الثقافة العارية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

"يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون".

إن الولايات المتحدة وحلفائها - المسيرين من قبل الصهيونية - لم تستطع أن تنجز أو تحقق أي عمل عسكري واستخباري إلا بمساعدة أذنابها، سواءً ممن يدعون الإسلام، أو من أبناء جلدتنا من عملاء يخترقون الصفوف، ويختلقون الفتن.

فيصموا آذاننا، ويزكموا أنفونا بأفكار وثقافة عارية مستوردة من المستنقعات الغربية، فتارة باسم تحرير المرأة بتحريرها من قيود الفضيلة والأخلاق، وتحرير جسدها ومفاتنها من الحجاب، وتحويلها إلى امرأة عارضة للمفاتن والأزياء، امرأة تعيسة تخفي ملامح وجهها الحزين البائس خلف حجب من المكياج.

وتارة باسم الديمقراطية وما الديمقراطية إلا وجهين لسياسة واحدة، وقناع كبير تخفى ورائها السيطرة الصهيونية على سياسة واقتصاد العالم.

وتارة باسم حقوق الإنسان "غير المسلم"، وتأسس لها الهيئات والنقابات والمنح الدراسية للتدريب على حقوق الإنسان، وكأن المسلمين حيوانات مفترسة تحتاج للترويض والتدريب على الحركات البهلوانية لإضحاك وإمتاع جمهور سيرك النجمة السداسية.

وتارة باسم الوسطية وما وسطيتهم إلا ربط للخصر والهز، والاعتدال أمام صفعات الأعداء على خدودنا، وضربات سياطهم على أجسادنا.

وتارة باسم حوار الحضارات بهدف التسوية بين الوثنية والإسلام، واستعلاء الباطل على الحق، هذه هي القيادة والثقافة التي أوصلت المسلمين إلى هذا الحال، من تخلف وإذلال، وخضوع للإدارة الصهيوأمريكية ومطالبها التغييرية لثقافتنا وفكرنا ومناهجنا الدراسيةº لخلق جيل، ومن عقيدته وإيمانه، لخلق جيل شهواني السلوك، مادي الغايات، بليد الأفكار.

إن المرحلة التي يمر بها المسلمون في الوقت الراهن ليست مرحلة للبكاء والشعور بالهزيمةº بل مرحلة الخروج من دائرة الضغوط والخوف، مرحلة عمل ودعوة وإعداد لقيادة إسلامية مخلصة لسد الفراغ بعد أن انكشف للأمة هشاشة وعري قياداتنا خاصة بعد سقوط بغداد.

وأخيراً.. لقد سقطت بغداد، وسقطت معها جميع الأقنعة، وبانت كل الوجوه القبيحة، وكل القيادات والثقافات والشعارات العارية، وانتهى دور الأذناب، وبدأت بالاحتضار، فسقوط بغدادº صفعة قوية أيقظت الأمة من نومها، وآن الأوان لعلمائنا الأفاضل أن يدركوا أنهم المقدمة والبداية لإتاحة الفرصة للعمل في جو أكثر حرية ووضوح.

"إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم".

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply