الإعلام في أفغانستان.. عين للثقافة وأخرى للدعاية


  

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد الإطاحة بحكومة طالبان في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2001 ألقت الطائرات الحربية الأميركية بالآلاف من صناديق الإغاثة إلى الشعب الأفغاني، وللغرابة كان معظم محتويات هذه الصناديق من أجهزة الراديو.

لم يكن ذلك بالطبع من أجل تسلية ورفاهية هذا الشعب الذي لا تحفظ ذاكرته الجمعية أكثر من أحداث الحروب بويلاتها، بل لإيصال رسائل نظام الحكم الجديد، فبما أن الأمية والفقر يضربان بأطنابهما في أفغانستان لم تكن وسائل الإعلام الأخرى ذات جدوى لأداء هذه المهمة.

 

الإذاعة:

يفيد السيد محمد صديق شكري وزير الإعلام لخمس سنوات في حكومة المجاهدين بقيادة برهان الدين رباني بأنه لم يسبق أن اكتظ الفضاء الأفغاني بهذا الكم من البث الإذاعي والتلفزيوني، إذ توجد حالياً نحو عشر محطات للإذاعة تبث بلغتي البشتو والفارسية، وتسيطر على معظمها الآيساف سواء بالدعم المباشر، أو بتزويدها بالإعلانات المجزية من أجل إيصال الرسالة الدعائية المطلوبة.

وقد وجدت هذه الوسيلة انتشاراً واسعاً لأسباب عدة أولها أن الراديوهات كانت توزع بالمجان في البداية ثم بأسعار رمزية في وقت لاحق، كما أن هذا النوع من الأجهزة صمم للتزود بواسطة الشحن اليدوي، أو الطاقة الشمسية في ظل الانقطاع شبه المستمر للكهرباء.

ويضيف شكري الذي عمل أيضاً مستشاراً للرئيس حامد كرزاي قبل أن يقدم استقالته مؤخراً، أن الإذاعة لعبت هذا الدور في فترة الحرب الباردة حيث كانت الولايات المتحدة ودول حلف الناتو تبث إرسالها عبر أفغانستان إلى دول أوروبا الشرقية، وقد حققت هذه الوسيلة حينئذ أغراضها إلى حد كبير.

 

التلفزيون:

أما ما يخص البث التلفزيوني فتوجد ست محطات تلفزة تغطي معظم الأراضي الأفغانية وهي ( لمار - الطلوع – أريانا - الأفغان - شمشاد - آينه) الثلاث الأول منها فضائيات، وتبث هذه المحطات باللغات الرئيسية المنتشرة في أفغانستان وأهمها الفارسية والبشتو والأوزبكية والأوردو، وتبث أريانا باللغة الإنجليزية.

إلا أن البث التلفزيوني يواجه مشاكل عدة منها جغرافية تتمثل في الطبيعة الجبلية للمنطقة، حيث تعجز معظم هذه المحطات عن إيصال خدماتها إلى السكان المستهدفين، وأخرى ثقافية حيث يقوم الأئمة والدعاة بحملات لمحاربة محتويات البرامج الترفيهية التي تبثها القنوات الفضائية.

 

الصحافة:

بجولة سريعة على المكتبات القليلة في شوارع العاصمة كابل يمكن لزائر المدينة أن يقف بيسر على بؤس ثقافة القراءة والمطالعة للصحف عند الشعب الأفغاني الذي تبلغ نسبة الأمية فيه نحو 80% حسب الإحصاءات الرسمية.

ويقول سكرتير تحرير صحيفة جراغ المستقلة السيد هاشمي إنه تصدر حالياً تسع صحف يومية خمس منها مستقلة (راهي نجات - ويسا - أفغان - آرمان)، وأربع حكومية (أنيس - إصلاح - هواد - كابل تايمز).

وتوزع هذه الصحف مجتمعة ما بين 15 ألفاً و20 ألف نسخة يومياً، معظمها في كابل التي يبلغ تعداد سكانها نحو ثلاثة ملايين ونصف مليون نسمة، وتقطنها غالبية الطبقة المتعلمة والمثقفة من الأفغان لأسباب معيشية.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply