مسلمو البرازيل في مواجهة ذوبان الهوية جهاد حسن .. المتحدث باسم الجالية الإسلامية


  

بسم الله الرحمن الرحيم

تشهد أمريكا اللاتينية صحوة كبيرة، يلعب المسلمون فيها دوراً معتبراً، خاصة في البرازيل التي تدعم قضايا العرب والمسلمين دولياً، وتحاول الأوساط السياسية البرازيلية دعم العلاقات مع العرب، عبر إقامة جسور من التفاهم والحوار المشترك، جسدتها أول زيارة لرئيس برازيلي للمنطقة العربية، قام بها الرئيس البرازيلي لولا للبنان مؤخراً، كذلك مؤتمر الحوار اللاتيني العربي الذي أقيم بالبرازيل.

كل تلك التطورات حاولنا استكشافها من خلال الحوار مع الأستاذ جهاد حسن حمادة نائب المفتي البرازيلي، والمتحدث الرسمي باسم الجالية الإسلامية في البرازيل:

 

 بداية نريد لمحة عامة عن واقع المسلمين والإسلام اليوم في البرازيل..

البرازيل مساحتها 8.580 مليون، عدد سكانها 180 مليون نسمة، في البرازيل 10 ملايين من أصل لبناني بين مسلمين ونصارى، عدا الجنسيات الأخرى العربية، واليوم يصل عدد المسلمين في البرازيل إلى مليون ونصف المليون، من كل الجنسيات وأغلبهم من أصول لبنانية وسورية.

 

 وماذا عن بدايات قدوم المسلمين إلى البرازيل؟

نستطيع أن نميز بين مرحلتين في تاريخ الوجود الإسلامي في البرازيل:

الأولى: عند اكتشاف البرازيل، قدم البرتغاليون إلى البرازيل وأتوا معهم بالأفارقة المسلمين الذين لم يستجيبوا للتنصير في إفريقيا لتعذيبهم وسجنهم في البرازيل، وكان هؤلاء يحملون معهم الإسلام، ويتقنون القراءة، فاضٌّطهدوا في البرازيل وعذبوا، ومن ثم لم يستثمروا وجودهم. ولهم تاريخ موجود يحكي مأساتهم، وتعد "ولاية باهيه" من أكبر الولايات البرازيلية وكذلك مدينة "الرصيف" التي سماها المسلمون الأوائل.

ومن الآثار التي تحكي عن حياة المسلمين، أنهم كانوا بالليل من كثرة التعذيب كانوا يحفرون الحفر ويدفنون فيها الألواح الورقية المكتوب عليها القرآن، حتى إذا تعب معذبوهم قاموا بالليل يقرأون القرآن، ويعلمونه أبناءهم، وقاموا بعدة مظاهرات عام 1835م تسمى بمظاهرات "المليس"، للتنديد باضطهادهم من قبل البرتغاليين.

الثانية: بعد الحرب العالمية الأولى، وبعد سقوط الخلافة الإسلامية، وقبل الحرب العالمية الثانية، بدأت هجرة جديدة للبرازيل من قبل سكان بلاد الشام الذين كان أغلبهم من التجار، الذين فروا من ضيق العيش والحروب في بلاد الشام، فذهبوا إلى أمريكا اللاتينية عموماً وتركز أغلبهم في البرازيل، ولكن للأسف لم يكن هؤلاء من حملة العلم الشرعي أو فقهاء في الإسلام، بل من الفلاحين والتجار، فلم يؤسسوا مدارس أو مراكز إسلامية وانشغلوا بالتجارة، واضعين في حسبانهم أن يعودوا إلى بلادهم بعد تحسين أوضاعهم المالية بعد عام أو عامين، ولم يحدث ذلك وامتدت إقامتهم وتوطنوا، وكبر أبناؤهم ونما عددهم، فرأى معظمهم أن الجيل الجديد من أبنائهم بعدوا عن الإسلام، فبدأوا بالاهتمام بالمؤسسات الإسلامية، ولم يستدركوا الأمر، وللأسف كثير من أبناء الجيل الثاني بعُد عن إسلامه ومنهم من تنصر، ومع ذلك كان عدد المسلمين في ازدياد، بسبب تواصل الهجرات من الدول العربية والإسلامية.

ولكن في الآونة الأخيرة انقطعت الهجرة وقلت بصورة كبيرة، وهذا أكبر ما يهدد المسلمين لأن هذه الهجرات كانت بمثابة توازن عددي للمسلمين كجالية في الوسط البرازيلي، وكانت بمثابة همزة الوصل مع البلاد الإسلامية.

وهنا المعضلة الكبرى التي تواجه المسلمين اليوم، فالهجرات قد توقفت، وفاقم الأمر غياب المؤسسات الفاعلة للمسلمين، وقلة عدد المدارس التي تدرس علوم الإسلام وتحفظ على أبنائهم هويتهم، ولم يتبق لهم غير المسجد وهو لا يكفي للقيام بكل المهام التربوية والإسلامية في مجتمع المسلمين في البرازيل.

 

 ولكن في هذه المرحلة ألم تظهر مؤسسات تحمي المسلمين وتحفظ هويتهم؟

الحمد لله بدأ يظهر كثير من المؤسسات في ثمانينيات القرن الماضي، وظهرت صحوة فردية وتفاعل عدد من الدعاة من أمثال الشيخ "أحمد علي الصيفي" بدأوا يتحركون بقوة داخل المجتمع البرازيلي، وتواصلوا مع البلاد الإسلامية.

ومن أولى المؤسسات التي عملت في البرازيل وقامت بدور كبير في المجتمع البرازيلي، الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وقد تفاعل دورها بقوة في التسعينيات من القرن الماضي، وتقوم بإعداد المخيمات التربوية للشباب المسلم، وتقدم المساعدات للمسلمين وغيرهم في المناسبات.

وبالنسبة للمساجد عندنا بالبرازيل ما يقارب 70 مسجداً، وللأسف كثير منها مغلق ولا تؤدى فيه حتى صلاة الجمعة لندرة الدعاة المسلمين، الذين لا يتجاوز عددهم في البرازيل كلها 40 داعية 5 أو 6 منهم فقط يتحدثون البرتغالية بطلاقة بما يحد من دورهم بشكل عام في الأوساط البرازيلية، ويعرقل توصيل الدعوة الإسلامية، بالرغم من أن أول مسجد تم بناؤه في البرازيل في ساوباولو في الثلاثينيات من القرن الماضيº حيث اشترى المسلمون أرضه في عام 1935م ووُضع حجر أساسه في عام 1948 واكتمل بناؤه عام 1960م، لوجود صعوبات شديدة في جمع تكاليف البناء من هنا وهناك. وعندما تم بناء المسجد ظهر كيان الأقلية المسلمة في البرازيل واتسع نشاطها فأخذت في بناء مدرسة إسلامية ثم حصلت "الجمعية الخيرية الإسلامية" على أرض من الحكومة لبناء مقبرة للمسلمين، ثم انتقل هذا النشاط إلى ولايات أخرى من البرازيل، فتعددت المساجد وكثرت الجمعيات الإسلامية، وبنيت مساجد في كورتييبا، واراتجوا، وكويابا، ولندربنا.

وفي السنوات الأخيرة بنيت مساجد في برازيليا وسان ميجيل وحونديانى وبريتوس وعواروليوس وسنتوس وريودي جانيرو وسان مرنا ودوودوكامبو، وهذه المساجد تخدم مسلمي البرازيل الذين يزيدون على مليون ونصف المليون معظمهم من أصول شامية.

 

 وما أهم المناشط الإسلامية التي تتفاعلون من خلالها مع المجتمع البرازيلي؟

بدأ الشباب المسلم التواصل مع مجتمعهم البرازيلي، ولكن يحتاج عدداً كبيراً من المؤسسات ليضطلع بدور الدعوة الإسلامية. وقد أسسنا اتحاد العلماء المسلمين، والمجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية الذي يرأسه الأمين العام الشيخ علي العبدوني، ونحاول جمع كافة الدعاة لتوحيد الكلمة، حتى نقوم بعمل مخطط نبلغ به دعوة الإسلام للبرازيليين، ونحيي المساجد المغلقة، ونهيئ الدعاة للاضطلاع بمهمتهم، وتنشئة جيل ثان يحمل الإسلام.

 

 وماذا عن الحياة اليومية لمسلمي البرازيل بجوانبها الاقتصادية والاجتماعية؟

المسلمون لما بدءوا هجرتهم في البرازيل عملوا بالتجارة، كنظام "التاجر الجوال" في الشوارع وفي البيوت وفي المزارع، وانتشروا في وسط البرازيل، وتفرقوا كأفراد في البرازيل كلها، واندمجوا في مجتمعاتهم البرازيلية البعيدة عن أي قيم، أو ما يقربهم لدينهم.. واستقروا هناك وكانت هذه الصورة التي انتهى عليها أغلب الجيل الأول للمسلمين في البرازيل.

أما الجيل الثاني، فتعلم العلوم وعمل بالطب والهندسة وغيرها، ودخل كل مؤسسات الدولة، والمشكلة أن الجيل الأول جاء بالإسلام، واكتفى بشكله فقط، ولم ينقل هذا إلى الجيل الثاني، فصار هنا فارق: الابن تعلم العلوم ولم يعرف شيئاً عن الإسلام، فتنصر أغلبهم وضاعوا في المجتمع البرازيلي.

وأنقل لكم قصة الشيخ علي العبدوني، حينما ذهب إلى طبيبة، وهناك قالت لزوجته لما رأتها ترتدي الحجاب: أنت مسلمة؟ قالت لها: نعم، وأنت؟ قالت: غير مسلمة، ولكن جدي كان مسلماً، فقالت كيف هذا؟ قالت: أنا أتذكر أن عندي فيلم فيديو عنه وهو من بيت "قدورة.. وجدها هو أول من شجع المصلين والتجار على أن يبنوا أول مسجد للمسلمين في أمريكا اللاتينية وعندها تسجيل له يخطب فيه للمسلمين، وبنى المسجد، وضاعت بنته بعيداً عن الإسلام.

 

 هل يتم تنصير المسلمين ذاتياً ببعدهم عن معالم دينهم أم عبر مؤسسات تنصيرية؟

الحقيقة، الأمران متحققان، فالبرازيل أكبر دولة كاثوليكية في العالم، والمسلم لا يغريه شيء، المشكلة أن المسلمين تنصروا لأنهم لم يفهموا دينهم وبسبب قلة وعيهم، فالبناء الداخلي للمسلمين ضعيف بل منهار.

ونحن نعمل الآن على إيجاد المدارس الإسلامية حتى لا يضيع الجيلان الثالث والرابع، خاصة في ظل قلة العلماء والدعاة المسلمين في البرازيل.

 

 إذن تحتاجون إلى دعاة ومعلمين ومربين مسلمين في تلك المرحلة؟

نحن بحاجة للدعم من كل النواحي، والأساس هو العلم لأن المؤسسات التعليمية إذا أوجدناها ستخرج الدعاة، ويوجد من يقوم بدوره، فنحتاج لمؤسسات تربوية، وفي الوقت الحالي نعمل على ناحيتين:

1 الحفاظ على أبناء المسلمين.

2 دعوة غير المسلمين للإسلام.

 وما طبيعة علاقتكم مع دول العالم الإسلامي؟

جيدة، وقد تقدمنا بمشاريع مثل بناء مدرسة إسلامية نموذجية تكون بذرة لمجموعة مدارس بالبرازيل وأمريكا اللاتينية، وتدعمنا الدول الخليجية بصورة ممتازة، والإخوة في الكويت يعتبرون أفضل من استقبلونا من كافة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية. وثقتنا في الله كبيرة لإنجاز هذا المشروع المهم، وغيرها من المشروعات كقناة تلفازية، لتوعية البرازيليين بشكل عام، وتربية المسلمين على المفاهيم والقيم الإسلامية.

 ولماذا لا ترسلون أبناء المسلمين في البرازيل ليتعلموا في الدول العربية والإسلامية؟

أرسلنا مجموعات كبيرة من الطلاب المسلمين لاستكمال تعليمهم الإسلامي في عدد من الجامعات الإسلامية في السودان، والمدينة المنورة "السعودية"، والكويت، لكن قليل منهم من يستمر في الدراسة لاختلاف الظروف البيئية والاجتماعية بين البرازيل والدول الإسلامية، ومن ثم نطالب الدول العربية والإسلامية بإرسال الدعاة للبرازيل بعد تأهيلهم باللغة البرتغالية، لأن ذلك أيسر وأنجح في تربية وبناء مسلمي البرازيل دينياً وخلقياً.

 

 ما مدى تعاون الحكومة البرازيلية مع المسلمين؟

الحقيقة أنها متعاونة بصورة قوية، خاصة حكومة الرئيس "لولا"، ونتمتع بكامل الحرية الدينية، وتشارك الجالية الإسلامية في الحياة السياسية، ونتفاعل مع الأحداث الجارية على الساحة، ونساهم في الحملات التنموية لخدمة البرازيل.

وعندنا مشاريع اجتماعية تخص المسلمين وغيرهم كمشروع محو الأمية، وكذلك دورات باللغة العربية ومحاضرات أسبوعية في مختلف الجامعات، وكذلك مشاريع توزيع الطعام على الجميع، متجاوزين كل الفروقات.

 

 وماذا عن الحرية الدينية وممارسة الشعائر الإسلامية؟

لم يضايقنا أحد وهناك احترام متبادل، لكن ما يؤثر فينا الفساد الأخلاقي المنتشر في الشارع البرازيلي، فالملتزم يخاف على نفسه أن يفتن من الفساد الأخلاقي والعري المنتشر في الشوارع، والتلفاز يبث صوراً فاضحة طوال اليوم، وهناك مهرجان للعري كل سنة على الشواطئ وفي الشوارع بما يفاقم المشكلة الأخلاقية للشعب البرازيلي بصفة عامة والمسلمين بصفة خاصة.

ولمواجهة أخطار الفساد الأخلاقي التي تهدد البنية الاجتماعية للشعب البرازيلي والمسلمين بصورة كبيرة بدأنا منذ 7 سنوات مشروعاً اجتماعياً لمواجهة أخطار الفساد، فذهبنا إلى مدرسة في سان باولو واتفقنا مع القائمين عليها على إدخال عدد من أبناء المسلمين في المدرسة، وبعد انتهاء وقت الدراسة اليومي، يعطينا وقتاً ندرس فيه اللغة العربية والتربية الإسلامية، وبدأنا المشروع بعشر طلاب، واليوم عندنا 160 طالباً بعد سبع سنوات، وعلى الرغم من التربية والمتابعة المستمرة لهؤلاء الطلاب إلا أنه خلال الدراسة في تلك المدرسة ينسون كل ما درسوه لتأثرهم بالمشاهد الجنسية واللاأخلاقية بين الطلاب البرازيليين على مرأى ومسمع الجميع، فوجدنا أنه لابد من إنشاء مدرسة مستقلة لأبناء المسلمين، للحفاظ على أخلاقهم ودينهم، ونحن نقوم على إدارتها بحيث يكون نظامها إسلامياً خالصاً، وتكون مفتوحة لجميع الديانات المسلمين وغير المسلمين، على أن تضبط الإدارة الإسلامية جميع الطلاب، حيث يوجد من غير المسلمين من يقتنعون بقيمنا ويريدون أن يربوا أبناءهم على الأخلاق الفاضلة، فيأتون إلينا.

 

 كيف تنظرون لقضايا العرب والمسلمين؟ وكيف تتفاعلون معها؟

مع هجمة العولمة والفضائيات والإنترنت، فإن كل ما يحدث في العالم الإسلامي يصل إلينا ونتأثر به، وتهمنا القضايا الإسلامية، ويتفاعل الشعب البرازيلي مع تلك القضايا، وكذلك المسؤولون في البرازيل يتخذون مواقف إيجابية مع قضايا العالم الإسلامي كالعراق وفلسطين.

وقمنا بمظاهرات عديدة ضد الحصار على العراق، وضد غزوه، وكانت مظاهرات يومية تفاعل معها الشعب البرازيلي نفسه، وشعر بالظلم الذي يعانيه المسلمون، لدرجة أن البرازيلي اليوم يقول اليوم فلسطين والعراق وغداً البرازيل وأمريكا اللاتينية.

وعقب إحدى المظاهرات قام أحد الشباب البرازيلي غير المسلم من تأثره بما يحدث في فلسطين وأخذ صور حماس ورسمها على الملابس وباعها في السوق البرازيلي وباع 60 قطعة في اليوم، ب20 دولاراً للقطعة، ولما ربح منها، بدأ يضع شارات حزب الله وجميع حركات المقاومة الإسلامية ويبيعها في الميادين البرازيلية.

 

 ولماذا لا يقوم مسلمو البرازيل بمثل هذه الحملات الإعلانية ويجمعون تبرعات للمسلمين في فلسطين أو العراق أو لدعم الأنشطة الإسلامية في البرازيل؟

نحن نسير حسب الظروف الدولية التي قد تضعنا كإرهابيين أو متطرفين بما يعوق حركتنا في البرازيل، ونترك مثل هذه الأمور لغير المسلمين الذين يتمتعون بحريتهم في مثل تلك الأمور، وندعم القضايا الإسلامية بطريقة علمية من خلال المحاضرات والندوات بالجامعات، والتي تحقق أهدافاً جيدة من خلال تفهيمنا لهم، وخاصة ما يتعلق بالحقوق الفلسطينية ونقول لهم: تصوروا هذا في البرازيل فماذا تفعلون؟ ونفرق بين الإرهاب والمقاومة التي تحدث في فلسطين.

ونتيجة لهذه المحاضرات، بدأ البرازيليون يتفهمون حقيقة الحملة الأمريكية ضد المسلمين والتي يصفونها باستعمار جديد للشعوب بشكل متخف. ونحن نقوم بتوعية الشعب بالمفاهيم الصحيحة، ولنا مقابلات إعلامية يومياً لننقل لهم رسالتنا. ونحث الشعب على الاهتمام بالمدارس والتربية والأخلاق.

علاقات سياسية قوية مع الأحزاب

 أمريكا اللاتينية ترفض التقارب مع أمريكا، ونمت بها التيارات اليسارية.. فهل استفدتم من تلك التوجهات الجديدة؟ وما موقفكم من الأحزاب البرازيلية؟

نحن نحترم قوانين البلاد، ولنا الحرية في مواقفنا السياسية ونساند الأحزاب التي تؤيد قضايانا. وليست لنا أحزاب، بل نحن نساعد من يساعدنا مثل "حزب العمال" لأنه يؤيدنا ويتفاعل معنا، وكذلك حزب "الأخضر" الذي يهتم بالبيئة، نتفاعل معه بصورة قوية. ونتبنى الوسطية والحكمة في كل تلك الأمور.

 

 هل توجد تيارات إسلامية في البرازيل؟

الأغلبية في البرازيل من أهل السنة والجماعة، وهناك بعض الشيعة وعددهم قليل.

والصوفية قليلون جداً، انتشروا عن طريق الإنترنت ومن خلال السياحة الخارجية.. ونحن لا نحاول إثارة مثل هذه الأمور، ومعاملتنا مع الكل تقوم على أساس الحكمة وعدم إثارة الأوجاع الاجتماعية.

 

 وماذا عن وجودكم الإعلامي داخل المجتمع البرازيلي؟ ولماذا لا تستغلون ثراء بعض رجال الأعمال البرازيليين في إنشاء قناة تليفزيونية أو صحف؟

لا يوجد للجالية الإسلامية أي نوع من وسائل الإعلام، فليست لنا جريدة تنقل أخبارنا وتوثق الصلات بين أفرادها الموجودين في جميع أطراف البلاد وعرضها، وبذلك فلا يعلم المسلم ما يحدث لأبناء دينه من ميلاد أو زواج أو موت أو قدوم أو سفر، كما لا يعلم المسلم ماذا يجرى في بلاده إلا ما يقرأ من أخبار عن طريق وكالات الأنباء وكثيراً ما تصل محرفة.

 

 هل من رسالة توجهها للعالم الإسلامي؟

نحن بحاجة إلى قدوم العلماء والتجار المسلمين للبرازيل، والتلاقي مع شعب البرازيل، والجالية الإسلامية، وهم طيبون يستمعون للآخر ويقبلون دعوتنا. كما أننا بحاجة إلى تواصل أهل الخير معنا والدعاة..

كما نطالب الحكومات والمؤسسات الإسلامية بعمل إحصاء شامل عن الأقلية المسلمة في أمريكا الجنوبية على العموم، وفي البرازيل على وجه الخصوص حتى يمكن دراسة كيانهم وإعداد مناهج لمعاونتهم وتقويتهم في الوسط الذي يعيشون فيه، والتوسع في بناء مدارس حسب توزيع السكان، وكذلك بإقامة معاهد خاصة لتخريج الدعاة للبلاد الأجنبية. ولابد من إتقان لغة البلاد التي يرسَلون إليها ليتمكنوا من الحديث المباشر مع أبناء الطائفة التي يبعثون إليها، كما ينبغي أن يلموا بدراسات الأديان المقارنة حتى يمكنهم عن عمق دحض الآراء الباطلة التي تظهر من وقت لآخر ضد الإسلام ومبادئه، مع ضرورة تزويد المسلمين في الخارج بالكتب الإسلامية المستنيرة وترجمتها إلى لغة أهل البلاد للتعريف بسماحة الإسلام.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply