المحاكم الشرعية تعيد الأمان إلى الصومال

الخبر:

وصلت إلى ميناء مقديشيو أول سفينة محملة بالبضائع والأغذية وذلك بعد أكثر من عشر سنوات من إغلاق الميناء بسبب صراعات أمراء الحرب السابقين في الصومال.

التعليق:

لا شك أن إحدى حاجات الإنسان الأولية هي الأمن، والله - تعالى- يقول: ((الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)) أي أن الطعام والأمن من حاجات الإنسان الأساسية، بل إن إحدى مبررات وجود الحكومات والنظم السياسية والاجتماعية هي منع الفوضى، وتحقيق الأمن، وإذا انتفى عنصر الأمن انتفى بالضرورة التنمية الاقتصادية، وأصبحت حياة الناس فقر وخوف.

الخبر يقول: إن أول سفينة محملة بالبضائع والغذاء قد وصلت إلى ميناء مقديشيو الصومالي وذلك بعد أكثر من عشر سنوات ظل فيها الميناء مغلقاً بسبب الصراعات بين أمراء الحرب الذين اقتسموا مناطق النفوذ قبل المحاكم الإسلامية، وهذا يعني أن جزءاً كبيراً من النجاح قد حققته تلك المحاكم الشرعية الإسلامية، التي استطاعت حتى الآن أن توحد جانباً كبيراً من الصومال، وأن تنهي نفوذ أمراء الحرب إلى الأبد، وأن تحقق للناس الأمن والأمان، وهذا ولا شك دليل إخلاص وكفاءة هذه المحاكم وقياداتها الإسلامية المخلصة لدينها ووطنها وأهلها، ولعل احتشاد عدد كبير من الصوماليين في الميناء لمشاهدة السفينة يدل إلى أي مدى أهمية ورمزية هذا العمل، فنشر الأمان في الميناء يعني تدفق وخروج ودخول السلع والأشخاص من الصومال وإليها، وهذا يعني دوران عجلة الاقتصاد، ورفع العبء عن كاهل الناس، وتحقيق المكاسب والطعام والأمن لهم، وبدء عملية إنتاج وتنمية حقيقية في الصومال، المهم أنه تم افتتاح الميناء رسمياً وهذا أمر له دلالاته في سيطرة المحاكم الشرعية على الأمور في الصومال، وعن كفاءتها في إدارة مجرى الحياة، ويقول العائدون من الصومال أن عصر الفوضى قد انتهى، وأن فرض الإتاوات على الناس أو الاعتداء على ممتلكاتهم، واغتصاب النساء، وقتل الناس بلا مبرر قد انتهى تماماً في الصومال منذ سيطرة المحاكم الشرعية عليها، ولم يعد هناك من تحديات سوى في الدعم الإثيوبي للحكومة العميلة في 'بيداوا'، ولكنه تحدي سوف يحسمه الشعب الصومالي بسهولة - إن شاء الله - لأننا أمة لا نهزم من الخارج بل من الداخل فقط.