ماذا تعرف عن مسلمي الإكوادور ?


 

بسم الله الرحمن الرحيم

تضم قارة أميركا اللاتينية- والتي يعرفها سكانها بأميركا الجنوبية حوالي ثلاثين دولة مختلفة ما بين 3.8 إلى 4 ملايين مسلم، وتعتبر المجتمعات الإسلامية المنتشرة في أميركا اللاتينية أقلية لا يستهان بها في كل بلد من بلدانها، وهناك أوجه تشابه كثيرة بين شعوب المسلمين وشعوب أميركا اللاتينية حيث أن هناك عائلات كبيرة في عدد أفرادها تماماً كما المجتمعات الإسلامية، وكذلك تشابه في لون البشرة عموماً ولون العينين كما في المسلمين أيام الأندلس، وأيضاً تشابه في اللغة، فالإسبانية والبرتغالية تحمل الكثير من الأساليب ذات الأصول العربية.

وكذلك الهندسة العربية المعمارية التي نجدها مثلاً في مدن كوسط مدينة كيتو [عاصمة الإكوادور]، وليما [عاصمة البيرو]، وأيضاُ وجهة الكنائس المبنية التي تتجه نحو القبلة، كلها إشارات إلى فن الهندسة المعمارية المسلمة المنتشرة في معظم مدن بلدان أميركا اللاتينية.

وتشير آخر الإحصائيات إلى أن نسبة الأقليات الإسلامية في أميركا اللاتينية هي 50 % بين السكان الأصليين الذين قرروا الدخول في الإسلام، بينما يمكن أن تكون نسبة الـ50% الباقية من السكان المسلمين هم إخوة من أصول مختلفة. ونحن هنا بصدد الحديث عن دولة بعينها من دول أمريكا اللاتينية قد لا يعرفها الكثيرين وهي دولة الإكوادور التي سميت بحسب خط الإستواء المار فيها.

العاصمة: كيتو

عدد السكان: 13. 363. 593

الديانة الرسمية: المسيحية' الكاثوليكية'

نسبة المسلمين في مجمل عدد السكان: لا تتعدي 1%

تاريخ دخول الإسلام إليها: في أواخر القرن التاسع عشر

ولقد جاء المسلمون الأوائل إلى الإكوادور قادمين من بلاد الشام ومصر، كما شهد مطلع القرن العشرين هجرة إسلامية ملحوظة، حيث كان المسلمون المهاجرون يبحثون عن حياة جديدة في فترة ما بين الحربين العالميتين، ودخل هؤلاء البلاد بجوازات تركية، لأن بلادهم كانت خاضعة للدولة العثمانية، فعرفوا بالأتراك.

كما سكن المسلمون الأوائل في العاصمة 'كيتو' ومدينة 'جواياكيل'، وهي أكبر ميناء بحري على المحيط الهادئ وسكن بعضهم صوب الساحل وكان يجذبهم السلام والهدوء اللذان كانت تنعم بهما البلاد، بالإضافة إلى الروابط الأسرية في المجتمع التي كانت تذكرهم بمجتمعاتهم العربية.

 وكانت الغالبية العظمى من المسلمين الذين عاشوا في البلاد من التجار، إذ كان الاقتصاد الإكوادوري في مطلع القرن الماضي يرتكز في غالبيته على تبادل السلع والبضائع، وكان العقدان الأولان قاسيين على المسلمين في هذه البلاد.

ولم يكن من الصعب أن تذوب الهوية الإسلامية للكثيرين في قلب التيار الكاثوليكي الطاغي، وفي نفوس أوائل المسلمين الذين أتوا إلى هذه البلاد سعياً على أرزاقهم، في وقت كانت خلفياتهم الدينية ضعيفة، ومن المؤسف أن بعضهم ارتد عن الإسلام واعتنق المسيحية، باستثناء فئات قليلة أرسلت أولادها إلى البلاد العربية لإتقان اللغة العربية والانتفاع بالثقافة الإسلامية.

وتوالت هجرات المسلمين إلى دول أمريكا اللاتينية حيث استقر بعضهم في الإكوادور، والغالبية هاجرت إلى كندا وأمريكا، ولم يتركوا أثراً يذكر للإسلام.

ولكن في منتصف الثمانينيات اعتنق رجلان بارزان من الإكوادور الإسلام تأثراً بمسلك بعض المسلمين الصالحين، وهما يتابعان دراستهما في إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية، وكانا قد أعجبا بالإسلام وتعاليمه الداعية إلى السلام والأمن واحترام الآخر، وقاما بتأسيس جمعية إكوادورية مسلمة، ولقد أضحت عائلات هؤلاء مسلمة، وخلال هذه الفترة تجاوز عدد المتحولين للإسلام العشرات، وبحلول عام 2004م كان قرابة 10000شخص قد اعتنقوا الإسلام، وبنهاية عام 2005 المجتمع تتوقع الإحصائيات أن يدخل في الإسلام حوالي 50000 من سكان العاصمة 'كيتو'، وربما العدد نفسه من سكان 'جواياكيل'.

 ولابد أن نؤكد على أن دستور تلك البلاد ينص على الحرية الدينية، ولا يوجد أي سبب يمنع نشر الدعوة الإسلامية بشكل علني في البلاد، خاصة وأنها لا تعرف الاضطهاد الديني أو العدوانية الدينية، كما أن الإسلام يحظى بالاحترام ولا توجد أية حملات لتشويهه كما في أوروبا والولايات المتحدة، ويمكن للدعوة الإسلامية أن تحقق أهدافها بشكل مؤثر والظروف الآن مهيأة في أمريكا اللاتينية لاستقبال الإسلام لأن الناس تعاني من خواء روحي، وتريد من يأخذ بأيديها خاصة مع تراجع معتنقي الكاثوليكية.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply