الجندر


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مفهومه أهدافه موقف الإسلام منه

نموذج يمني لدعاته

 

 ¨ المقدمة:

(قضية تحرير المرأة) هي التي قامت الحركة النسوية في أوربا بالدعوة إليها بداية القرن الماضي، وتوسعت القضية وتعددت محاورها، ابتداءً من قضية مساواة المرأة بالرجل في الأجر، حتى أصبحت القضية في النهاية هي طلب المساواة التامة مع الرجل في كل شيء.

 

ودخلت هذه القضية في بداية أمرها إلى العالم الإسلامي - إلى مصر - مع دعاة تحرير المرأة الأوائل كـ (قاسم أمين، وهـدى شعراوي، وصفية زغلول) وأمثالهم عام 1919 مºحين قامت مظاهرة نسوية في ميدان الإسماعيلية بالقاهرة، واحرقن الحجاب.

 

ثم عمت جميع بلاد الإسلام ومازالت القضية في تقدم نحو السقوط منذ ذلك اليوم حتى وصلت اليوم إلى الدعوة إلى الجندر بصراحة دون حياء.

 

¨ فما هو الجندر؟ وما مفهومه؟ وما هي أهدافه؟ وما موقف الإسلام منه؟

 

هذا ما نسلط عليه الضوء في هذه السطور إن شاء الله، ثم نذكر نموذجاً من دعاته في اليمن.

 

أولاً: مفهوم الجندر: -

الجندر: يعني لغة ومفهوماً : (الجنس) المتعلق بمكونات الذكورة والأنوثـة بالدرجة الأولـى([1]).

وقد استعير من البيولوجيا، وأن الجندر هو الوجه الاجتماعي الثقافـي للانتماء الجنسـي([2]).

 أو هو الهوية الجنسـية للفرد كذكر أو أنثـى، كما تحددها الثـقافة والمجتمع([3]).

وعلى ضوء هذا المفهوم للجندر، تم عملية اشتقاق كل المضامين والدلالات الاجتماعية الأخرى للوظيفة والدور، ومن منطلق نفس الفروق واختلاف القدرات بيولوجياً بين الجنسين تأتي الدعوة إلى رفض التمييز والفروق الاجتماعية والأدوار والوظائف بين الذكر والأنـثى.

 

¨ منشــأ هذه الدعوة: -

بدأ الجدل حول هذا المفهوم منذ أواخر السبعينات للقرن الماضـي ومن منطلق الدعوة للانحياز المباشر والضمني لتعزيز موقف المرأة وحقوقها الماسة في المجتمع المعاصر.

 

وقد انطلقت هذه الدعوة من عمق الحداثة الأوربية والأمريكية، وكانت واضحة من خلال أنشـطة الهيئات والمنظمات الدولية، وخاصة في أوساط مجتمعات الدول النامية.

 

وقد عقدت لهذه الدعوة عدة مؤتمرات وفعاليات عالمية ودولية من أهمها: -

 

مؤتمر القاهرة عام 1994 م.

 

مؤتمر بكين عام 1995 م.

 

مؤتمر بكين عام 2000م.

 

مؤتمر المرأة الذي نظمه مركز الدراسات النسوية بجامعة صنعاء عام 2000م.

 

مؤتمر عمَّان عام 2001 م.

 

وكانت أهداف تلك المؤتمرات واضحة جداً في الدعوة إلى إزالة الفوارق بصفة عامة بين الذكور والإناث، واتـهام المجتمعات الشـرقية (الدول الإسـلامية) بالتخلف الثـقافي الجنسي، والحديث عن اضطهاد المرأة في تلك المجتمعات.

 

وقد قوبلت تلك الأطروحات بالرفض من المجتمعات الإسـلامية الغيورة على دينها وفطرتها السليمة، ولُطِّخت سمعة هذا المصطلح واحترقت شخصيات الداعين إليه، كما حصل في اليمن للقائمين على مركز الدراسات النسوية بجامعة صنعاء، حيث فروا إلى خارج اليمن وأنشــأوا مراكز مماثلة هناك([4]).

 

¨ النوع الاجتماعي وعلاقته بالجندر:

بعد الفشل الذي أصاب مفهوم الجندر في العالم الإسلامي حاول المهتمون بقضايا المرأة والجندر تغيير صورتهم الشنيعة إلى صورة مقبولة إلى حد ما داخل المجتمعات الإسـلامية، وكان من أهم قرارات مؤتمر القاهرة عام 1994 م إعادة طرح موضوع الجندر من جديد ولكن باسم آخر مقبول إلى حد ما هو " النوع الاجتماعي".

 

فما هو مفهوم النوع الاجتماعي عند الجندريين ؟!.

" النوع الاجتماعي لا يتعدى بالنسبة لكثير من المهتمين والمعجبين بالجندر أكثر من مجرد ترجمة لكلمة الجندر الإنجليزية، أو مجرد غطاء شكلي للستر على ما قد لحق بمفهوم الجندر من سوء السمعة في المنطقة العربية والإسلامية بالذات"([5]).!

 

غير أنه يوجد هناك فريق من الجندريين المعتدلين([6]) حاول مسك العصا من الوسط، وحاول إزالة السمعة السيئة عن الجندر وأصحابه، وقسموا مفهوم النوع إلى قسمين : -

 

النوع البيولوجي : وهو يعني المعنى اللغوي والموضوعي للذكورة والأنوثة، وهذا النوع هو الذي يمكن تمييز الرجل عن المرأة باختلاف الخواص البيولوجية لكل منهما.

 

النوع الاجتماعي : وهو الأدوار والوظائف الاجتماعية التي لا علاقة لها بالنوع البيولوجي، وهذا هو الذي يجب عدم التمييز بين الرجال والنساء فيه فهـم متحدون تماماً، فبإمكان الرجل أن يقوم بجميع أدوار المرأة الاجتماعية، والمرأة تقوم بجميع أدوار الرجل الاجتماعية دون استثناء.

 

من خلال ما سبق: -

يتضح أن الجندر والنوع الاجتماعي وجهان لعملة واحدة، غير أن النوع الاجتماعي جاء بثوب عربي مهجن، كغيره من المصطلحات المعاصرة التي حاول أذيال الغرب في بلاد الإسـلام تهجينها مثل: الاشتراكية الديمقراطية... الخ بنسبتها إلى الإسلامºوالجندر أتى بثوب غربي صرف.

 

¨ أهداف الجندر (النوع الاجتماعي) وآثاره على المجتمع المسلم:

الهدف الأول : - التشكيك في كثير من ثوابت المجتمع المســـلم، العقدية والفطرية والأخلاقية والسلوكية..

 

وذلك من خلال القول بالتفرقة بين (النوع البيولوجي) و(النوع الاجتماعي)، وأنهما مختلفان تماماً ولا علاقة لأحدهما بالآ

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply