التصريحات الأميركية والضباب الكثيف لإخفاء الحقيقة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس تدعو الفلسطينيين والإسرائيليين إلى توسيع اتفاق «التهدئة» الهشة في الوقت الذي بدأت فيه محاولة جديدة لاستئناف المفاوضات المتعثرة بل المتجمدة.

دعوة غريبة ليس لأنها تطالب بتوسيع دائرة الهدنة أو التهدئة بل لأنها تجمع الفلسطينيين والإسرائيليين في سلة واحدة لإضافة الكثير من الضباب على الصورة والواقع، خصوصاً وأن الفلسطينيين وبخاصة المقاومة الفلسطينية أصدرت الكثير من التحذيرات للعدو الإسرائيلي من مواصلة القتل والتدمير، والعربدة وتدمير المنازل في المدن والقرى الفلسطينية، ومن اقتحامات للضفة الغربية، معتبرة أن الضفة الغربية ضمن اتفاقية الهدنة أو التهدئة، أو كما يطلقون عليها اتفاقية وقف إطلاق النار.

فالمسؤولون في الإدارة الأميركية وكعادتهم لا تكون فيها مواقفهم رمادية وضبابية إلا عندما يكون الاحتلال الإسرائيلي طرفاً في المعادلة، وبخاصة عندما يكون هو العقبة أو الطرف المتعنت الذي يفسر القوانين والاتفاقيات بما تتوافق وتتطابق ومخططاته العدوانية التوسعية الشريرة التي تجد الحماية والتبرير والدفاع من الإدارة الأميركية التي تغالط كل الدنيا في سبيل تحقيق مكسب أو ما تعتقد أنه مكسب للاحتلال الإسرائيلي، بينما هو في الحقيقة ليس سوى إضافة إلى ابتعاد الأمن والسلام، والبقاء في دائرة الركض المتواصل حتى تنقطع الأنفاس، وتضيع كل الجهود والمبادرات العربية والدولية الهادفة إلى تحقيق الأمن والسلام للجميع.

وفي هذا السياق فإن جمع رايس الفلسطينيين مع الإسرائيليين بدعوتها لتوسيع الهدنة وعدم التوجه إلى العنوان الصحيح - وهو الطرف الإسرائيلي -، ومطالبته بالتوقف عن الاعتداءات بكل أشكالها التي يقترفها جيش الاحتلال النازي، خصوصاً وأن المقاومة الفلسطينية المتوقفة عن القيام بأي عملية فدائية، وموافقتها على وقف إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية شرط توقف قوات الاحتلال عن اعتداءاتها في قطاع غزة والضفة الغربية حسب المقاومة الفلسطينية، والمقاومة بذلك أو الطرف الفلسطيني قد استجاب بصورة مسبقة إن صح التعبير لدعوة رايس التي عليها إن كانت صادقة في دعوتها لـ«توسيع» اتفاق الهدنة إلا إذا كان لرايس مفهوم آخر لـ«التوسيع» للهدنة أو لوقف إطلاق النار.

فالكرة لتوسيع الهدنة الهشة المهددة بالانهيار في أي لحظة بسبب الاعتداءات الإسرائيلية التي لم تتوقف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، لأن المشهد خارج إطار المنطق والعقلانيةº إذ كيف يمكن للمقاومة أن تقبل بقتل أبنائها وأنصارها وشعبها الفلسطيني في الضفة الغربية وهي التي تحمل لواء الدفاع عن الشعب والوطن أن تقف متفرجة مثلما تقف الدول العربية متفرجة على عمليات الذبح الإسرائيلي اليومي للفلسطينيين.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply