رجل قميء.. امرأة جاهلة!


بسم الله الرحمن الرحيم

 

عودتنا "الدراما" العربية ومن قبلها الأعمال الأدبية على صورة نمطية لأهل التدين من الرجال والنساءº فالرجل قميء جلف، يسبق سخطه رضاه، ينتزع الابتسامة من بين أسنانه، لا ليبشر بها الناس، وإنما ليعلن لهم مصيرهم الذي ينتظرهم في النار والسعير إن هم خالفوا أمره أو حادوا  عن رأيه!

 

أما المرأة المتدينة فهي جاهلة لا تعرف من الكلام إلا كلمات محدودة، مثل "حاضر.. طيب.. إن شاء الله" مسلوبة الإرادة، مغلوبة على أمرها، معطلة الفكر، لا تصلح إلا أن تكون كالأرنب تنجب الأطفال وترضعهم وتطعمهم فحسب!

 

على الجانب الآخر فالرجل المنفلت.. جميل، مهذب، ومتحضر أيضاً، يعرف كيف يلاطف الناس ويداهنهم، ولا بأس بسوء أخلاقه أو فساد ذمته وتعاملاته مع الآخرين، المهم أنه لا يؤذي أحداً إيذاء ظاهراً يترتب عليه تنفير الناس أو فقد حبهم!

 

والمرأة المنفلتة ليست أحسن حالاً من الرجل المنفلت، فمن أولى علامات إيجابيتها وتفاعلها مع من حولها: أن توزع الابتسامات لمن تعرف ولمن لا تعرف، وأن تتحلل من عصر الحريم والجمود، فالملابس القصيرة والألوان الزاهية والعطور النادرة ما صنعت إلا لأجلها هي، ولأجل أن يتمتع من تصادقه أومن تحبه من الرجال، ويجب عليها أن تتمرد على أهلها وأسرتها، وأن تتحدى العالم أجمع في سبيل تحقيق بغيتها في مرافقة من تحب، وإلا فما الفرق بينها وبين تلك الجاهلة التي لا تعرف من دنياها إلا كلمات "حاضر.. طيب.. إن شاء الله"؟!!

 

واليوم.. قد انتبه أهل التدين والالتزام، رجالاً ونساء، إلى  الدور الذي يلعبه المضللون من خلال الأدبيات ووسائل الإعلامº فتوجهوا إليها، وعملوا على تجلية الصورة الحقيقة بدأب وإخلاص، فانتشرت الحقيقة، واندحرت الأباطيل، وأصبحت أكاذيب "الدراما" والأدبيات التي تدندن كالسابق لا تلقى رواجاً ولا تجد من يلتفت إليها أصلاً، فبواسطة الإنترنت والفضائيات استطاع المتلقي أن يميز الأفكار الطيبة من الأفكار الخبيثة، واستطاع أن يوازن بين الصورة النمطية والصورة الجديدة التي يطالعها لأهل التدين في الفضائيات والإنترنتº ليكتشف "الإرهاب الفكري" الذي مورس علي عقله من قبل، فيكفر بكل هذه الأباطيل، ويؤوب إلى الحق، ليدرك أن أهل التدين رجالاً ونساء هم الأجمل والأرحم والأحب إلى الله، وأن أهل الباطل وأهل  الهوى من الرجال والنساء المنفلتين لا يباريهم في قمائتهم وجهلهم إلا اليهود صانعو هذه الألاعيب وأصحاب السبق في غرسها في ديارنا منذ أكثر من نصف قرن!

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply