بعد خمس سنوات 28 ولاية أفغانية تزرع الأفيون


 

بسم الله الرحمن الرحيم

تتفاقم أزمة الاقتصاد الأفغاني بعد سنوات من الحروب وعدم الاستقرار السياسي في بلد يعد من أكثر دول العالم فقراً، ويعمق هذه الأزمة انتشار زراعة الأفيون الذي ارتفع إنتاجه 49% في العام الحالي في ظل تردي الأوضاع الأمنية في البلاد.

وعاد زعماء الحرب ولورداتها للسيطرة على مناطق وأقاليم في البلاد، وفرضوا الإتاوات، وازدهرت تجارة الحشيش والأفيون بعد الحرب الأميركية في هذا البلد.

وقال تقرير صادر عن الأمم المتحدة: إن محصول الأفيون في أفغانستان سجل مستوى مرتفعاً قياسياً يتوقع أن يصل إلى 6100 طن هذا العام، مما يشكل 92% من إنتاج العالم من المادة المخدرة تفوق الاستهلاك العالمي بنسبة 30% في وقت تدعم فيه أموال المخدرات حركة طالبان، وتساعد في تغذية العنف المتزايد.

وكانت زراعة الأفيون حظرت في أفغانستان في عام 2000 من قبل حكومة طالبان التي أطاحت بها القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة في العام التالي، وسرعان ما انتعشت تجارة الأفيون في حكومة حامد كرزاي المدعومة من الأمم المتحدة، وانتشرت بشكل كبير لم تعرفه البلاد من قبل، فهي الآن تشكل أكثر من نصف دخل البلاد، وتزود المادة الخام لنحو 75% من متعاطي الهيروين في العالم.

خارج السيطرة:

واعتبر مدير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة أنطونيو ماريا كوستا زراعة الأفيون في أفغانستان أنها أصبحت خارج السيطرة، وقدر حجم تجارة الأفيون في أفغانستان عام 2004 بمبلغ 2.5 مليار دولار سنوياً.

ويواجه اقتصاد أفغانستان امتحاناً صعباً مع عودة حركة طالبان وحلفائها بقوة للمقاومة، وخاصة في منطقة جنوبي البلاد حيث تزايدت شدة المقاومة بمعدل أربعة أمثال ما كانت عليه في عام 2005.

وزادت المساحة المزروعة بالمخدرات بصورة قياسية إذ ارتفعت إلى 165 ألف هكتار في العام الحالي بزيادة نسبتها 59% عن عام 2005، بينما ارتفع المحصول بنسبة 162% وهو ما يوازي إنتاج 69324 هكتار في ولاية هيلمند جنوبي البلاد.

وقال التقرير الأممي: إن ستة فقط من ولايات أفغانستان البالغة 34 خالية تماماً من الأفيون، وتراجعت زراعته في ثماني ولايات أخرى وتحديداً في شمالي البلاد.

ودعا الرئيس الأفغاني حامد كرزاي المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدات لأفغانستان للتصدي لهذه الآفة، معبراً عن أسفه لأن الجهود التي بذلت العام الماضي لم تكن ملائمة.

وحذّر دوغ وانكل مدير الخلية الأميركية لمكافحة المخدرات ومقرها كابل من خطر انهيار أفغانستان مجدداً جراء مشكلة المخدرات، مشيراً لبيع القسم الأكبر من إنتاج الأفيون في أوروبا وروسيا، وقال: إن الولايات المتحدة لا تعمل على هذه المشكلة لاتصالها مباشرة بمشكلة الهيروين في بلاده، بل لأن الزراعة والإنتاج والتهريب في أفغانستان تشكل خطراً على أمن أفغانستان والمنطقة والعالم.

ويعتبر الأفيون المادة الأساسية لإنتاج المورفين والهيروين، حيث يتطلب إنتاج كيلوغرام من الهيروين نحو عشرة كيلوغرامات من الأفيون.

صادرات وواردات:

وفي مجال الصادرات تصدر أفغانستان منتجات إلى الولايات المتحدة وفرنسا، والهند وباكستانº بينما تستورد سلعاً ومواد من باكستان وكوريا الجنوبية، واليابان وألمانيا، وتركمانستان وكينيا، والولايات المتحدة وروسيا.

ومن أهم الصادرات الأفيون والفواكه، والمنسوجات والسجاد المصنوع يدوياً، والأحجار الكريمة والجلود بينما تمثل المنتجات النفطية وسلع ومواد غذائية الواردات الرئيسية.

وأما ديون البلاد الخارجية فتتجاوز عشرة مليارات دولار، ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي أربعة مليارات دولار وفقاً لتقديرات 2002/2003.

وتمثل الزراعة القطاع الرئيسي للعمل في أفغانستان رغم أن أقل من 10% من الأراضي هي التي تتم زراعتها.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply