاقتتال والفوضى والتخريب، وتشرع في بناء البلاد، والعمل على توحيد أراضيها وشعبها، تحت راية الحق والعدل وقيم الإسلام وشريعته السمحة، ومنع أي محاولة للتدخلات الأجنبية التي لا تخدم إلا مشاريعها الاستعمارية، على حساب حاضر الشعوب ومستقبلها.

 

وعلى الجامعة العربية التي رعت الاتفاق الأخير أن تشرع في بذل جهودها واتصالاتها لتقديم العون والمساعدات للشعب الصومالي، لينهض مع الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي ببناء بلده.

كما أن على الأمم المتحدة التي أشادت بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين المحاكم الإسلامية والحكومة الانتقالية أن تقوم بدورها في مساعدة الصومال وتقديم المساعدات الدولية لإعادة بناء هذا البلد المنهك بالحروب.

 

كما أن على الجامعة العربية والأمم المتحدة الوقوف إلى جانب الشعب الصومالي الرافض للتدخلات الأجنبية، والمصمم على إعادة بناء دولته وإدارتها بحرية واستقلال.

إن الصومال بدأ مرحلة جديدة وحقيقية نحو الاستقرار والبناء، وستفتح هذه المرحلة آفاقاً جديدة ورحبة للانطلاق نحو مستقبل أفضل بإذن الله.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply