إسرائيل ومرحلة التدمير الذاتي


  

بسم الله الرحمن الرحيم

الخبر:

قال "شيمون بيريز" نائب رئيس الحكومة الصهيونية في تصريحات له: إن "إسرائيل" تمر بمرحلة خطيرة من التدمير الذاتي.

 

التعليق:

لا شك أن الدنيا كلها تتحدث عن الهبوط الاضطراري للحكومة الأمريكية الحالية، بل لدولة الولايات المتحدة الأمريكية ككل، والذي يتوقع أن يكون على أرضٍ, بركانية متزلزلةº إن لم تكن مستنقعاً عميقاً يغرق من تزلف إليه قدمه، وكما هو معلوم وبديهي أن أمريكا هي المناصر الأول والأقوى للدولة الصهيونية المعتدية على أرض فلسطين، ومن المسلّم به أن أي اهتزاز للمناصر يعني التفاته لنفسه، وانخفاض معدلات مسنادته لغيره فضلاً عن طلبه للمساعدة.

فإذا ما اقترن ذلك بعلوّ لحركة "حماس" تمثلت في صعود كوادرها للحكومة، وإمساكها ببعض الخيوط القوية، وكونها على الرغم من الضغوط الداخلية والخارجية متمسكة بمبادئها من عدم الاعتراف بالدولة الصهيونية المحتلة، وإصرارها على الاستمرار، واضطرار منظمة فتح إلى الدخول معها في مناورات وحوارات يرى البعض أنها تزيد من ضعف "فتح" وتفرقها، وتقوي الجبهة الحماسية وتزيدها حنكة، هذا فضلاً عن العلوّ الواضح للتيار الإسلامي في مصر والأردن، ونشاط البركان الجهادي في العراق، ثم تفجّر الأوضاع في لبنان، وظهور بدايات لتلك الفوضى الخلاقة على حد التعبير الأمريكيº ما يشير إلى اشتعال النار في المنطقة المحيطة بفلسطين، فضلاً عن اشتعال الداخل في ظل وجود "حماس"º ما يوحي باقتراب النار المحرقة من الكيان الصهيوني.

وسط هذه الإرهاصات إذا بصوت يصرخ من الداخل "الإسرائيلي" ليقول: إن الأمر لا يقف عند هذا الحد، بل إن السوس قد نخر في العود، وقد بدأت آثاره في الظهور على البنيان، فقد نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن "بيريز" نائب رئيس الحكومة الصهيونية قوله: إن التدمير الذاتي وصل لكافة المجالات في "إسرائيل"، بل إن هناك منافسة شديدة حول من يقدّم الصورة الأكثر سواداً "لإسرائيل".

بل إن الرعب قد بدأ يتملك القيادات اليهودية، وهو أشد من العوامل السابقة كلها، إذ من شأنه أن يفقد صاحبه اتزانه، ويجعله يخبط خبط عشواء، أو يجعله يستسلم وييأس ويقدم التنازلات، فقد أكد "بيريز" أن تلك المرحلة تُعدّ من أشد المراحل خطورة على "إسرائيل"، ويجب التوحد والتكتل، وعلينا أن لا نفقد الأمل حسبما نقلت عنه الصحيفة العبرية.

وزاد بيريز الأمر وضوحاً بقوله: إن أتباع اليمين ينشرون العداء، فيما يقوم أتباع اليسار بالتخلي عن الدولة بدلاً من الاهتمام بها.

ولا يقف الأمر عند مقولة "بيريز" والتي قد يعدّها البعض مجرد رأي شخصي لا يتخطى كونه رؤية أحادية الجانب، ولكن إذا انضم إلى هذا الرأي أكثر من مسئول صهيوني يحذّر من تنامي صور انهيار الكيان الصهيوني، وبدء مرحلة التدمير الذاتي فإن الأمر يكون قد تخطى حيز الرأي إلى كونه قد أصبح ظاهرة واضحة للعيان.

فمؤخراً هاجمت "إستريناه ترومان" النائبة اليمينية في الكنيست الصهيوني عن حزب "إسرائيل بيتنا" الصهيوني المتطرف بشدة قرار السلطات "الإسرائيلية" افتتاح مسجد داخل إحدى صالات مطار بن جوريونº لخدمة المسافرين من عرب 1948م قائلة: إن هذا القرار هو بداية التدمير الذاتي لـ"إسرائيل"، ويعتبر بداية لما أسمته بقيام اليهود بهدم الدولة الصهيونية بأنفسهم، كما هاجم أحد نواب الكنيست الصهيوني بشدة طريقة إدارة الحياة السياسية في "إسرائيل"، معتبراً أنها تماثل خطر التهديدات النووية الإيرانية، ولا تقلّ خطورةً عنها، ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية في موقعها على الإنترنت عن النائب في حزب العمل "عوفير بينيس" قوله: إن ما يفعله رجال السياسة، وأسلوب إدارتهم يشكل خطراً استراتيجياً على وجود "إسرائيل" وبقائها.

والذي يؤكد كل ما ذكرناه آنفاً أن "عامير بيرتس" وزير الحرب الصهيوني قد أكّد أمس في تصريحات له أن حركة "حماس" يمكنها أن تصبح شريكاً لـ"إسرائيل" في حالة اعترافها بها.

ونقلت صحيفة "يديعوت" العبرية قوله: إن "إسرائيل" يجب عليها أن تدرج وقف إطلاق النار مع الفلسطينيين ضمن اتفاق سياسي معهم, مؤكداً أنه لا يجب التفكير مرة أخرى في العودة إلى قطاع غزة قبل التفكير في الحل السياسي، وقال "بيرتس": إنه لا يجب غضّ الطرف عن بعض الجهات في السلطة الفلسطينية بسبب انتمائها السياسي، ولكن بحسب مدى اعترافها بـ"إسرائيل" كشرط للمفاوضات.

وأشار وزير الحرب الصهيوني في تصريحاته إلى أنه يجب على "إسرائيل" أن تجد الفرصة للتحاور مع الفلسطينيين، وقال: إنه يجب علينا أن نكون عاملاً مؤثراً في تشكيل الواقع في منطقة الشرق الأوسطº لأن التغيير في الساحة الفلسطينية سيكون له عامل كبير في المنطقة كلها، وأعرب "بيرتس" عن تخوفه من الجمود الحالي في المنطقة قائلاً: إنه في الوقت الذي تقوى فيه حركة حماس تزداد من أسماهم بالقوى المعتدلة ضعفاً, معتبراً ذلك عدم تحمل مسئولية من قبل "إسرائيل".

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply