حقوق الإنسان


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كثيرًا ما يدندن الغرب الكافر حول قضية حقوق الإنسان وخصوصًا حقوق المرأة، متخذًا من هذه القضايا أدوات سياسية قذرة للضغط على الدول الإسلامية ولممارسة الهيمنة عليها والتغيير فيها حسبما يقتضيه الذوق الغربي الفاسد.

وغدت هذه القضية كالمطرقة فوق رؤوس بعض من لا يثقون بدينهم ولا يعتزٌّون بعقيدتهم ولا يفتخرون بموروثهم لجهلهم به وغفلتهم عنه ومخالفتهم له.

والحقيقة الدقيقة أننا معاشر المسلمين بحاجة إلى أن نقلب ظهر المجن في وجوه أعداء ملتنا، لنحاربهم بسلاحهم ونقاومهم برماحهم، لنجعلها كالسيوف المصلتة فوق جماجمهم الصدئة التي ملئت كبرًا وغطرسة وعتوا، ولو كره المحبون لهم والمتعلقون بهم!

فما من دين أعظم من دين الإسلام الذي يرعى الذمم ويصون الأمم ويعلي من مكانة الإنسان ويحافظ على حقوقه ويرعى مصالحه.

لا نقول هذا كردة فعل لهجومهم علينا وطعنهم فينا، فليسوا ممن يهمنا رأيهم أو تشغلنا انتقاداتهم، ولكننا نهتف به في مسامع بعض إخواننا الذين اهتزَّت قناعتهم في دينهم لضعف إيمانهم ورقَّة يقينهم، واضطربت مفاهيمهم حول شريعتهم لجهلهم بحكمه وأحكامه وغفلتهم عن شرائعه ونظامه، تأثرًا بالزخم الإعلامي والانفتاح الأهوج على العالم دون ضابط شرعي أو رسوخ عقدي أو تأصيل علمي.

فزلَّت الأقدام وزادت الأوهام وزاغت الأقلام في بحر الضلال من أناس جهال يستحقون أن تفرس أقلامهم في أحداقهم لأنهم عمي عن الحقيقة الناصعة صمُّ عن الوقائع الصادقة، يرددون في سخف وغباء مقالات وقناعات الأعداء، ويلقفون في سخف بالغ ما يتقيؤه الغرب الكافر الفاجر ويفرحون به، وربَّ ساع في حتف نفسه وهو لا يشعر.

وليس الذي يدمي قلوبنا بغي أعدائنا علينا، فالحرب بيننا وبينهم حرب دين قبل أن تكون على لعاع من حطام الدنيا الفاني، وإنما الذي يفري الكبد ويحرق القلب أن خذلاننا جاء من بين صفوفنا ومن داخل بيوتنا، ونحن قوم لا نطيق أن تكون حصوننا مهدمة من الداخل مهزوزة الثوابت مخلخلة الأساس.

وفي استقراء سريع لبعض النصوص الشرعية في هذه القضية نجد أن الإسلام بأوامره ونواهيه حافظ على حقوق الإنسان وصان كرامته ورفع من منزلته وأعلى من قدره، بل وحافظ على حقوق الحيوان قبل الإنسان، فحرَّم إيذاءه والتعدي عليه ونهى عن القسوة معه والغلظة عليه، فهل من مدَّكر؟!

والنصوص الشرعية الناطقة بمنطوقها ومدلولها على هذه الحقيقة في محافظة الإسلام على حقوق الحيوان البهيم فضلا عن المحافظة على حقوق الإنسان المستقيم لا تعد ولا تحصى، ولا يعمى عنها إلاَّ من لا بصيرة له.

فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثًا؟

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply