التبشير بالنصرانية في المرتع الخصب


 

بسم الله الرحمن الرحيم

كثر الحديث عن مجلس الكنائس العالمي ودوره التبشيري والسياسي في جنوب السودان؟ فما هذا المجلس؟ ومما يتكون؟ وما أهم نشاطاته في جنوب السودان؟ وما علاقة جون قرنق به؟

 

مجلس الكنائس العالمي:

مجلس الكنائس العالمي هو تجمع مسيحي عالمي يهدف إلى توحيد الكنائس الشرقية الأرثوذكسية والكنائس والبروتستانتية التي لا تؤمن بسلطة بابا الفاتيكان الكاثوليكية. وتأسس المجلس في أمستردام بهولندا عام 1948 واتخذ من جنيف في ما بعد مقرا له، ويرأسه حاليا كونارد رايزر من الكنيسة الإنجيلية البروتستانتية الألمانية، ويضم المجلس قرابة الألف كنيسة من مائة بلد في العالم تعمل -كما يعلن عن نفسه- لأهداف ثلاثة:

1. تنظيم العلاقات بين الكنائس المنضوية تحته.

2. الدراسات الكنسية.

3. تقديم المعونات الإنسانية للاجئين على اختلاف أديانهم.

 

وللمجلس فروع في أغلب الدول ومن بينها السودان حيث يتولى إدارة فرعه في الخرطوم القس الجنوبي أينوك تومبي.

 

نشاط مجلس الكنائس العالمي في السودان:

تم التنسيق بين مجلس الكنائس العالمي ومجلس الكنائس في عموم أفريقيا منذ 1971 في ما يتعلق بقضية جنوب السودان، وقد تم تحت رعاية الهيئتين اتفاق أديس أبابا في فبراير/ شباط 1972 بين المتمردين وحكومة الخرطوم، وفي أغسطس/ آب من نفس السنة أقامت الخرطوم علاقات دبلوماسية مع الفاتيكان.

 

ومنذ ذلك التاريخ والمجلس يهتم اهتماما خاصا بالسودان، ففي العام 1990 أعلن المجلس ضرورة توزيع ريع الناتج النفطي بصورة عادلة بين الأطراف السودانية. كما تأسس المجلس الكنسي الخاص بالسودان عام 1994، ويعد هذا المجلس عضو في مجلس الكنائس العالمي، ويجتمع المجلس الكنسي الخاص بالسودان كل سنة من أجل تنسيق جهود الكنيسة في السودان.

 

عام 1992 أصدر مجلس الكنائس العالمي مذكرة عن السودان يعلن فيها اهتمامه البالغ بكل الجنوب والغرب. وفي سبتمبر/ أيلول 1997 أصدر المجلس إعلانه حول السودان المتعلق بتشجيعه للتوحد بين مجلس الكنائس السوداني [كنائس الشمال والجنوب] ويثني على الوثيقة التي أصدرها هذا الأخير بعنوان 'Here We Stand United in Action for Peace'، أي متحدون من أجل العمل للسلام، وفي نفس التصريح أعلن مجلس الكنائس العالمي وقوفه خلف وساطة منظمة الإيغاد.

 

وقد اتهم مجلس الكنائس العالمي في 29 ديسمبر/ كانون الأول 2000 حكومة الخرطوم بتدمير كاتدرائية مدينة لوي بإقليم الاستوائية، غير أن الحكومة نفت ذلك الاتهام.

 

وفي 29 يناير/ كانون الثاني 2001 أعلنت اللجنة المركزية لمجلس الكنائس العالمي خلال اجتماعها ببرلين عن استيائها لما يتعرض له سكان الجنوب السوداني مما تدعيه الحركات الجنوبية من تعذيب وقمع، وتدعو حكومة الخرطوم إلى احترام القانون الدولي.

 

وفي بداية يوليو/ تموز 2002 زار كونارد رايزر الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي السودان في جولة ضمت عددا من دول القرن الأفريقي.

 

قانون الجمعيات التبشيرية:

تشرف المنظمات الكنسية في جنوب السودان التي تزيد على [39] منظمة على جانب هام من النشاط الصحي والتعليمي والنشاط النسوي.

 

وقد أصدر الرئيس السابق إبراهيم عبود قانون الجمعيات التبشيرية الذي بدأ تنفيذه عام 1962 ويهدف أساسا إلى 'سودنة' وظائف الكنيسة، بمعنى أن يتولى السودانيون أمر إدارة الكنائس من مطارنة وقساوسة ومن هم دونهم في المرتبة، بالإضافة إلى الحد من النفوذ الأجنبي في السودان.

 

وألزم القانون المبشرين بالحصول على تراخيص مسبقة لممارسة نشاطاتهم، كما حظر التبشير في الجنوب وتم طرد المبشرين من السودان من 1960 إلى 1964، إلا أن حكومة الإنقاذ ألغت القرار في 4 أكتوبر/ تشرين الأول 1994.

 

حركة التمرد والكنيسة:

تتهم بعض الكتابات الكنيسة وخاصة الكاثوليكية في محافظة الاستوائية بأنها كانت وراء بداية حركة التمرد عام 1955، حين قام القس الجنوبي الكاثوليكي الأب ساترنينو بالتنسيق بين رئاسة الكنيسة في جوبا وقائد أول تمرد عسكري الملازم أوليفر ألبينو في بلدة توريت.

 

كما تتهم حركة 'أنيانيا' بأنها حصلت على تمويل من مجلس الكنائس العالمي، في حين شكلت منظمات الإغاثة الغربية 'ويرلد فيجن' و'كرستيان إيد' والوكالة النرويجية امتدادا للنشاط الكنسي.

 

وقد ظهرت الحركة الشعبية لتحرير السودان في يونيو/ حزيران 1983 بعد تمرد الكتيبة 105 في بور، التي انضم إليها في ما بعد جون قرنق ليصبح زعيمها الأقوى، وقد عرف عن الحركة بدءا توجه شيوعي وتحالف مع نظام منغستو هيلا ماريام رئيس إثيوبيا الماركسي وكانت لها حينئذ مواقف عدائية ضد الإرساليات المسيحية، إلا أنها ومنذ التسعينيات تحالفت -كما يقول أصحاب هذا التوجه في الكتابات- مع الكنائس والمنظمات التنصيرية، في حين ترفض كتابات أخرى هذا الرأي، وتفنده بقولها إن علاقة قرنق بهذا المجلس لا تتعدى كونها علاقة تنسيق في ما يتعلق بتوزيع المعونات الإنسانية للجنوب ومبادرات السلام

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply