أفغانستان وهزيمة جديدة للغطرسة الأمريكية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

الخبر:

تظاهر المئات من الطلاب الأفغان في مدينة "جلال آباد" شرق أفغانستانº مطالبين برحيل قوات الاحتلال الأجنبية من بلادهم بعد العدوانين الأخيرين اللذين أسفرا عن سقوط ما يزيد على 20 شهيداً من المدنيين الأفغان.

 

التعليق:

اشتدت في الآونة الأخيرة ضربات المقاومة الأفغانية التي تقودها حركة "طالبان" ضد الاحتلال الأجنبي الذي تقوده الولايات المتحدة، واستطاعت المقاومة أن تسيطر على مناطق واسعة من أفغانستان خصوصاً في جنوب البلاد, وازداد التعاطف الشعبي معها بعد أن رأى الناس الوعود الأمريكية وهي تتبخّر في الهواء، فلا أمن ولا أمان، ولا تقدم ولا حضارة!.

لقد ازدادت ورطة القوات الأجنبية المحتلة لأفغانستان، وأصبح كل طرف يلقي باللائمة على الآخر، ويتهمه بأنه لا يريد وضع جنوده في المناطق الساخنةº خوفاً من التعرض لهجمات المقاومة, ودعت قيادة (الناتو)، الدول الأعضاء بشكلٍ, صريحٍ, إلى زيادة عدد قواتهاº منعاً لهزيمة وشيكة, وقد قررت بعض البلدان مثل بريطانيا وإسبانيا إرسال المزيد من القوات وسط احتجاجات شديدة في الأوساط السياسية والشعبية, فقد أظهر استطلاع للرأي أن 47% من الإسبان يؤيدون مطالبة حكومتهم بسحب القوات الأسبانية من أفغانستان وذلك بعد مقتل مجندة إسبانية الشهر الماضي.

من ناحية أخرى انهالت الاتهامات من قِبل واشنطن والحكومة الأفغانية العميلة على إسلام آبادº بدعوى أنها تساعد "طالبان" حيناً وحيناً آخرº بدعوى أنها لا تبذل الجهد الكافي لإيقاف عناصره التي تستخدم أراضيها لشن هجمات على الاحتلال, ورغم النفي المتكرر لهذه الدعاوى من جانب باكستان وطالبان معاًº إلا أن الاحتلال وجدها ذريعة يتعلق بها محاولاً إخفاء فشله.

وليس أدل من تصريحات وزير الخارجية الإسباني "ميجيل أنخل موراتينوس" لتبيّن مدى محنة الاحتلال، فقد قال "موراتينوس": إن أفغانستان بحاجة إلى نظرة سياسية من المجتمع الدولي أكثر منها عسكرية, وأضاف: إن مهمة القوات الدولية المنتشرة في أفغانستان حادت عن مسارها المحدد لها، حيث بدأت ترى أن الوضع العام في أفغانستان يتطلب تدخلاً عسكرياً فقط، تاركةً الخيار السياسي الذي يجب أن يكون هو المحرك الأساس لتلك المهمة.

والذي يعرف العقلية الغربية جيداً يعلم أنها لا تبحث عن حلٍ, سياسي في قضية استراتيجية تورطت فيها عسكرياً إلا بعد فشلها في استخدام القوة، إن الاحتلال فقد عقله في أفغانستان كما فقد عقله في العراق سابقاً، وبدأت ضرباته تُصيب المدنيين بشكلٍ, متكررٍ, كما حدث في "جلال آباد" وفي "كابول" مؤخراًº الأمر الذي أدى إلى اندلاع تظاهرات تطالب برحيله بعد أن أثبت فشله على الصعيدين العسكري والسياسي.

لقد زار عددٌ من المسئولين الغربيين الكبار في الفترة الأخيرة أفغانستانº في محاولة لإيجاد حل للخروج من المأزق الذي تعيشه أكبر قوات عسكرية في العالم, وعلى رأس هؤلاء الأمين العام لحلف الناتو "ياب دي هووب شيفر"، ونائب الرئيس الأمريكي "ديك تشيني" الذي كان سيُقتل في إحدى هجمات المقاومة على الرغم من سرية الزيارة.

إن الحلقة تضيق شيئاً فشيئاً على العنق الأمريكية المتغطرسة، فبعد هزيمة يتحدث عنها القاصي والداني في العراق، هاهي هزيمةٌ أخرى أصبحت وشيكةً في أفغانستانº لعلّ الإدارة الجديدة التي ستُنتخَب قريباً تعي الدرس، وتجنّب شعبها المزيد من الكوارث

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply