حتى لا ينهار السد !!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ذكر الله في كتابه الكريم عن قوم سبأ أنهم بنوا سدّا عظيما محكما (سد مأرب) تجتمع إليه سيول أمطارهم وأوديتهم. ولكنهم أعرضوا فأرسل الله عليهم سيل العرم، قال الله - تعالى -: " لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور، فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدّلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل، ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور ".

ذكر المفسرون أن الله - عز وجل - لما أراد عقوبتهم بإرسال العرم عليهم، بعث على السد دابّة من الأرض يقال لها الجرذ، نقبت أسافله حتى إذاضعف ووهى، وجاءت أيام السيول صدم الماء البناء فسقط.

ونحن أيها الأخوة والأخوات لدينا سد عظيم بناه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وجُدِّد بناؤه على مرّ الزمان، ومن آخر من جدّده الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - بمؤازرة الأمير محمد بن سعود - رحمه الله -.

وسدّ الدين يواجه هذه الأيام هجمة عنيفة من خارج البلاد وداخلها، تحاول إضعافه وتسعى لهدمه، والهجمة وإن كانت خطيرة من الخارج إلا إنها من الداخل أشد خطرا، فهي بمثابة الجرذان التي تسببت في انهيار سد مأرب، وأعني بها بعض كتّاب وكاتبات الأعمدة في صحفنا المحلية، وكذلك بعض المذيعين والمذيعات والممثلين والممثلات في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، التي تثير الشبه وتشكك في بعض مسلّمات العقيدة.

والمتتبع لما ينشره ويبثه هؤلاء يرى هجمة عنيفة منهم على الدين وأهله، مثل: عقيدة الولاء والبراء، والإنقاص من قدر العلم الشرعي والعلماء، واتهام المناهج بأنها تفرِّخ للإرهاب، وفتح المجال أمام أهل الحداثة في الملاحق الأدبية والثقافية، ومن أبرز ما يتحدثون عنه ويثيرونه ـ كما فعل أسلافهم في البلاد العربية ـ الحديث حول المرأة والتباكي بشأنها والدفاع عن حقوقها المسلوبة ـ كما يزعمون ـ والسعي لتحريرها (وصدق من قال: إنهم لا يريدون حرية المرأة، ولكن يريدون حرية الوصول إلى المرأة).

وحتى لا ينهار سد الدين فالذي ينبغي فضح هؤلاء والرد عليهم ـ كما يفعل الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - وإيقافهم عند حدهم، ومحاسبتهم عما كتبوا، ومنعهم من الكتابة وغيرها، ومحاسبة رؤساء التحرير الذين فتحوا لهم الأبواب ليهدموا العقيدة في النفوس.

أيها الأخوة والأخوات: إن القتل جريمة شنيعة، لكن الفتنة في الدين أشدّ وأكبر، كما قال الله - تعالى -: " والفتنة أشد من القتل " وقال - سبحانه -: " والفتنة أكبر من القتل ".

إن وسائل الإعلام سلاح ذو حدين، فإن لم نحسن استغلالها كانت علينا وبالا، وسببا من أسبا ب انهيار الدين.

أسأل الله أن يحفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأن يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأن يرد كيد الأعداء في نحورهم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.....

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply