لعلّ الحسنة الأولى للقتيل (سيد مهدي هاشمي) أو (عماد مغنية) القائد العسكريّ لحزب خامنئي اللبناني هي أنه اغتيلَ وهو في أحضان مخابرات النظام السوريّ (الممانِع)، والمخابرات الإيرانية الحامية لنظام العصابة الأسدية، وهي - أي المخابرات الإيرانية - العدوّ اللدود لـ(الشيطان الأكبر) في لبنان، والصديق الحميم لنفس الشيطان الأكبر في العراق وأفغانستان!.
ماذا كان يفعل (عماد مغنية) في دمشق، وهو المصنَّف - أميركياً وغربياً - في رأس قائمة الإرهابيّين الدوليّين بعد زعماء تنظيم القاعدة؟!، وكذلك هو المطلوب بإلحاحٍ, لمجموعةٍ, كبيرةٍ, من الدول العربية والغربية؟!، وكيف يقوم (الموساد) الصهيوني - على ذمة حزب خامنئي اللبناني، وأبواق النظام السوريّ - بقتل شخصيةٍ, بحجم (مغنية) في قلب عاصمة (الممانعة) التي تحميه بمؤازرة الحرس الثوريّ الإيرانيّ؟!.
العاصمة التي يزعم نظامها أنه ما يزال في حالة حربٍ, مع العدو الصهيونيّ، وأنّ ذلك هو السبب الحقيقيّ لفرض قانون الطوارئ والأحكام العُرفية على سورية وشعبها منذ خمسة وأربعين عاماً؟!، ولماذا يسترجل نظام الزمرة الأسدية على شعبه فيُحصي على أبناء سورية أنفاسهم، ويعتقل ويقتل ويعدم خيرتهم، ويعمل بالأحكام العُرفية الجائرة، فيسجن الأحرار السوريين، ويُخفي الآلاف منهم، ويُهجِّر مئات الآلاف، ويمنع كلَ نسمة حرية بحجّة حالة الحرب مع العدوّ الصهيونيّº ثم يقوم هذا العدوّ باغتيال مَن يريد، في الوقت الذي يريد، وبقصف سورية واختراق أجوائها بكل سلاسةٍ, وحريةٍ, وسهولة من عين الصاحب إلى القامشلي، ومن البوكمال إلى اللاذقية، ومن الحدود مع فلسطين المحتلة إلى الحدود مع تركية؟!، ماذا يفعل (الموساد) في (كفر سوسة) على مقربةٍ, من مقرّات أشدّ أجهزة المخابرات السورية وطأةً وإجراماً على الشعب السوريّ رجالاً ونساءً وأطفالاً؟!.
أما المَحاسِن الأخرى للقتيل (هاشمي أو مغنية) فهي كثيرة: أهمها أنّ مَقتَله فضح حقيقة الحلف الاستراتيجيّ ما بين النظامَين السوريّ والفارسيّ الإيرانيّ وحزب خامنئي اللبنانيّ، فمن (مآثر) القتيل (الرائعة) أنه تربّى في أحضان الحرس الثوريّ الإيرانيّ، وقاتل في صفوفه ضد العراق العربيّ المسلم خلال الحرب العدوانية الإيرانية على العراق (1980م - 1988م)، بل كان يُبدي استعداده التام لتنفيذ المهمات الصعبة خلف الخطوط العراقية على الجبهة العراقية الإيرانية!، كما قام باختطاف طائرة الركاب الكويتية (الجابرية) في عام 1988م، وقتل مواطنَين كويتيّين مسلمَين - في الأقل - على متنها!، وكذلك كان يتنقّل ما بين إيران وسورية، ولبنان والبصرة العراقيةº للإشراف على تدريب ما يُسمى بـ(جيش المهدي) الشيعيّ العراقيّ، وغيره من الميليشيات الشيعية الصفوية العراقية التي تسبّبت حتى الآن - بالتواطؤ مع المحتلّ الأميركي - بمقتل مليون عراقيٍ, وعراقية، وتسبّبت كذلك في تدمير العراق، وكل عناصر الحياة فيه، ومزّقته وأحالته إلى ركام!، على أنّ أهم جزءٍ, من (مَحاسِن) القتيل (مغنية) هو أنّ مَقتله فضح حقيقة المشروع الفارسيّ الصفويّ المشبوه الذي ينتمي إليه، وتشترك في تنفيذه عناصرُ الحلف الاستراتيجيّ المشبوه المذكور .. تلك الحقيقة التي تُعرّي أركان هذا الحلف، فهو حلف يبدو مقاوماً في لبنان، لكنه يتحالف مع أميركا والكيان الصهيونيّ ضد العرب المسلمين من أهل السنّة في العراق!، فأميركا والكيان الصهيونيّ شيطانان (أكبر وأصغر) في لبنان، ومَلاكان سمحان في العراقº هكذا كان يقول سلوك (مغنية) ومَن وراءه!.
لذلك لم يكن القتيل (عماد مغنية) يعمل لتحرير فلسطين، ولا لتحرير لبنان، كان يعمل خادماً مُطيعاً لأربابه في طهران ودمشق، لتصدير الثورة الخمينية الشيعية الجعفرية الإثني عشرية، ولتنفيذ مشروعٍ, فارسيٍ, شيعيٍ, طائفيّ يُفتّت بلاد العرب والمسلمين، ويطوِّعها لتكونَ لقمةً سائغةً في فم الوحش الإيرانيّ الفارسيّ الذي يتنافس على ذلك مع الوحش الصهيونيّ الأميركيّ، صُنِعَ (مغنية) على هذا، وسار عليه، ومات مخلصاً له، فكان (شهيد) حزبه وأربابه وصانعيه!.
ذهب (مغنية) إلى ربه مالك السموات والأرض، الذي قد لا يُحاسبه على مَن قتل مِن الأميركيّين المحتلّين أو الصهاينة المغتصِبين وذلك خلال حمأة الصراع بين المشروعَين المشبوهَين على بلادنا وإنساننا وثرواتنا، لكنه حتماً - وهو العادل - سيحاسبه أشد الحساب على مَن أزهق أرواحهم من العرب والمسلمين الأبرياء العراقيين واللبنانيين، والكويتيين والسوريين، والفلسطينيين وغيرهم، فسبحان الحيّ العادل الذي لا يموت، ومَن لا يضيع عنده مثقالُ ذرةٍ, من خيرٍ, أو شرّ!.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد