السنيورة يفضح أكاذيب نصر الله


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 
 
الخبر:

شن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله اليوم هجوماً عنيفاً على حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، وقال في خطاب أمام أنصاره: إن هذه الحكومة لا يمكن ائتمانها على القرار الوطني لأنها تلتزم بقرارات الإدارة الأميركية.

ووصف الحكومة الحالية بأنها غير دستورية وغير شرعية، وقال إن أمامها خيارين: إما تشكيل حكومة وحدة وطنية أو الذهاب إلى انتخابات مبكرة.

وفي مقابلة تليفزيونية اتهم نصر الله، السنيورة بأنه صادر الأسلحة الخاصة بالمقاومة أثناء الحرب مع إسرائبل، ومنع وصولها لمقاتلي حزب الله.

 

التعليق:

إنها الغطرسة بعينها، فبعد أن تيقن نصر الله من أن الأيام دالت للشيعة الذين تهدهدهم إدارة بوش في العراق، وتختلف معهم اختلافاً شكلياً في إيران، وبعد أن أصبح حزب الله جيشاً كاملاً وليس ميليشيا، وبعد أن أصبح هذا الجيش أقوى من جيش الدولة اللبنانيةº انتفش نصر الله وتحول إلى اللكمات بالكلمات، وأصبح لا يرى الآخرين إلا خونة أو جرذاناً لا وزن لهم ولا قيمة.

هذه النرجسية أصابت نصر الله بحالة من الغرور، فأخذ يكيل الاتهامات بالخيانة إلى خصومه السياسيين في الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة، وسعى إلى التأكيد على أن السنة ليسوا شيئاً واحداً، كما أن الشيعة ليسوا شيئاً واحداً، لكنه ضرب مثالاً في غمز طائفي على ذلك بأن السنة فيهم مثلاً من وقع اتفاق كامب ديفيد، وذلك في إشارة إلى الرئيس المصري الراحل أنور السادات.

وحينما قال نصر الله إن للسنة أخطاءهم ذكرنا بكامب ديفيد أي أنور السادات، وعندما حاول أن يقول إن للشيعة أخطاءهم، لم يضرب لنا مثلاً واحدا! بل تهرب من التفصيل في قضية شيعة العراق، واكتفى بأنه ضد الاحتلال، وتجنب التعليق على مطالبة عبد العزيز الحكيم للقوات الأميركية بالبقاء في العراق، وهذا مطلب العقلاء الذين يعتبرهم نصر الله خونة، ولم يقل لنا رأيه في المطالبة السورية المعلنة بعودة المفاوضات مع إسرائيل وهذا مثال على الطائفية التي حاول تجنبها.

كما اتهم نصر الله قسماً من الأكثرية السياسية في لبنان فريق "14 آذار" بالطلب من الولايات المتحدة بأن تشن إسرائيل حرباً على لبنان خلال الصيف، واتهم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بمحاولة مصادرة أسلحة للمقاومة خلال الحرب، وذكر نصر الله أن جهازاً أمنياً لبنانياً حاول خلال الحرب أيضاً أن يحصل على معلومات عن مقار مسئولي حزب الله وبينهم "أنا شخصياً".

هذه الاتهامات الخطيرة تؤكد أننا أمام مسئول متسرع غير دقيق يلقي التهم جزافاً، ويستهين بالآخرين، وهو لا يدري أن هذا الاتهام لشخصية كبيرة مثل السنيورة يمكن يؤدي إلى اغتياله سياسياً ووطنياً، بل واغتياله حقيقة، ولكن الله أخزاه حينما أصدر الجيش اللبناني بياناً ينفي فيه اتهامات نصر الله، ويبرئ الرجل الوطني فؤاد السنيورة الذي قاتل من أجل النقاط السبع دولياً، وجعل القرار يصدر تحت مظلة الفصل السادس لا السابع، والتي جعلت حزب الله يقول: إنه انتصر في حرب دمرت لبنان.

لقد نال السنيورة وحكومته احترام العالم حين أدار المعركة الدبلوماسية باقتدار وبدعم عربي قوي أوقف العملية الإسرائيلية التي لو قدر لها أن تستمر لأسبوعين آخرين لوقع كامل جنوب لبنان في يد الاحتلال الإسرائيلي، وعلى طريقة الصغار في قذف التهم بلا بينة اتهم نصر الله بعضاً من قوى "14 آذار" بأنها طالبت واشنطن بالضغط على إسرائيل لضرب حزب الله، والقضاء على سلاحه، ولم يسمِّ أسماء، ولو كان كلامه حقيقياً ما تأخر عن ذكر الأسماء بالتفصيل.

نصر الله الذي تهكّم على الملوك والرؤساء العرب مطالباً بعدم دعمهم لطرف على حساب آخر في لبنان، لم يقل من يسلح حزبه، ولا عن تمويل إيران المادي له وباعترافه.

وكم كان السنيورة مسئولاً، ومحترماً، وهادئاً، ومتديناً، ورجل دولةº وهو يرد على اتهامات نصر الله العشوائية حيث وصف خطابه بأنه يحمل التهديد وبذور الشقاق بين اللبنانيين، ومشوب بـالتوتر والغضب والصلف الذي لا يتقبله اللبنانيون، وحذر من أن كلام نصر الله يأخذ لبنان إلى مكان ينبغي أن لا يكون فيه.

وكم أراحنا السنيورة حينما وضع النقاط على الحروف بخصوص الموقف الإيراني من مزارع شبعا حيث أكد أن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي رفض وضع مزارع شبعا في عهدة الأمم المتحدة بعد الانسحاب الإسرائيلي منها.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply