لغتنا الجميلة وعاديات التغريب..!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كثيرون وكثيرات، من الرجال والنساء، في المجتمعات الإسلامية، مع ما هم عليه من خير والتزام ظاهر بأحكام الإسلام وآدابه وأخلاقه، يقعون تحت طائلة التبعية الذليلة وإعطاء الدنية من حيث لا يشعرون؟!

فمثلاً تجد بعض الألفاظ الأجنبية ديدناً على الألسنة في المعاملات اليومية بين الناس، والسلع الأجنبية هي المفضلة لدى الكثيرين وذات الرواج في أسواق البيع والشراء. أمَّا الصغار فجلّ حديثهم عن الشخصيات الكارتونية الأجنبية التي يرونها عبر شاشات التلفاز، والتي تغزو عقولهم وقلوبهم بأفكار دخيلة وغريبة على مجتمعاتنا!

وفي المجالس النسائية حدِّث ولا حرج عن الألفاظ الأجنبية التي يبدو أنَّ بعض النساء يتباهين ويتنافسن في كثرة إيرادها وإدراجها في عباراتهم.. فبدلاً من "جزاك الله خيراً" وألفاظ الشكر والدعاء  جميلة الوقع في نفس القائل والسامع، تجد مسخاً من ألفاظ أجنبية مثل "مرسي" "أوكي"... إلخ.

وفي أماكن العمل المختلفة التي ينبغي أن يظهر فيها تميز الأخلاق والآداب الإسلامية، يتوارى اللسان العربي، وترى الهوة الواسعة ـ في كثير من الأحيان ـ بين المظهر الإسلامي المشرق الجميل، وبين ألفاظ صاحب هذا المظهر نفسه ـ للأسف! ـ، فترى ـ مثلاً ـ الطبيب المسلم الملتزم الوقور وهو ينادي ممرضة كافرة متبرجة بلفظ "سيستر" ومعناه: أختي! ناهيك بركاكة اللفظ وسماجته! (انظر معجم المناهي اللفظية لفضيلة الشيخ العلاّمة بكر أبو زيد).

إنَّ غلبة الألفاظ الأجنبية الدخيلة على ألسنة المسلمين والمسلمات بهذا الانتشار الواضح لهو نوع من التبعية المنافية لعزة المسلم واعتزازه وترفّعه عن التشبه بمن لا خلاق لهم، وقد قال رسول الهدى صلى الله عليه وسلم: "من تشبّه بقوم فهو منهم" و"المرء مع من أحب"! إضافة إلى أنه مما  يفرح به أعداء المسلمين ويجعلهم يشعرون بنوع من التفوق والاستحواذ!

أيضاً فإن المشابهة في العادات ـ ومنها الألفاظ  التي يدمن عليها اللسان ـ تورث مشاكلة في الطباع والأخلاق، كما نص على ذلك العلماء، مثل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وغيره.

فهل نراجع أنفسنا وتأخذنا الغيرة على اللسان العربي المبين الذي نزل به قرآن رب العالمين، ونفعِّل هذه الغيرة عمليّاً بتعويد ألسنتنا وألسنة أطفالنـا التلفـظ  بلغتنا العظيمة المباركة، ونشر هذا الوعي تواصياً وتناصحاً مع من حولنا وفي مجالسنا، وصدَّاً لعاديات جحافل "التغريب" من خلال هيمنة الإسلام في أقوالنا وأفعالنا ومعاملاتنا على كلّ كبيرة وصغيرة؟!

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply