أشكال ظاهرة التخويف من الإسلام: ظهرت موجة التخويف من الإسلام في أوروبا منذ سنوات عديدة، واشتعل فتيلها بعد 11 سبتمبر، ثم أصبحت ظاهرة يومية في بريطانيا بعد تفجيرات لندن. وتأخذ موجة الإسلاموفوبيا أشكالاً عديدة، تتداخل وتتجمع في الدوائر حتى إن المسلم أو المسلمة قد يتعرض لأكثر من شكل من أشكال العنت أو كلها جميعاً.
أما العنف فيظهر على شكل اعتداء جسدي أو بالشتم، أو بتخريب الممتلكات. والتحيز أو التحامل أو الإجحاف كما يبدو في المحادثات اليومية. والتمييز العنصري أو التعصب يظهر في العمل والتعليم والصحة.
التأثير النفسي على المسلمين:
لاشك أن مثل هذه الأفعال تؤثر على الحالة النفسية لكثير من المسلمين والمسلمات في بريطانياº فقد نشرت المجلة الطبية البريطانية نتيجة بحث عن رد الفعل النفسي والسلوكي لتفجيرات لندن في السابع من يوليو، على عينة من سكان لندن، وأوضحت النتيجة أن المسلمين سجلوا أكبر مستوى من التعرض للضغط النفسي بنسبة 62% من المشتركين (1).
أما اتحاد جمعيات الطلبة المسلمين في المملكة المتحدة وأيرلندا(2)، فأصدر تقريراً واستبانة عن أحوال الشباب بعد أحداث 7 يوليو كان مما أظهره تردي مستوى الثقة بينهم .
يوضح الرسم تردي مستوى الثقة لدى الشباب المسلم بعد أحداث لندن، بمقارنة شعورهم بارتباطهم بدينهم، حيث قلت نسبة (المرتاحين) من 44 إلى 20%، وزادت نسبة غير المرتاحين من 5 إلى 31%. وهذا يعكس مدى عنف الضغوط الاجتماعية على الشباب المسلم خاصة من وسائل الإعلام.
أسباب الظاهرة:
من الأسباب الرئيسة لزيادة هذه الظاهرة حالة الجهل التي تنتشر في أرجاء المجتمع الأوروبي حول الإسلام والمسلمين واستسهال الاقتباس من الصور والمفاهيم الخاطئة والمشوهة التي يروج لها الإعلام وأصحاب المصلحة في أن يظهر الإسلام بغير صورته الناصعة. ولا يمكن أن نلغي من الاعتبار أن هناك حملة عداء للإسلام مبرمجة ولها منهج ولها أيد تظهر أحيانًا وتعمل في الخفاء أحيانًا أخرى، ونشير أحيانًا إلى هؤلاء في الساحة السياسية والاجتماعية الأوروبية بأنهم يمثلون الأطراف اليمينية وتلك الأطراف التي لها علاقات بالحركة الصهيونية.
دور الإعلام:
ولا يختلف اثنان في أهمية الإعلام في تشكيل الرأي العام، وهذا ما عبرت عنه شريحة الشباب المسلم نفسها في بريطانيا حيث قال 93% إنه مهم وجوهري، بل وصل الأمر بالشباب المسلم أن يتهم ضمن من يتهم الإعلام البريطاني كسبب لحدوث التفجيرات.
وللأسف فإن تغيير هذه الحالة صعب، خاصة إذا عرفنا الذين وراء التحكم في الإعلام البريطاني. فلقد تمكن اليهود من السيطرة على الإعلام داخل بريطانيا فسيطروا على معظم الصحف البريطانية منذ تأسيسها، كما أن أغلب المناصب المؤثرة في محطات الإذاعة والتليفزيون يتولاها أشخاص من أصل يهودي، ولعب هذا التحكم الكبير في وسائل الإعلام الحيوية دوراً كبيرا في خلق صورة ذهنية أطرية ونمطية مشوهة ومشوشة للإسلام تشكل بها أذهان الرأي العام البريطاني مستغلين الظروف الدولية الحاضرة، وغفلة الأمة، وهوان المسلمين هنا بضعف تمثيلهم السياسي والإعلامي.
هنا اليهود:
وتتركز السيطرة اليهودية على وسائل الإعلام وفق ما يلي:
في ال. B.B.C يأتي اليهودي (مايكل جرايد) رئيس الهيئة على رأس المسيطرين عليها وكذلك اليهودي (ألن ينتوب) مدير الدراما والترفيه وكل وبرامج الأطفال (إذاعة، تليفزيون، إنترنت)، وصاحب دور مؤثر في قسم الأفلام، وهو كذلك على رأس لجنة الإبداع في الهيئة. أما الغريب فهو رئيس قسم الدين (والأخلاق) في ال بي بي سي أيضاً تليفزيون وإذاعة وإنترنت منذ 2001م إذ إنه يهودي ملحد اسمه (ألن بوكبيندر) الذي قال عن نفسه إنه ملحد ذو قلب مفتوح! (3).
أما كل محطات بي بي سي الإذاعية التي يستمع إليها 49% من جملة المستمعين في بريطانيا، فالمتحكم فيها اليهودية (جيني أبرامسكي) المديرة العامة للراديو والموسيقى، وانضم إليها مؤخراً اليهودي (بول شليزبجر) ليدير فرع الترفيه في كل محطات ال. B.B.C.
الصحف..مجموعة الإكسبرس: الديلي إكسبرس، صنداي إكسبرس، الديلي ستار.توزع 13 مليون نسخة أسبوعياً، تملكها شركة صاحبها اليهودي (ريتشارد ديسموند) المعروف بملك الصور الجنسية.
مجموعة نيوز كوربوريشن: التايمز، صنداي تايمز، صن، نيوز أوف ذاورلد. توزع 30 مليون نسخة أسبوعياً في بريطانيا، يملكها اليهودي (روبرت ماردوخ) الذي يملك أيضاً 175 صحيفة في العالم، وشركة الكابل، وفوكس، وسكاي، والعديد من دور النشر التي تنشر المجلات والكتب، وكذلك أستديوهات وشركات السينما التي امتلكت ثلاثة من الأفلام الخمسة الأكثر مبيعاً طوال تاريخ السينما: ستار وور، ستار وور 1، تيتانك.
مجموعة التيليجراف: دايلي تيليجراف، صنداي تيليجراف (توزع معاً 6,5 مليون نسخة أسبوعياً). ومجلة (سبكتاتور) الموالية تماماً للصهيونية. كانت المجموعة ملك شركة هولينجر وصاحبها الصهيوني بلاك وزوجته اليهودية حتى العام الماضي، إذ اتهم المالك بالاختلاس، ثم اشتراها الأخوان باركلي، وبقي الاتجاه الصهيوني للصحف كما هو، وكذلك الاتجاه اليميني المتطرف، والموالاة لحزب المحافظين. وبقيت الصحيفة الصهيونية جورازيلم بوست و400 صحيفة أخرى عبر العالم ملك الشركة الأولى.
يذكر أن عضو البرلمان البريطاني جورج جلاوي صاحب المواقف الرائعة ضد حرب العراق اتهمته صحيفة (دايلي تيليجراف) بالحصول على أموال من صدام، ثم برأه القضاء وأمر أن تعوضه الصحيفة بمبلغ 150 ألف جنيه.
صحيفة الديلي ميل: مديرها العام اليهودي (جاي زيتر) توزع 18 مليون نسخة أسبوعياً، منها 3 ملايين نسخة يوم السبت.
أمثلة من الإعلام:
من أمثلة ذلك (4): ما كُتب في الصنداي تايمز أن المسلمين في بريطانيا صاروا طابوراً خامساً، وأن جيشاً من الشباب المسلم يتربص بالمجتمع الذي آواه للانقضاض عليه وتدميره! وفي السبكتاتور كُتب أن القرآن يمنح سنداً مقدساً للوحشية القضائية (الشريعة). وفي التيليجراف كُتب أن مسلمي بريطانيا بمثابة كائن غريب انحشر في المجتمع، وأنه بات غير ممكن فصل الإسلام عن الإرهاب في أذهان الجمهور البريطاني. أما ال بي بي سي فرفضت الشكوى المقدمة من المنظمات الإسلامية لوقف ربط مصطلح الإرهاب بالإسلام كالقول بأن أسامة بن لادن هو أصولي إسلامي، وإرهابي إسلامي.
ولم يسلم أخيراً مجلس مسلمي بريطانيا من انتقادات الإعلام البريطاني إذ واجه المجلس الذي يضم حوالي 400 منظمة، حملة انتقادات في وسائل الإعلام، فاتهمه برنامج بانوراما(مسألة قيادة) من ال بي بي سي يوم 21 أغسطس الماضي وكذلك تحقيق أجرته صحيفة "أوبزرفر" بأنه يضم منظمات متشددة ويدعم العمليات الانتحارية الفلسطينية.
كل هذا وكأن وسائل الإعلام تضع المسلمين تحت اختبار الولاء لليهود وليس تحت اختبار الولاء للمجتمع. وقد وصل ال بي بي سي أكثر من 640 شكوى بأن البرنامج جسد المسلمين والإسلام بطريقة سلبية (5). وشدد البرنامج على مشاركة الأمين العام للمجلس إقبال سكراني في صلاة أقيمت في 2004 المجتمع في لندن على روح مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين، كما أشار إلى قرار المجلس عدم المشاركة في يناير الماضي في حفل في لندن في الذكرى الستين لمحرقة اليهود. وقال المتحدث باسم المجلس: "لا شك أنها حملة صهيونية منظمة لمنع مسلمي بريطانيا من المشاركة في مؤسسات بلادنا".
الحل كما يراه الشباب هنا:
قال 90% من الشباب المسلم في الاستبانة السابق ذكرها بوجوب تغيير صورة المسلمين التي تدندن حولها وسائل الإعلام، وكانت الاقتراحات للتغيير من أربعة جوانب: رسم صورة أكثر إيجابية للغالبية العظمى من المسلمين، مصداقية وحيادية الكتابة عنهم، وتقليل استخدام العبارات السلبية مثل (التطرف الإسلامي)، ودفع عناصر إسلامية أكثر لمجال الإعلام.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد